منتدى رواية عشق - علامـات حسـن الخاتمــة

يتداول الناس أن الموت فى أيام معينة كيوم الجمعة، أو بأماكن مقدسة مثل المدينة المنورة، يكون علامة على حسن الخاتمة.. فما مدى صحة ذلك؟

فضيلة الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، يشرح أولا مفهوم حُسن الخاتمة، وأنه توفيقُ من الله سبحانه وتعالى لعبده أن يعمل خيرًا فى حياته، ويستمر فى عمله، حتى يقبضه عليه، ففى حديث النبى صلى الله عليه وسلم بيان هذا المعنى، :(إن الله تعالى إذا أراد بعبد خيرا استعمله) فقيل: وكيف يستعمله يا رسول الله: قال: (يوفقه لعمل صالح قبل الموت)

ومن علامات حسن الخاتمة كما ذكرها العلماء: الموت ليلة الجمعة أو نهارها، استنادا لقوله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يموت يوم الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر) وفى رواية أخرى: (.. وجاء يوم القيامة عليه طابع الشهداء) وفى الحديث زيادة تدل على كون المتوفى هنا يُكتب له أجر شهيد.

ومنها أيضا - يكمل د. شوقى علام - أن يموت المسلم يوم عرفة حال كونه مُحرِمًا مُلبيا ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم عن رجل وقع عن راحلته ومات: (غسلوه بماء وسدر، وكفنوه فى ثوبيه، ولا تحنطوه، ولا تخمروا رأسه، فإنه يُبعث يوم القيامة مُلبيا ) ، أو أن يموت فى الأماكن المقدسة كالمدينة المنورة ومكة المكرمة وغيرهما، ففى الحديث الشريف: (من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها فإننى أشفع لمن يموت بها ).

ومنها كذلك: أن يموت المسلم فى شهر رمضان، حيث تُفتح أبواب الجنة، وتُغلق أبواب النار، وتُصَفَّد الشياطين، فيكون ذلك أرجى لقبول عمل المسلم الذى وفقه الله تعالى للصيام والقيام وقراءة القرآن ومات على ذلك.

والتوفيق لهذه الطاعات – يضيف مفتى الجمهورية - فى غير رمضان أيضا من علامات حسن الخاتمة، ففى الحديث الشريف: (مَنْ قَالَ لا إله إِلا الله، ابتغاء وجه اللهِ، خُتِمَ له بِهَا، دخل الجنة، ومَنْ صام يوما ابتغاء وجه الله، خُتِمَ له بها، دخل الجنة، وَمَنْ تَصَدَّق بصدقة ابتغاء وجه الله، خُتِمَ له بِهَا، دخل الجنة)

مع العلم بأن هذا الحديث لا يفيد الحصر على الطاعات المذكورة فيه، حيث نصَّ النبى صلى الله عليه وآله وسلم فيه على بعض أفراد العام، أي: أفراد العمل الصالح، ولم يذكر جميع الأعمال الصالحة، وعندما يذكر صلى الله عليه وآله وسلم البعض فإنه يدخل فيه الباقى، وسواء كان ذلك العمل صيامًا، أو زكاة، أو حجًّا أو عمرة، أو إصلاحًا بين الناس، أو أمرًا بمعروف، أو نهيًا عن منكر، أو يموت ساجدًا، فإن كل عمل من الأعمال الصالحة التى يكون الإنسان فيها ويختم له بها فهو علامة من علامات حسن الخاتمة.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضــان كريــم
الدكتـور علـى حســن