منتدى رواية عشق

منتدى رواية عشق (https://r-eshq.com/vb/index.php)
-   ۩ قِصص القُرآن الكرِيم ۩ (https://r-eshq.com/vb/forumdisplay.php?f=123)
-   -   نحن أولى بسليمان عليه السلام منهم (3) (https://r-eshq.com/vb/showthread.php?t=229128)

Şøķåŕą 05-18-2023 07:11 PM

نحن أولى بسليمان عليه السلام منهم (3)
 
نحن أولى بسليمان عليه السلام منهم (3)
البَدَهِيَّة الشرعية الغائبة


إذا تَقَرَّر:

أنَّ مِن القَواطِع المعلومة بالضرورة مِن دِين الإسلام أنَّ جميع الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام قد بُعِثوا بدِين الإسلام.



وأنَّ المسجد الأقصى هو إرْثٌ خالصٌ لأتْباع الأنبياء مِن أهل الإسلام، لا حَظَّ فيه لِغيرِهم.



وأن العِزَّة والعُلُوَّ مِن نَصِيب أهل الإسلام، والذُّلَّ والصَّغار مِن شأن غيرِهم، مما يُغْنِي أهلَ العِزَّة عن اسْتِجْداء أهلِ الذِّلَّة، ولا يُحْوِج الأَعْلَيْن إلى اسْتِرْضاء الصَّغَرَة[1].



أقول: إذا تَقَرَّر كل هذا - وهو مُقَرَّرٌ كما بَيَّنَّا آنفًا - فلا غَرْو أن يكون مِيراثُ سليمان عليه السلام حقًّا خالصًا للمسلمين، وجزءًا لا يتجزَّأ مِن تُراث الأُمَّة الإسلامية المُمتدَّة بامتداد تاريخ الخَلِيقة.



فإذا سَلَّمنا أنَّ البناء الذي بناه سليمان عليه السلام للعبادة كان يُسَمَّى بالهيكل - ومعناه: "بيت الله" في لغات عِدَّة، وقد قَدَّمْنا ما يُبَيِّن الأصلَ اللُّغويَّ للكلمة - فلا شكَّ أنَّ ذلك الهيكل مِن إرْث أهل الإسلام، لا قَتَلَةِ الأنبياء وعَبَدَةِ الطَّاغوت، فالهيكل - إنْ جاز التعبير - هيكلُنا نحن المسلمين، لا شأنَ لِغيرنِا مِن الأمم به.



ومِن هنا: يَنكشف الغُبار عن بُطْلان ما يُدَنْدِن به كثيرٌ مِن المُدافِعين عن المسجد الأقصى المبارك - فَكَّ الله أَسْرَه - مِن وَصْفٍ للهيكل بالمزعوم، ونَفْيٍ لوجودِ أيِّ أَثَرٍ له، وتأكيدٍ على وقوع المُعْتَقِدين بوجوده في الوَهْم.



وليس احتمالُ وجودِ شيءٍ مِن أثر ذلك البناء مِن عدمِه مَحِلًّا للبحث والنِّقاش؛ فهذا لا يَعنينا نحن المسلمين في شيء، ولا يَنْبَني عليه شيءٌ مِن الاعتقاد أو العمل، وإنما المَعْنِيُّ هنا هو تَصْحِيح مَفْهُومٍ خاطئ، وتَقْويم تَصَوُّرٍ مُعْوَجٍّ.



فقد كان سليمان عليه السلام نبيًّا مُسلمًا، وقد بَنى ذلك النبيُّ الكريم بناءً لعبادة الله تعالى وحده، وما كان على ذلك النحو لا يَضِيْر أُمَّة الإسلام أن يُوقَف له على أَثَر، أو يُعْثَر له على خَبَر، فهذه بضاعتُنا رُدَّتْ إلينا، فماذا كان؟



إنَّ الحِرْص على نَفْي وُجود أثرٍ للهيكلِ ليس بسبيلِ للحفاظ على المسجد الأقصى المبارك، وإنما سبيل ذلك هو الوضوح في عَرْض عقائد الإسلام وثوابته دون مُداهَنة، وإنَّ الإصرار على وصْف ذلك البناء - بغَضِّ النظر عن تسميته - بالمَزْعوم لا يُعَدُّ طريقًا قَويمًا لِصيانة الهُوِيَّة الإسلامية لتلك البُقْعة المُشَرَّفة، بل الطريقُ القَويم هو الجَهْرُ بالمفاهيم الشرعية مِن غير اسْتحياء يَعْتَرِيه.



وما عسى أولئك النَّافين المُصِرِّين أن يقولوا إنْ عَثَر علماءُ الآثار على شيء يعُود لحِقْبة سليمان عليه السلام في نطاق البُقْعة المباركة، وقَدَّموا الأدلة والبراهين العلمية على ذلك؟



على أننا نقطع ببُطْلان نسبة شيء مِن آثار الهياكل ذات الصِّبْغة الوثنيَّة - إنْ فُرِض العُثور على شيء منها - لعصرِ سليمان عليه السلام، أو غيرِه مِن أنبياء بني إسرائيل، وإنما يُنْسَب ذلك - على الفَرْض المُتَقَدِّم - إلى بعض أَحْبار السُّوء الذين راموا استرضاءَ مُلوك الفرْس، أو الرومان، أو غيرِهم مِن الملوك الوثنيِّين، ممن أَذِن لهم في إعادة بناء هيكلهم المُدَمَّر.



شبهة وجوابها:

قد يقول قائل: إنَّ مَبْعَث الحِرْص على نفي وجودِ أثرٍ للهيكل: هو حَشْدُ التأييد العالميِّ الدَّاعِم لقضيَّة المسجد الأقصى، والضَّاغط على حكومة الاحتلال البغيض؛ إذ يختلف أسلوبُ خطابِ الكافرين عن أسلوب خطاب المؤمنين؛ لاختلاف المَرْجِعِيَّات والمَوازِين، وتُبَايِنُ - للعِلَّة ذاتها - طَرائِقُ البَرْهَنة لهؤلاء وسائلَ الاستدلال لأولئك.



والجواب عن ذلك يتمثَّل في عِدَّة نِقاط:

أولها: أنَّ مواقف الدول المؤثرة في سياسة العالمِ المعاصرِ المُسَمَّاة بالدول الكبرى في مُجْمَلها داعِمةٌ للمُغْتَصِب اليهودي، ومؤيِّدة لمَساعِيه التَّهْوِيديَّة، سواء كان ذلك الدَّعْم نابعًا مِن مَوقف عَقَدِيٍّ، كموقف البروتوستانت والإنجيليِّين، أو مِن وجودِ مَوقفٍ عدائيٍّ مُشْتَرَك تجاه أمَّة الإسلام، كمَوقف الهندوس، والبوذيِّين، وغيرهم ممن يتربَّصون بالمسلمين الدَّوائر، أو مِن الحرْص على مَصالحهم الاقتصادية والسياسية في ظلِّ هَيْمَنةٍ يهوديَّة عالميَّةٍ على المجالين الاقتصادي والإعلامي، وغزارة جماعات الضَّغْط اليهودية (lobbies) على سياسات الدول الكبرى.



ثانيها: أنَّ المواقف الدَّاعِمة لقضيَّة المسلمين في بيت المقدس، الصَّادِرة مِن بعض الطوائف مِن بعض الشعوب الغيرِ إسلامية لا تَعْدو أن تكون مواقفَ عاطفيةً خافِتة، عديمة التأثير في المجال السياسي العالمي؛ لما عُرِف عن حكومات تلك الشعوب مِن عدم اكتراثٍ بما يُخالِف مصالحَها السياسية، وخُططها الاستراتيجية، وإنْ تظاهرَت بضد ذلك، فضلًا عن نُبُوع تلك المواقف مِن طوائف مَحْدودة مِن تلك المجتمعات، لا تَرْقى لمستوَى الدَّعْم الشَّعْبيِّ العامِّ، كما أن تلك المواقف لا تَتَخَطَّى حُدودَ التَّعْبير البَسيط المُتَمَثِّل في التظاهرات والاعتصامات إلى الفعل المؤثر في واقع أمثال تلك الدول، كالإضرابات العامَّة؛ نظرًا لصُدُورها مِن مُنْطَلَق عاطفيٍّ، لا مِن مَنْطِقٍ عَقَدِيٍّ يَحْمِل صاحبَه على مُكابَدَة المَشاقِّ في سبيل بُلوغ هَدَفِه المَروم.[2]



ثالثها: لو سَلَّمْنا أنَّ الدَّعْمَ العالميَّ المَذْكور قد يَرْقى لمُسْتوى الضَّغْط السياسي في بعض الأحيان؛ فإنه إنما يُمَثِّل ورقةَ ضغطٍ ثانوية هامشية، لا رئيسية أساسية، فلا ينبغي تَضْخِيمه فوق حَجْمه، ولا الاكْتِراث بالتَّعْويل على مَرْدوداته، فضلًا عن تَطْويع المفاهيم الشرعية لأهواء الكافرين طلبًا لمؤازرتهم المُدَّعاة.



رابعها في العدد وأولها في المَنْزِلة: أنَّ أهل الحقِّ لا يَضُرُّهم ضلالُ الضَّالين إنِ اهتدَوا، ولا يَضِيرُهم مُخالفة المُخالِفين وخُذْلان المُخَذِّلِين إنْ قاموا بأمْر الله تعالى، قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ﴾ [المائدة: 105]، وقال النبُّي صلى الله عليه وسلم: ((لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِى قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِىَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ))[3].



فَلتَقَرَّ أَعْيُنُ المسلمين ما اسْتَمْسَكوا بشرع الله تعالى، قال تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].



ولتَهْنَأ مَعايشُهم ما لَزِموا الهُدَى الذي أُرْسِل به محمدٌ صلى الله عليه وسلم القائل: ((إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ، حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ))[4].



وليُرِيحوا أنفسَهم مِن عناء تَلَمُّس مَرْضاة الكافرين؛ طمعًا في مُعاضَدة مَوهومة، ولا يُكَدِّروا خَواطِرهم بالتَّنْقِيب عن بَراهين مُتَناغِمة مع أَمْزِجة المشركين؛ تَشَوُّفًا لمُناصَرَة شَلَّاء.



فليوَحِّد أهلُ الإسلام جِهْةَ الرَّجاء، وليَسْعوا حَثيثًا في فعل ما أُمِروا به إزاء تلك النَّازلة

فمُتْ ماجدًا أو عِشْ كريمًا فإنْ تَمُتْ ♦♦♦ وسَيْفُك مَشْهورٌ بكفِّك تُعْذَرِ [5]



ولا حَرَج عليهم فيما بعدُ مِن التَّلَطُف في إيصال ما يحملونه مِن حقٍّ دُون تفريط ورَخاوة، ولا بأس مِن تَنْمِيق صياغة الخطابِ الدعويِّ لغير المسلمين تَنْمِيقًا مُقْتَرِنًا بصيانة المُحْتوَى، ومَصْحوبًا بالحرص على رَوْنَقه وبَهائه.

мя Зάмояч 05-18-2023 08:05 PM

جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

اميرة الصمت 05-18-2023 08:37 PM

يعطيك العافيه لهذا الابداع المخملي
مجهود رآئع وجميل كجمال روحك
دآئمـآ مانرى الإبدآع والتمييز يلآمس أطروحاتك
لآحرمنـآ الله من هالابداع والجمال
لك خآلص ودي.
:rose: :rose:

بياض الثلج 05-18-2023 10:54 PM

متصفحك يشع بالنور الوضاء
الذى يضئ كــــــــ المصباح
فى ليلة ظلماء
دائما يشرق بكل ما هو جديد
ويلبس حله من الاناقه والتجديد
موضوع قيم ومفيد ويستحق التشييد
كل الووود وأجمل الووورد :fr-5:

sham 05-19-2023 02:17 AM

جزاك الله كل خير
مودتي

عٍشُقٌ♡ 05-19-2023 03:03 AM

بارك الله فيك
جزيت الجنة


الساعة الآن 02:46 AM

Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
new notificatio by R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع