![]() |
سنة ترك عيب الطعام
خَلَقَ اللهُ عز وجل الناسَ متفاوتين، وعاش كل إنسان في بيئة فأحبَّ أشياء وكره أخرى، ومن هنا اختلفت أذواق الناس وأمزجتهم، واحترم الإسلام هذا التفاوت طالما أنه داخل حدود الشريعة، ولذلك فمن المقبول أن تجد إنسانًا يبالغ في حبِّ طعامٍ معيَّنٍ بينما الآخر لا يشتهيه مطلقًا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقَدِّر ذلك ويحترمه، ويعلم أن الناس قد تطلب طعامًا لا يعجبه ولا يشتهيه، ولذلك كان من سُنَّته صلى الله عليه وسلم ألا يعيب طعامًا أبدًا طالما أنه حلال، ولكنه يرده بأدب، ويُبَيِّن للآكل جواز أكله غير أنه لا يحبه، وهذا من كمال أدبه صلى الله عليه وسلم. وقد روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: «مَا عَابَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم طَعَامًا قَطُّ، إِنِ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ وَإِلَّا تَرَكَهُ»، وفي رواية مسلم عَنْه رضي الله عنه، قَالَ: «مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَابَ طَعَامًا قَطُّ، كَانَ إِذَا اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ، وَإِنْ لَمْ يَشْتَهِهِ سَكَتَ». والمواقف العمليَّة الدالَّة على ذلك في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرة، منها ما رواه البخاري عَنْ خَالِدِ بْنِ الوَلِيدِ رضي الله عنه، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِضَبٍّ مَشْوِيٍّ، فَأَهْوَى إِلَيْهِ لِيَأْكُلَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ ضَبٌّ، فَأَمْسَكَ يَدَهُ، فَقَالَ خَالِدٌ: أَحَرَامٌ هُوَ؟ قَالَ: «لاَ، وَلَكِنَّهُ لاَ يَكُونُ بِأَرْضِ قَوْمِي، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ»، فَأَكَلَ خَالِدٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ، فنجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر عذرًا يُبَرِّر به عدم أكله للطعام، ولم يقدح في طعم الضبِّ أو شكله، وذلك حتى لا يؤثِّر سلبًا على نفس الذي يشتهي الطعام، وروى البخاري ومسلم أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلًا، فَلْيَعْتَزِلْنَا أَوْ لِيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا، وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ»، وَإِنَّهُ أُتِيَ بِقِدْرٍ فِيهِ خَضِرَاتٌ مِنْ بُقُولٍ، فَوَجَدَ لَهَا رِيحًا، فَسَأَلَ فَأُخْبِرَ بِمَا فِيهَا مِنَ الْبُقُولِ، فَقَالَ: «قَرِّبُوهَا» إِلَى بَعْضِ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا رَآهُ كَرِهَ أَكْلَهَا، قَالَ: «كُلْ فَإِنِّي أُنَاجِي مَنْ لَا تُنَاجِي». فهذه سُنَّة جميلة راقية تُصْلِح بيوتنا وعلاقاتنا، فلو يراعيها الزوج مع زوجته، والولد مع أمه، والصاحب مع صاحبه، لتغيَّر الحال إلى الأفضل كثيرًا، لأن الإنسان لا يحب أن يسمع ذَمًّا في شيء يشتهيه، ولا نهيًا عن أمرٍ يطلبه، خاصةً وإن كان الله قد جعله حلالًا طيبًا، ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54]. |
طرح رووعه
بارك الله فيك |
تميز في الانتقاء
سلم لنا روعه طرحك نترقب المزيد من جديدك الرائع دمت ودام لنا عطائك لكـ خالص احترامي |
-
جزاك الله كل خير |
الله يجزاكى كل خير على مجهودكِ ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتكِ لكى خالص تحياتى |
بارك الله فيك ...
وجزاك خير ... دمت بحفظ الله ورعايته... |
الساعة الآن 12:13 AM |
Powered by vBulletin Hosting By
R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع