منتدى رواية عشق

منتدى رواية عشق (https://r-eshq.com/vb/index.php)
-   ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ (https://r-eshq.com/vb/forumdisplay.php?f=77)
-   -   أسماء القرآن (1) (https://r-eshq.com/vb/showthread.php?t=113385)

رحيل 03-16-2021 02:10 PM

أسماء القرآن (6)



د. محمود بن أحمد الدوسري
















الرُّوح








إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أمَّا بعد:







معنى «الرُّوح» في اللغة:



جاءت لفظة: «الرُّوح» في اللُّغة بمعانٍ عِدَّة نأخذ منها ما يدلُّ على المقصود:



فقد عرَّفها ابن فارس بقوله: «الراء والواو والحاء أصلٌ كبير مُطَّرد، يدلُّ على سَعَةٍ وفُسْحةٍ واطِّراد، وأصل ذلك كلِّه الرِّيح» [1]. والرُّوحُ: النَّفْسُ، يُذكَّر ويؤنَّث، والجمع أَرواح.







والرُّوح والنَّفْسُ واحد، غيرَ أنَّ الرُّوحَ مُذكَّر، والنَّفْسَ مؤنَّثة عند العرب. قال تعالى: ï´؟ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ï´¾ [الإسراء: 85].







وتأويلُ الرُّوح أنه ما به حياةُ النَّفْس. والرُّوح: هو الذي يعيش به الإِنسان، لم يُخبر اللهُ تعالى به أحداً من خلقه ولم يُعْطِ عِلْمَه العباد.







والرُّوحانيون: أرواح ليست لها أجسام. ولا يقال لشيء من الخلق رُوحانيٌ إلاَّ للأرواح التي لا أجساد لها مثل الملائكة والجن وما أشبههما [2].







معنى «الروح» اسماً للقرآن:



قال الله تعالى: ï´؟ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ï´¾ [الشورى: 52]. قال أبو السُّعود رحمه الله في قوله: ï´؟ رُوحًا ï´¾: «هو القرآن الذي هو للقلوب بمنزلة الرُّوح للأبدان حيث يُحييها حياةً أبدية» [3]. «وتنوين ï´؟ رُوحًا ï´¾ للتعظيم؛ أي: رُوحاً عظيماً» [4].







والمعنى: ï´؟ وَكَذَلِكَ ï´¾ حين أوحينا إلى الرسل قبلك ï´؟ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ï´¾ وهو: هذا القرآن العظيم، سَمَّاه رُوحاً؛ لأنَّ الرُّوح يحيا به الجسد، والقرآن تحيا به القلوب والأرواح، وتحيا به مصالِحُ الدُّنيا والدِّين؛ لما فيه من الخير الكثير. وهو مَحض مِنَّة الله على رسوله وعباده المؤمنين، من غير سبب منهم، ولهذا قال تعالى: ï´؟ مَا كُنْتَ تَدْرِي ï´¾؛ أي: قبل نزوله عليك ï´؟ مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ ï´¾؛ أي: ليس عندك علم بأخبار الكتب السَّابقة، ولا إيمان وعمل بالشَّرائع الإلهية، بل كنت أُميّاً، لا تَخُطُّ ولا تقرأ.







فجاءك هذا الرُّوح الذي: ï´؟ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ï´¾ يستضيئون به في ظلمات الكفر والبدع، والأهواء المُرْدِيَة، ويعرفون به الحقائق، ويهتدون به إلى الصِّراط المستقيم [5].







ولا جَرَمَ أنَّ القرآن رُوحٌ وحياةٌ للإنسانية جَمْعاء، الإنسانية التي قَتَلَها الغرور وأماتها الجهل، ونَخَر في أعضائها السُّوس، وتسرَّبت إليها الأمراض الفاتكة، فانتكست وتعثَّرت وتدهورت، لا صحَّة لها، ولا حياة طَيِّبة إلاَّ بالقرآن العزيز، الذي سمَّاه اللهُ روحاً؛ روحاً حَيَّةً نابضة [6].







فَمِنْ عظمةِ القرآن وعلوِّ شأنه أنَّه بمنزلة الرُّوح للأبدان تحيا به القلوب والأرواح، فهو حياة للإنسانية جَمْعَاء، ومَنْ لم يؤمن بهذا الرُّوح فهو ميت، وإنْ أكَلَ وشَرب، قال الله تعالى: ï´؟ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ * وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ ï´¾ [النمل: 80، 81].











[1] معجم مقاييس اللغة (1 /494)، مادة: «روح».




[2] انظر: لسان العرب (2 /463، 464)، مادة: «روح».




[3] تفسير أبي السعود (8 /38).




[4] روح المعاني، للألوسي (25/58).




[5] انظر: تفسير السعدي (4 /434، 435).





[6] انظر: الهدى والبيان في أسماء القرآن (2 /45).

رحيل 03-16-2021 02:10 PM

أسماء القرآن (7)



د. محمود بن أحمد الدوسري


الموعظة




إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ, نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ, وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا, وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا, مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ, وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أمَّا بعد:

♦ معنى «الموعظة» في اللغة:
جاءت لفظة: «الموعظة» في اللُّغة بمعانٍ متعدِّدة ومتنوِّعة نذكر منها ما له صلة بموضوعنا: قال ابن فارس: «الواو والعين والظاء كلمة واحدة»[1].

وقد عرَّفها الأصفهاني بقوله: «الوَعْظُ زَجْرٌ مُقْتَرِنٌ بِتَخْويفٍ. قال الخليلُ: هو التَّذْكِيرُ بالخَيْرِ فيما يَرِقُّ له القَلْبُ، والعِظَةُ والمَوْعِظَةُ الاسم»[2].

واتَّعَظَ هو: قَبِلَ الموعظة، حين يُذكر الخبر ونحوه. ويُقال: السَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بغيره والشَّقيُّ من اتَّعَظ به غَيرُه[3].


♦ معنى «الموعظة» اسماً للقرآن:
قال الله تعالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ ï´¾ [يونس: 57]. «يعني: القرآن فيه ما يَتَّعِظُ به مَنْ قرأه وعَرَفَ معناه»[4].

«والموعظة: القرآن؛ لأن الوعظ إنما هو بقول يأمر بالمعروف، ويزجر ويرقق القلوب، ويَعَدِ وَيُوعِد، وهذه صفة الكتاب العزيز»[5].

والمعنى: يا أيها الناس قد جاءكم كتاب جامع للحكمة العملية، الكاشفة عن مَحاسِنِ الأعمال ومَقابِحِها، المرغبة في المحاسن، والزاجرة عن المقابح.

قد جاءكم كتاب جامع لكل المواعظ أو الوصايا الحسنة التي تُصْلِح الأخلاقَ والأعمال وتزجر عن الفواحش، وتشفي الصدور من الشكوك وسوء الاعتقاد، وتهدي إلى الحق واليقين والصراط المستقيم الموصل إلى سعادة الدنيا والآخرة[6].

وَوَصَفَ هذه الموعظة بأنها: ï´؟ مِنْ رَبِّكُمْ ï´¾ للتنبيه على حُسْنِها وكَمالِها وضَرُورةِ العالَمِ أجمع إليها[7]، وهل تُوجد أبلغ من الموعظة الربانية؟! وأكثر نفاذاً منها إلى القلوب؟!

والقرآن في الحقيقة موعظة بليغة؛ لأن القائل هو اللهُ جلَّ جلالُه، والآخذ جبريلُ عليه السلام، والمستملي محمدٌ صلّى الله عليه وسلّم، فكيف لا تقع به الموعظة[8].

فلو اجتمع الخلقُ كلُّهم إنسُهم وجنُّهم وأتوا بالبلغاء والفصحاء لم يدانوا الموعظة القرآنية ولم يقاربوها في شيء، فأين كلامٌ من كلام، وأين موعظةٌ من موعظة. وفي هذا إبراز لعظمة القرآن، وعلوِّ شأنه، وتأثيره وفاعلِيَّته.

والقرآن كذلك موعظةٌ حَكيمة مُحكَمة، هي سياط القلوب، وفي الوقت نفسه فرحها واستبشارها، أَمَرَتْ بكل خير ونهت عن كل شر، فيجب تلقيها بالرضا والقبول والتسليم.

فكفى بالقرآن واعظاً، وكفى بالقرآن زاجراً، وكفى بالقرآن هادياً ومُذَكِّراً. قال تعالى: ï´؟ هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ï´¾ [آل عمران: 138]. فالمُنتفعون بموعظة القرآن هم: المتَّقون، نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم.



[1] معجم مقاييس اللغة 2/ 639، مادة: «وعظ».


[2] المفردات في غريب القرآن ص542، مادة: «وعظ».


[3] انظر: لسان العرب 7/ 466، مادة: «وعظ».



[4] فتح القدير، للشوكاني 2/ 453.


[5] تفسير الثعالبي 2/ 181.


[6] انظر: تفسير البيضاوي 3/ 204.


[7] انظر: التحرير والتنوير 11/ 109.


[8] انظر: التفسير الكبير، للرازي 2/ 14.

نور القمر 03-16-2021 08:07 PM

متصفح جميل وجهد مدهش
تباركت أناملك
وليُمنآك الجآلبه عُمق الشكر
ولـِ روحك أجل سلاماً

شيخة المزايين 03-17-2021 03:53 AM

جزاك الله خير
جعله الله بميزان حسناتك

خالد الشاعر 03-17-2021 08:36 AM

جزاكى المولى الجنه
وكتب الله لكى اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لكى لا عليكى
لاعدمنا روعتكِ

عبد الحليم 03-17-2021 10:39 AM

جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك
سلمت يداك على الجلب
لك ودي


الساعة الآن 10:08 PM

Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع