منتدى رواية عشق

منتدى رواية عشق (https://r-eshq.com/vb/index.php)
-   ۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩ (https://r-eshq.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   الْمُخدِّرات رحلةٌ إلى السُّجون وخُطى إلى الجُنون (https://r-eshq.com/vb/showthread.php?t=116652)

رحيل 04-12-2021 11:09 AM

الْمُخدِّرات رحلةٌ إلى السُّجون وخُطى إلى الجُنون
 
الْمُخدِّرات رحلةٌ إلى السُّجون وخُطى إلى الجُنون
إبراهيم بن فهد الحواس

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أيُّهَا المؤمنون، جنون واضطراب واعتلال، أو مرض مُنهِكٌ عضال، أو فقر مُهينٌ ملازم عَلَىٰ كل حال، أو موت مفاجئٌ لم يخطر عَلَىٰ بال، هٰذِه هي نهاية المآل، بعد تجربة المخدِّرات الَمقيتة، فقاتل اللهُ المخدِّرات، كم أوقعت من بليَّةٍ، وأحدثت من رزيَّةٍ، تسلب الأديانَ، وتُهلك الأبدان، وتُفسد الأوطان، وتُذهب الأذهان!

تنقل الإنسان من العقل إِلَىٰ الجنون، ومن العافية إِلَىٰ الهلوسة والشُّكوك والظنون، ومن الحريَّة إِلَىٰ ظُلمةِ السُّجون، ومن الغنى إِلَىٰ الفاقة والفقر والدُّيون، بل من الإنسانية إِلَىٰ البهيمية، فكم مِن مُتحرِّشٍ بمحارمِه، وضاربٍ لِوالدَيه، وداعٍ إِلَىٰ الفاحشة عَلَىٰ أهل بيته! ولدٌ يشكو، وأمٌ تبكي، زوجةٌ تَئِنّ.

هٰذِه هي نهاية المخدِّرات، جرعة من المخدِّرات تُفقد الإنسانَ عقلَه، فيَنسى ربَّه ويظلم نفسَه، ويهيم عَلَىٰ وجهه، يقتل إرادته، ويُمزِّق حياءه، ويُنهي مستقبل حياتِه، بل إنَّ أعظم ما تجنِيه المخدِّرات فقدُ الدِّين وضياع الإيمان، ففي الصحيحين عن النبيِّ -صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «وَلَا يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ».

وقال عثمان -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: إِنَّه واللهِ لا يجتمع الإيمان والخمر في قلب رجل إِلَّا ويُوشك أحدُهما أن يذهب بالآخر؛ ولذلك استحقَّ شاربُ الخمر اللعنةَ، فقال -صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا وَسَاقَيَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَبَائِعَهَا وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ» رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، بل جاء عند أحمدَ عن النبيِّ -صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مُدْمِنُ الْخَمْرِ إِنْ مَاتَ لقيَ اللَّهَ كَعَابِدِ وَثَنٍ».

وإنَّ المخدِّرات الَّتِي تنتشر اليوم عَلَىٰ كافَّة أشكالها هي داخلةٌ تحت مُسمَّى الخمر في الشريعة؛ وذلك لأنَّهَا أعظم إفسادًا وأكثر تخريبًا وأشدّ فتكًا، أيُّهَا الناسُ، لقد حرص أعداءُ الأمَّة عَلَىٰ إفسادها وهدم كيانها وشلِّ حركتها، والقضاء عليها وضربها في أعزِّ ما تملك، وذلك بإفساد شبابها عبر هٰذِه الآفة المهلِكة.

فأُحكِمَت الخطط، وتَنوَّعت الوسائل ودُفِعت الأموال الطائلة، ﴿وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ [الأنفال: 30] ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾ [الشعراء: 227] أيُّهَا الناس، المخدِّرات طوفان تصرخُ منه زوايا البيوت، وأروِقةُ المحاكم، وجدران السُّجون.

جلساتٌ مليئة بالأشرار، واستراحات مُتوارِيَةٌ عن الأنظار، منها يبدأ الشررُ، وفيها يكمُن الخطر، فراغٌ قاتل وأبٌ غافل، أفلامٌ تُجرِّئُ على المخدِّرات، ومُسلسلات تُرغِّب في المسكِرات، "الصَّاحب ساحبٌ" جملةٌ صادقة وحقيقة واضحةٌ، أيُّهَا الشاب، احذرْ داءَ التجربة، احذر داءَ التجربة، احذر داءَ التجربة.

إنَّه داءُ الندامة وجالب الملامة، أيٌّها الشابُّ، لا تُغامر بدينِك، فذهابُه من أعظم الخسران، واهرب بدينِك آخر الأوطان، يا أيُّهَا الشابُّ، لا تخاطر بعقلك، فذهابُه أوَّل الحرمان، واقصد بعقلك روضةَ الإيمان، قد دلَّ الواقعُ بما لا مجال معه للتردُّد أنَّ رفقة السُّوء والصُّحبة الشريرة هي القائدُ الأوَّل الَّذِي يقود الشاب إِلَىٰ هاوية المخدِّرات.

فيا أيُّها الشابُّ، احذر السُّقوط، واحذر المجاملة، فالمخدِّرات نارٌ محرِقة، واعلم أنَّك إن تنازلْتَ في المرَّة الأولى فإنَّك ولا شكَّ سوف تسقط في المرَّة الثانية، ولا ريب أنَّ أوَّل هٰذَا الأمر في يدك، فأنت صاحبُ القرار، ولكن اعلم يقينًا أنَّ آخره لا تملكه أبدًا.

أيُّها الشابُّ، هل رأيت مُدمنًا للمُخدِّرات محافظًا عَلَىٰ صلواته بارًّا بولديه؟ هل رأيت مُدمنًا للمُخدِّرات قد حصل عَلَىٰ الشهادات العالية، وتبوَّأ المناصب السَّامية؟ هل رأيت مُدمنًا للمُخدِّرات صاحبَ تجارات وثروات وأملاك وعقارات؟ لا، أيُّهَا الشابُّ، إنَّ المخدِّرات تُلوِّث كُلَّ جميلٍ، وتسدُّ كُلَّ سبيل، تقود إِلَىٰ كُلِّ قبيح، وتقضي عَلَىٰ كُلِّ مليح، تقتلُ الأمل وتُورث الندم، تجرِّد الإنسانَ من كلِّ شيء؛ فيكون جسدًا بلا روح، عالةً عَلَىٰ نفسه وأهله وجيرانه، يهيم عَلَىٰ وجهه كالمجانين، لا يعرف معروفًا ولا يُنكر منكرًا، لا يصون عرضًا ولا يبني مجدًا.

أيُّهَا الشابُّ، كم من شابٍّ متفوِّقٍ مجتهدٍ مثابر سقط في وحل المخدِّرات؛ فتبدَّل حاله من النشاط إِلَىٰ الكسل، ومن الذكاء إِلَىٰ الخبَل، من التفوُّق إِلَىٰ التعثُّر! كم من موظَّفٍ مُتفانٍ في عمله قد رزقَه الله رزقًا حلالًا، يكفُّ به نفسَه عن الناس، يُطعم نفسه وأهله، فزلَّت به القدمُ إِلَىٰ وحْل المخدِّرات فتكرَّر غيابُه، وكثر لومه وعتابه، نصحه الزميل والمدير من عاقبة خسارة المصير، فطُرِدَ من وظيفته، وأصبح يسأل القريب والبعيد، فإِن أُعطِيَ، وَإِلَّا سرَق واعتدى وظلم وبغى.

أيُّهَا الشابُّ، هل تظنُّ أنَّ ذلك الشاب الَّذِي خسر دراسته ومستقبله ووظيفته وراتبه، أو دخل السجن وظُلمته، أو دخل المصحَّة النفسيَّة يظنُّ أنه سوف يكون في هٰذَا المكان يومًا؟

لا والله، لا والله، لم يخطر له عَلَىٰ بالٍ أن يكون في هٰذَا المصير يومًا، لكنَّها خطوات الشيطان، ورُفقاء السوء من بني الإنسان، تنقل الشخص إِلَىٰ أسوء حالاته، أيُّهَا الشابُّ، كيف تسلكُ طريقًا ترى فيه الصرعى والمرضى بل الموتى؟ إنَّه طريقٌ مظلم مخيف موحشٌ، يقود إِلَىٰ الفقر والمرض والسجون والجنون والمصحَّات والهلوسات.

قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، إِنَّ عَلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: «عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ» رَوَاهُ مُسْلِم.

نفعني اللهُ وإيَّاكم بكتابه، وأجارني وإيَّاكم من أليم عقابه، استغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.

عبد الحليم 04-12-2021 12:49 PM

جزاك الله خيرا

بنت الشام 04-12-2021 02:01 PM

جزاك الله خير
ويعطيك العافيه على طرحك
ماننحرم من جديدك المميز
خالص ودى وورودى

سكون الورد 04-12-2021 02:49 PM

جزاك الله كل خيرًا
وجعله الله في ميزان حسناتك
لاعدمنا جديدك

ابو الملكات 04-12-2021 04:12 PM

جزاك الله خير ورحم والديك وانار قلبك وعقلك بنور الايمان وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك وجعل الجنة مثواك امين يارب

الدكتور على حسن 04-12-2021 04:44 PM

:rose::44::rose:
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
سلمت يداك على روعة طرحك
الاكثر من رائـــع
وسلم لنا ذوقك الراقى
على روعة الاختيــار
أسال الله عز وجل
لك سعادة دائمة لا تنتهــى
لك ولحضورك الجميل
كل الشكر وكل التقدير
تحياتى وتقديرى وإحترامى
الدكتـــور علـــى
:rose::nay1::nay1::nay1::rose:


الساعة الآن 07:39 PM

Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع