منتدى رواية عشق

منتدى رواية عشق (https://r-eshq.com/vb/index.php)
-   ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ (https://r-eshq.com/vb/forumdisplay.php?f=77)
-   -   تجديد الإيمان بآيات الرحمن (https://r-eshq.com/vb/showthread.php?t=116656)

رحيل 04-12-2021 11:16 AM

تجديد الإيمان بآيات الرحمن
 
تجديد الإيمان بآيات الرحمن (1)






أحمد حرفوش


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فهذه نسمات من أيات سورة الحجرات نجدد بها الإيمان في قلوبنا، والله الموفق والمستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (الحجرات:1)، تأمل لقد جاء في الأية النداء بوصف الإِيمان؛ للتنبيه على أهمية ما يرد بعد ذلك النداء لتترقبه أسماعنا بشوق.

والمعنى: يا أيها المؤمنون، يا مَن اتصفتم بالإِيمان، وصدَّقتم بكتاب الله، لا تقُدموا أمرًا أو فعلًا بين يدي الله ورسوله، ولم يذكر لنا تلك الأمور؛ لقد حُذِف المفعول للتعميم، ليذهب ذهنك إلى كل ما يمكن تقديمه من قولٍ أو فعل.

لا تقضوا أمرًا دون الله ورسوله من شرائع دينكم، والأصل: أن العبد المُكلف لا يُقدِم على فعلٍ حتى يعلم حكم الله فيه، ولما نزلت هذه الآية كان الصحابة إِذا عرضت مسألة في مجلسه -صلى الله عليه وسلم- لا يسبقونه بالجواب، وإِذا حضر الطعام لا يبتدئونه بالأكل، وإِذا ذهبوا معه إلى مكان لا يمشون أمامه، قال ابن عباس: "نهوا أن يتكلموا بين يدي كلامه -صلى الله عليه وسلم-".

وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ): والمعنى: واتقوا الله فيما أمركم به، إن الله سميعٌ لأقوالكم، عليمٌ بنياتكم وأحوالكم، ثم يأتي النداء بوصف الإيمان ثانية: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ) (الحجرات:2). والمعنى: يا أيها المؤمنون، يا مَن اتصفتم بالإِيمان، وصدَّقتم بكتاب الله إِذا كلمتم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فاخفضوا أصواتكم، ولا ترفعوها على صوتِ النبي -صلى الله عليه وسلم-.

(وَلاَ تَجْهَرُواْ لَهُ بالقول كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ) أي: ولا تَبلُغوا حدَّ الجهرعند مخاطبته -صلى الله عليه وسلم- كما يجهر بعضكم في الحديث مع البعض، ولا تخاطبوه باسمه وكنيته كما يخاطب بعضكم بعضًا، فتقولوا: "يا محمد، ولكنْ قولوا يا نبيَّ الله، ويا رسول الله، تعظيمًا لقدره، ومراعاة للأدب معه -صلى الله عليه وسلم-".

قال المفسرون: "نزلت في بعض الأعراب الجفاة الذين كانوا ينادون رسول الله باسمه، ولا يعرفون توقير الرسول الكريم، فإن في رفع الصوت والجهر بالكلام في حضرته -صلى الله عليه وسلم- استخفافًا قد يؤدي إلى الكفر المحبط للعمل".

(أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ) أي: خشية أن تبطل أعمالكم مِن حيث لا تشعرون ولا تدرون، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- افْتَقَدَ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا أَعْلَمُ لَكَ عِلْمَهُ، فَأَتَاهُ فَوَجَدَهُ جَالِسًا فِي بَيْتِهِ، مُنَكِّسًا رَأْسَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: شَرٌّ، كَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَأَتَى الرَّجُلُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَالَ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ: (اذْهَبْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ: إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَلَكِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ) (متفق عليه).

رحيل 04-12-2021 11:16 AM

تجديد الإيمان بآيات الرحمن (2)

أحمد حرفوش



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛


قال الله -تعالى-: (إ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) (الحجرات:3)، أي: إن الذين يخفضون أصواتهم في حضرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أولئك الذين أخلص الله قلوبهم للتقوى.

قال ابن كثير -رحمه الله-: "أي أخلصها للتقوى، وجعلها أهلًا ومحلًّا".

وقد روى البخاري عن ابن أبي مليكة أنها نزلت في الشيخين: (أبي بكر) و(عمر) -رضي الله عنهما-، فعن ابن أبي مليكة قال: كاد الخيران أن يهلكا (أبو بكر) و (عمر) -رضي الله عنهما-، رفعا أصواتهما عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، حين قدم عليه ركب بني تميم، فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس -رضي الله عنه- (يقصد به أن يكون أميرًا على الوفد)، وأشار الآخر برجل آخر، قال نافع: لا أحفظ اسمه، فقال أبو بكر لعمر -رضي الله عنهما-: ما أردت إلا خلافي! قال: ما أردت خلافك. فارتفعت أصواتهما في ذلك بحضرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلما نزل النهي عن رفع الصوت بحضرته -صلى الله عليه وسلم- قال ابن الزبير: فما كان عمر -رضي الله عنه- يُسمِع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد هذه الآية حتى يستفهمه" (يكاد لا يسمع ما يقوله عمر)، وأما أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- فقال: يا رسول الله، والله لا أكلمك إلا كأخي السرار" (كمَن يحدث أحدًا بسر لا يريد أن يسمعه غيره).

- ولم يكره رفع الصوت بحضرتة حيًّا فقط -صلى الله عليه وسلم-، بل يكره كذلك بعد موته، قال العلماء: "يُكْرَهُ رَفْعُ الصَّوْتِ عِنْدَ قبره -صلى الله عليه وسلم- كما كان يُكره في حياته -عليه الصلاة والسلام-؛ لأنه محترم حيًّا، وفي قبره -صلى الله عليه وسلم- دَائِمًا، فقد روى البخاري عَنْ السائب بن يزيد: أن أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رَضِيَ الله عنه- سمع صوت رجلين فِي مَسْجِدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدِ ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا فَجَاءَ، فَقَالَ: "أَتَدْرِيَانِ أَيْنَ أَنْتُمَا؟ ثُمَّ قَالَ: مَن أَيْنَ أَنْتُمَا؟ قَالَا: مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ، فَقَالَ: لَوْ كُنْتُمَا مِنْ أَهْلِ البَلَدِ لَأَوْجَعْتُكُمَا، تَرْفَعَانِ أَصْوَاتَكُمَا فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟!".

- (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ): الذين يغضون أصواتهم بحضرته في حياته، وعند قبره بعد وفاته لهم في الآخرة صفحٌ عن ذنوبهم، وثواب عظيم في جنات النعيم.

- ثم ذمَّ الله -تعالى- الأعراب الجفاة الذين ما كانوا يتأدبون في ندائهم للرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ) (الحجرات:4)، أي: يدعونك مِن وراء الحجرات، منازل أزواجك الطاهرات، أكثر هؤلاء غير عقلاء؛ إذ العقل يقتضي حسن الأدب، لاسيما مع رسول -صلى الله عليه وسلم-. وقيل: إِن الذي ناداه "عُيينة بن حُصين" و"الأقرع بن حابس"، وقد وفدا على رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- في سبعين رجلًا من بني تميم وقت الظهيرة، وهو راقد، فقالا: "يا محمد، اخرج إلينا!".

- (وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ) أي: ولو أنَّ هؤلاء المنادين لم يزعجوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- بمناداتهم وصبروا حتى يخرج إليهم لكان ذلك الصبر خيرًا لهم وأفضل عند الله وعند الناس؛ لما فيه من مراعاة الأدب في مقام النبوة.


- (وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) أي: الغفور لذنوب العباد، الرحيم بالمؤمنين، ومِن رحمته -سبحانه وتعالى- بهؤلاء الأعراب أن الأمر اقتصر على نصحهم وعتابهم، ولم يُنزل العقاب بهم.

عبد الحليم 04-12-2021 11:16 AM

سلمت يداك على الطرح الراقي
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
لك اعجابي وتقديري

بنت الشام 04-12-2021 02:41 PM

جزاك الله خير وجعله بموازين.. حسنااتك..}
لا عدمناا حضوورك
لروحك احترامي وتقديري

سكون الورد 04-12-2021 02:48 PM

جزاك الله كل خيرًا
وجعله الله في ميزان حسناتك
لاعدمنا جديدك

الدكتور على حسن 04-12-2021 05:10 PM

:rose::44::rose:
كل الشكر وكل التقدير
الرائعة والجميلة الاستاذة
غرام الروح
سلمت يداك على روعة طرحك
الاكثر من رائـــع
وسلم لنا ذوقك الراقى
على روعة الاختيــار
أسال الله عز وجل
لك سعادة دائمة لا تنتهــى
لك ولحضورك الجميل
كل الشكر وكل التقدير
تحياتى وتقديرى وإحترامى
الدكتـــور علـــى
:rose::nay1::nay1::nay1::rose:


الساعة الآن 12:25 AM

Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع