منتدى رواية عشق

منتدى رواية عشق (https://r-eshq.com/vb/index.php)
-   ۩ الرّسُول والصَّحابة الكِرام ۩ (https://r-eshq.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   شرح حديث أبي هريرة: "التقوى ها هنا" (https://r-eshq.com/vb/showthread.php?t=195428)

- سمَـا. 08-19-2022 04:03 PM

شرح حديث أبي هريرة: "التقوى ها هنا"
 






عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تَحاسَدوا، ولا تَناجَشوا، ولا تَباغَضوا، ولا تَدابَروا
ولا يَبِعْ بعضُكم على بيع بعض، وكُونوا عبادَ اللهِ إخوانًا، المسلم أخو المسلم: لا يَظلِمُه ولا يَحقِرُه، ولا يخذُلُه
التقوى ها هنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسْبِ امرئ من الشر أن يَحقِرَ أخاه المسلم، كلُّ المسلم
على المسلم حرام: دمه، وماله، وعِرضُه))؛ رواه مسلم.
قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
بقي الكلام على قوله عليه الصلاة والسلام: ((التقوى ها هنا - ويشير إلى صدره))، وقد سبق لنا معنى أن التقوى في القلب

فإذا اتقى القلبُ اتَّقَتِ الجوارح، وإذا زاغ القلب زاغت الجوارح، والعياذ بالله؛ قال تعالى:
﴿ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [المائدة: 108].
واعلم أن زَيْغَ القلب لا يكون إلا بسبب الإنسان، فإذا كان الإنسان يريد الشرَّ ولا يريد الخير، فإنه يَزيغُ قلبُه

والعياذ بالله، ودليل هذا قوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ﴾ [الصف: 5]، وقوله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنفال: 70].
فإذا عَلِمَ الله من العبد نيةً صالحة وإرادة للخير، يسَّرَ الله له ذلك وأعانَه عليه، قال الله تعالى:

﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ﴾ [الليل: 5 - 7].
وقوله عليه الصلاة والسلام: ((بحسْبِ امرئ من الشرِّ أن يَحقِرَ أخاه المسلم)) يعني لو لم يكن للإنسان من الشرِّ

إلا أن يَحقِرَ أخاه، لكان كافيًا، وهذا يدل على كثرة إثم من حقَّر إخوانه المسلمين؛ لأن الواجب على المسلم أن يعظِّم إخوانه المسلمين
ويكبرهم، ويعتقد لهم منزلةً في قلبه، وأما احتقارهم وازدراؤهم، فإن في ذلك من الإثم ما يكفي، نسأل الله السلامة.
ثم قال صلى الله عليه وسلم: ((كل المسلم على المسلم حرام: دمُه، وماله، وعِرْضُه))؛ يعني أن المسلم حرامٌ

على المسلم في هذه الأمور الثلاثة؛ أي: في كل شيء؛ لأن هذه الأمور الثلاثة تتضمن كلَّ شيء؛ الدم: كالقتل
والجراح وما أشبَهَها، والعِرضُ: كالغِيبة، والمال: كأكل المال.
وأكل المال له طرق كثيرة؛ منها السرقة، ومنها الغصب - وهو أخذ المال قهرًا - ومنها أن يجحد ما عليه من الدَّيْنِ

لغيره، ومنها أن يَدَّعِيَ ما ليس له، وغير ذلك.
وكل هذه أشياءُ حرامٌ، ويجب على المسلم أن يحترم أخاه في ماله، ودمه، وعرضه.

المصدر: «شرح رياض الصالحين» (2/ 587 - 588).
_ سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين.


мя Зάмояч 08-19-2022 04:27 PM

جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

الحقوقي فيصل 08-19-2022 05:05 PM

جَزاكِ الله خير الجزاء
بوركتِ .

- سمَـا. 08-20-2022 12:16 PM

-










عمر
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

- سمَـا. 08-20-2022 12:16 PM

-










فيصل
إزدان مُتصفحي بتشريفك
لك جنائن الورد.

نور القمر 08-20-2022 07:46 PM

شكراً يَ ألق
لـِ جمال هذا الانتقاء وَ التقديم
دمتم بخير


الساعة الآن 09:12 PM

Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع