![]() |
اهمية التراث العلمي العربي
أحمد فؤاد باشا
شهدت العقود الأخيرة من القرن العشرين اهتماما متزايدًا بعلوم الحضارة العربية الإسلامية، سواء من جانب الدارسين العرب والمسلمين أو من جانب المستشرقين والفلاسفة ومؤرخي العلم الغربيين على حد سواء. ولكن البعض يتساءل أحيانًا عن جدوى البحث في كتب قديمة تعود بنا إلى ألف عام أو يزيد. ولماذا تبذل كل هذه الجهود المضنية في رصد المخطوطات أو جمعها وفهرستها وترميمها وحفظها، ثم في تحقيق نصوصها ومعالجة نماذجها نسخًا وقراءة وحلا لمشكلاتها واستجلاء لغوامضها، ثم في تناولها بالدراسة والتحليل بحثا عما يمكن أن تتضمنه من معلومات قد تفيد أو لا تفيد؟ وأنصار هذا الاتجاه في التعامل مع التراث العلمي – رغم قلتهم – ينكرون الماضي تمامًا ويزدرون أي محاولة لإحياء تراثه. ويوجد في ساحة الفكر العربي من يتبنى هذا الموقف الرافض لأي ربط بين التاريخ والحاضر بحجة أنه لا يصمد أمام أي تحليل عقلي دقيق، حتى وإن كان يفيد في استنهاض الهمم ورفع المعنويات، فليس في التاريخ البشري – فيما يزعمون – أمجاد معنوية تتحول إلى جزء من «الجينات» المكونة لشعب من الشعوب وتظل كامنة في أفراده على شكل استعداد للنهوض ينتظر اللحظة المناسبة لكي يصبح واقعا متحققًا. بل إن هناك، بكل أسف من أبناء بلدتنا – نحن معشر العرب والمسلمين – من يعلن صراحة أن إحياء التراث إنما يكون بقتله!!. وإذا كان لأنصار ما يسمى «القطيعة المعرفية» حجمهم ومبرراتهم، فإن قضية الدفاع عن التراث العلمي وأهميته من القضايا التي تثار بين الحين والحين في مؤتمرات وندوات عالمية، وكان – ولا يزال – الحديث عنها مرتبطًا بمبحث تاريخ وفلسفة العلم. فقد تساءل «روبرت هول» في خطابه أمام الجمعية البريطانية لتاريخ العلوم سنة 1969م عما إذا كان من الممكن أن يصبح تاريخ العلم تاريخًا؟، أي يصبح مجرد شيء من الماضي: ?Can the history of science be history وفي عام 1991م عقدت في فلورنسا ندوة لمناقشة المكانة التي يمكن أن يحتلها تاريخ العلم والتقنية في المجتمع الأوروبي المعاصر، وهي تماثل ندواتنا التراثية على المستوى القومي. وفي سبتمبر من عام 1997م ألقى «جون هيدلي بروك» كلمة في الاحتفال بالعيد الخمسين (الذهبي) للجمعية البريطانية لتاريخ العلوم الذي أقيم بمشاركة الاتحاد البريطاني لتقدم العلوم، وجعل عنوان كلمته السؤال التالي: هل هناك مستقبل لتاريخ العلوم؟ ?Does the history of science have a future وكان دافعه لهذا التساؤل أننا نسمع أحيانًا شائعات تردد أن نهاية العلم قد اقتربت، ولن يبقى هناك شيء نحتاج إليه من العلم بعد ما نتمكن من استنساخ الإنسان ونتوصل إلى تفسير لحظة الخلق .. ألا تعني نهاية العلم نهاية لتاريخه؟!.. ثم يقول «بروك» معلقًا: «من الواضح لأول وهلة أن هذا غير ممكن، ومع ذلك فإن المؤرخين مشغولون بهذه القضية التي يزداد الحديث عنها من نهاية كل من القرون الأربعة الأخيرة». ونحن من جانبنا نقول: إذا افترضنا جدلاً أنه بالإمكان قطع الصلة بالتراث، فهل ستفعل ذلك معاهد ومؤسسات الاستشراق المعنية بتراثنا؟! إننا نعرض في هذه المحاضرة بعض جوانب القضية المثارة قوميًا وعالميًا. |
مجهودك كبير
بارك الله فيك تحياتي اليك |
سلمت يداك على الطرح الراقي
|
سلمت كفوفك ..
لطيب الجهد وَ تمُيز العطاء لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك لقلبك الفرح http://www.nalwrd.com/vb/upload/21147nalwrd.jpg |
سلمت يداك على الطرح الراقي
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك لك اعجابي وتقديري |
تميز الانتقاء والطرح
الراقي .. دام عطائك المميز لك مني ارق التحايا |
الساعة الآن 09:15 PM |
Powered by vBulletin Hosting By
R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع