منتدى رواية عشق - النفط يواصل حصد المكاسب لليوم الرابع .. الأسعار عند أعلى مستوياتها في 9 أشهر

https://k.top4top.io/p_1814guco41.jpeg

سجلت أسعار النفط الخام أعلى مستوى من المكاسب في تسعة أشهر بفعل تراجع المخزونات النفطية واتساع التفاؤل باللقاحات الجديدة وتقلص الإمدادات الأمريكية، إضافة إلى قيود خفض الإنتاج لمجموعة "أوبك+" التي تطبقها بامتثال عال، وستقوم بمراجعتها خلال اجتماع وزاري في الرابع من يناير المقبل.
ويكبح فرص الحصول على مكاسب سريعة أوسع استمرار الإغلاق العام في أوروبا وأمريكا وتنامي الإصابات الجديدة بفيروس كورونا حول العالم، ما يثير عديدا من المخاوف بشأن إمكانية تعافي الطلب العالمي على النفط الخام والوقود على المدى القصير.
ويقول لـ"الاقتصادية" مختصون ومحللون نفطيون "إن السعودية تبذل جهودا محورية لدعم استقرار وتوازن السوق"، لافتين إلى حرص الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي على طمأنة الأسواق من خلال تأكيد أن "أوبك+" ستظل استباقية، مع العمل حثيثا على استقرار السوق وليس استهداف سعر محدد للنفط الخام.
وأشار المختصون إلى ثقة السوق بأن تحالف "أوبك+" سيواصل إدارة سوق النفط على نحو متميز وبما يحافظ على وحدة الشراكة والتعاون المستمر بين المنتجين، لافتين إلى تمسك السعودية بالعمل على الوصول إلى أسواق مستقرة ومستدامة تدعم الاستثمار والتنمية.
وتوقع المختصون حدوث تطورات إيجابية في مسار أسعار النفط على المدى القصير بسبب عدة عوامل أهمها خطة التحفيز الأمريكي المحتملة إلى جانب تأثير لقاحات كورونا إضافة إلى التزام "أوبك" الثابت بالدفاع عن استقرار السوق ودعم تعافي أسعار النفط.
وفي هذا الإطار، يقول مفيد ماندرا نائب رئيس شركة "إل إم إف" النمساوية للطاقة، "إن الدور السعودي سيظل رائدا في دعم استقرار السوق وتحمل العبء والمخاطر الأكبر"، لافتا إلى قول وزير الطاقة السعودي "إن بلاده ستظل استباقية في خفض الإمدادات بما يمكن من التعامل مع حالة تراجع الطلب الناتج عن استمرار تفشي الوباء في الولايات المتحدة وأوروبا"، مشيرا إلى أهمية اتفاق أعضاء "أوبك+" على زيادة الإنتاج الجماعي بنحو 500 ألف برميل يوميا بدءا من يناير المقبل مع عقد اجتماعات شهرية لتحديد المستويات اللاحقة.
وعد هذا التطور في عمل مجموعة "أوبك+" أمرا إيجابيا ويوفر آلية فاعلة في مواجهة متغيرات السوق التي أفرزت كثيرا من التحديات، عادّا هذه الاجتماعات الجديدة تمثل استجابة سريعة ومؤثرة لظروف السوق المتغيرة، مشيرا إلى أن السعودية لها رؤية مستقبلية جيدة لتطورات وضع السوق.
من جانبه، يرى فيتوريو موسازي مدير العلاقات الدولية في شركة "سنام" الإيطالية أن السوق تتطلع إلى أول اجتماع شهري لتحالف "أوبك+" في الرابع من يناير المقبل وهو ما قد يسفر عن تعديلات جديدة في مستويات الإنتاج، لافتا إلى أن كثيرا من المنتجين يتوقعون زيادات تدريجية تقارب مليوني برميل يوميا على مدار الربع الأول من العام المقبل.
ولفت إلى أن السعودية لا تستهدف مكاسب وقتية سريعة بل تنظر إلى مصلحة جميع الأطراف في الصناعة وتسعى دوما إلى الحفاظ على قوة الشراكة بين المنتجين وعلى التنسيق مع المستهلكين وعلى إعطاء دفعة للاقتصاد العالمي في ظل التحديات الراهنة الكبيرة وغير المسبوقة الناجمة عن تدمير الطلب جراء جائحة كورونا، مشيدا بتشديد السعودية على التمسك بأهداف رئيسة متمثلة في دعم استقرار سوق النفط وتشجيع المستثمرين على مواصلة استثماراتهم. ويقول ماثيو جونسون المحلل في شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات "إن أسعار النفط الخام واصلت حصد المكاسب وسجلت أعلى مستوى في تسعة أشهر بسبب أساسيات السوق الجيدة والمعنويات الإيجابية الناجمة عن اللقاحات الجديدة إضافة إلى عوامل أخرى منها تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن انخفاض مخزونات الخام الأمريكية وزيادة التفاؤل بشأن حزمة التحفيز الأمريكية والسياسة النقدية التيسيرية".
ولفت إلى حدوث انخفاض قدره 3.14 مليون برميل في مخزونات الخام التجارية الأمريكية في الأسبوع الماضي وقد أسهمت عودة السحب السريع من المخزونات في تحسين المعنويات في السوق وتقلص المخاوف من تخمة المعروض خاصة مع عودة الإنتاج الليبي وتطلع فنزويلا وإيران إلى رفع العقوبات الاقتصادية مع تولي الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن الشهر المقبل.
وأكدت ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة أفريكان إنجنيرينج الدولية أن تقلص المخزونات هو مؤشر جيد على تعافي الطلب ومن ثم استمرار مسيرة المكاسب السعرية، لافتة إلى أن الطلب على البنزين ارتفع بنسبة 5 في المائة، على مدار الأسبوع الماضي لكنه لا يزال متأخرا بأكثر من 15 في المائة، عن مستويات العام الماضي، لافتة إلى أن التعافي الكامل من تداعيات الوباء على الطلب العالمي سيستمر بعض الوقت خاصة في قطاع السفر ووقود الطائرات. ورجحت أن تتلقى الأسعار دفعة أكبر مع المضي قدما في التطعيم الجماعي الموسع للسكان في الولايات المتحدة وفي أوروبا التي ستبدأ التطعيم الجماعي في 27 ديسمبر الجاري، كما يضاف إلى العوامل الإيجابية الداعمة لصعود الأسعار إعلان قادة الكونجرس الأمريكي الاقتراب من إقرار مشروع قانون إغاثة بقيمة 900 مليار دولار تقريبا. من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، ارتفع الخام الأمريكي بنسبة 1.5 في المائة، إلى مستوى 48.58 دولار الأعلى منذ آذار (مارس) الماضي، من مستوى الافتتاح عند 47.85 دولار وسجل أدنى مستوى عند 47.83 دولار، وصعد خام برنت بأكثر من 1.6 في المائة، إلى مستوى 51.88 دولار للبرميل الأعلى منذ آذار (مارس)، من مستوى الافتتاح عند 51.04 دولار، وسجل أدنى مستوى عند 51.04 دولار.
وعند تسوية الأربعاء حقق الخام الأمريكي ارتفاعا بنسبة 0.6 في المائة، وصعدت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.7 في المائة، في ثالث مكسب يومي على التوالي، بعد التقرير الأسبوعي لوكالة الطاقة الأمريكية.
وفي بيانات رسمية أعلنت وكالة الطاقة الأمريكية انخفاض المخزونات التجارية في البلاد بنحو 3.1 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 11 كانون الأول (ديسمبر)، في ثالث انخفاض أسبوعي في شهر، لتتجاوز توقعات الخبراء انخفاضا بنحو 2.8 مليون برميل يوميا.
وبالنسبة إلى الإنتاج الأمريكي فقد انخفض الأسبوع الماضي بنحو مائة ألف برميل، في أول انخفاض أسبوعي منذ الأسبوع المنتهي في 30 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، لينزل إجمالي الإنتاج إلى 11.0 مليون برميل يوميا.
يشار إلى أن السحب من المخزونات مع تباطؤ الإنتاج في الولايات المتحدة، قلص من مخاوف تخمة المعروض في أكبر مستهلك ومنتج للنفط في العالم.
إلى ذلك أكدت بيانات جودي انخفاض إنتاج السعودية من النفط الخام 0.008 مليون برميل على أساس شهري إلى 8.974 مليون برميل يوميا في أكتوبر الماضي.
وأظهرت بيانات رسمية أمس، ارتفاع صادرات النفط الخام السعودية للشهر الرابع على التوالي لتصل إلى 6.16 مليون برميل يوميا في تشرين الأول (أكتوبر) من 6.07 مليون برميل يوميا في أيلول (سبتمبر ).
وبحسب الأرقام، زاد مجددا إجمالي صادرات الخام والمنتجات النفطية بمقدار 281 ألف برميل يوميا مقارنة بالشهر السابق إلى 7.38 مليون برميل يوميا.
ونما استهلاك الخام بمصافي التكرير في المملكة، أكبر بلد مصدر للنفط في العالم، 2 في المائة، إلى 2.4 مليون برميل يوميا في تشرين الأول (أكتوبر )، بينما انخفض الحرق المباشر للخام 224 ألف برميل يوميا إلى 391 ألف برميل يوميا. وتراجع إنتاج البلاد من الخام للشهر الثاني على التوالي ليسجل 8.97 مليون برميل يوميا في تشرين الأول (أكتوبر)، وفقا للبيانات الرسمية.