منتدى رواية عشق

منتدى رواية عشق (https://r-eshq.com/vb/index.php)
-   ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ (https://r-eshq.com/vb/forumdisplay.php?f=77)
-   -   الكلام على قوله تعالى: { وأن هذا صراطي مستقيما } (https://r-eshq.com/vb/showthread.php?t=136465)

Şøķåŕą 10-06-2021 03:15 PM

الكلام على قوله تعالى: { وأن هذا صراطي مستقيما }
 
الكلام على قوله تعالى:
ï´؟ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا... ï´¾


قال المصَنِّفُ: وقوله تعالى: ï´؟ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ï´¾ [الأنعام: 153].



معنى قوله تعالى: ï´؟ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا... ï´¾؛ قال العلامة السعدي في "تفسيره" (ص280): قوله: ï´؟ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا ï´¾؛ أي: هذه الأحكام وما أشبهها، مما بيَّنه الله في كتابه، ووضَّحه لعباده، صراط الله الموصل إليه، وإلى دار كرامته، المعتدل السهل المختصر.



قوله: ï´؟ فَاتَّبِعُوهُ ï´¾: لتنالوا الفوز والفلاح، وتدركوا الآمال والأفراح.



قوله: ï´؟ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ ï´¾؛ أي: الطرق المخالفة لهذا الطريق.



قوله: ï´؟ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ï´¾؛ أي: تضلكم عنه وتفرقكم يمينًا وشمالًا، فإذا ضللتم عن الصراط المستقيم، فليس ثم إلا طرق توصل إلى الجحيم.



قوله: ï´؟ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ï´¾، فإنكم إذا قمتم بما بيَّنه الله لكم علمًا وعملًا، صرتم من المتقين، وعباد الله المفلحين.



السر في توحيد الصراط الموصل إلى الله وتفريق السبل التي توصل إلى غيره:

ثم قال: ووحد الصراط وأضافه إليه؛ لأنه سبيل واحد موصل إليه، والله هو المعين للسالكين على سلوكه؛ اهـ.



قلت: وعدد السبل؛ لأن مما لا شك فيه: أن البدع والآراء والمحدثات والضلالات تختلف من شخص لآخر، ومن بلد لآخر، ومن دولة لأخرى بخلاف الصراط المستقيم، فإنه واحد، والله أعلم.



تعريف الصراط وحقيقته:

قال العلامة ابن القيم في "البدائع" (2 /276): ولنذكر في الصراط المستقيم قولًا وجيزًا، فإن الناس قد تنوعت عباراتهم عنه بحسب صفاته ومتعلقاته.



وحقيقته: شيء واحد، وهو طريق الله الذي نصبه لعباده موصلًا لهم إليه، ولا طريق إليه سواه، بل الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا طريقه الذي نصبه على ألسن رسله، وجعله موصلًا لعبادة الله، وهو إفراده بالعبادة، وإفراد رسله بالطاعة، فلا يشرك به أحدًا في عبادته ولا يشرك برسوله صلى الله عليه وسلم أحدًا في طاعته، فيجرد التوحيد، ويجرد متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ اهـ.



هذه الآية إحدى وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم:

قال ابن مسعود رضي الله عنه: من أراد أن ينظر إلى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه، فليقرأ قوله تعالى: ï´؟ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا... ï´¾ [الأنعام: 151]، يعني: هذه وصية النبي صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتم النبي صلى الله عليه وسلم؛ رواه الترمذي (3070)، وحسَّنه.

قلت: وهو في "ضعيف الترمذي" برقم (593)، إلا أنه يشهد له ما روى الطبراني في "الكبير" برقم (10060)، عنه رضي الله عنه قال: من سره أن يقرأ صحيفة محمد... إلخ.



قال في "النهج السديد" برقم (29): سنده قوي؛ اهـ.



فائدة في الجمع بين الصراط المستقيم والتواصي بالحق وبالصبر وبالمرحمة:

قال العلامة الشنقيطي في "أضواء البيان" (9 /294) - بعد ذكره لأثر ابن مسعود السابق -: تلك الوصايا الجامعة أبواب الخير الموصدة أبواب الشر، والمذيلة بهذا التبيين والتعريف: ï´؟ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ï´¾ [الأنعام: 153].



ولو أردنا أن نربط بين هذا وبين التواصي بالحق وبينهما، وبين فاتحة الكتاب، لكانت النتيجة كالآتي في قوله: ï´؟ وَتَوَاصَوْاْ بالحقِّ ï´¾ [العصر: 3]، إحالة على تلك الوصايا، وهي شاملة جامعة، ومعنون لها بأنها صراط الله المستقيم، فكأن قوله: ï´؟ وَتَوَاصَوْاْ بالحقِّ ï´¾ [العصر: 3]، مساويًا لقوله: وتواصوا بالصراط المستقيم واستقيموا عليه.



ثم في سورة الفاتحة: ï´؟ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ï´¾ [الفاتحة: 6]، وهذا صراط الله المستقيم، فاتبعوه، فكانت سورة العصر مشتملة على التواصي بالاستقامة على صراط الله المستقيم واتباعه، ويأتي عقبها قوله: ï´؟ وَتَوَاصَوْاْ بالصبر ï´¾ [العصر: 3]، بمنزلة التثبيت على هذا الصراط المستقيم، إذ الصبر لازم على عمل الطاعات، كما هو لازم لترك المنكرات.



وتلك الوصايا العشر جمعت أمرًا ونهيًا فعلًا وتركًا، وكذلك فيه الإشارة إلى ما يقوله دعاة الإسلام: من أن العمل الصالح والدعوة إلى الحق والتواصي به، فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.



وغالبًا من يقوم به يتعرض لأذى الناس، فلزمهم التواصي بالصبر، كما قال لقمان لابنه يوصيه وجامعًا في وصيته وصية سورة العصر، إذ قال: ï´؟ يا بنيَ أَقِمِ الصلاة وَأْمُرْ بالمعروف وانْهَ عَنِ المنكر واصْبِرْ على مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمورِ ï´¾ [لقمان: 17].



وتقدم بيان قواعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتفصيل عند قوله تعالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ ï´¾ [المائدة: 105].



فصارت هذه السورة بحق جامعة لأصول الرسالة، كما رُوي عن الشافعي أنه قال: لو تأمل الناس هذه السورة لكفتهم.



قوله: ï´؟ وَتَوَاصَوْاْ بالحق ï´¾، جاء الحث على التواصي بالرحمة أيضًا مع الصبر، في قوله تعالى: ï´؟ ثُمَّ كَانَ مِنَ الذين آمَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بالصبر وَتَوَاصَوْاْ بالمرحمة ï´¾ [البلد: 17].



وبهذه الوصايا الثلاث: بالتواصي بالحق، والتواصي بالصبر، والتواصي بالمرحمة، تكتمل مقومات المجتمع المتكامل قوامه الفضائل المثلى، والقيم الفضلى:

لأن بالتواصي بالحق: إقامة الحق والاستقامة على الطريق المستقيم.



وبالتواصي بالصبر: يستطيعون مواصلة سيرهم على هذا الصراط، ويتخطون كل عقبات تواجههم.



وبالتواصي بالمرحمة: يكونون مرتبطين كالجسد الواحد.



وتلك أعطيات لم يعطها إلا القرآن، وأعطاها في هذه السورة الموجزة، وبالله التوفيق؛ اهـ.



بعض ما في قوله تعالى: ï´؟ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا... ï´¾ من الفوائد:

الأولى: بيان أن صراط الله المستقيم هو صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدقين والشهداء والصالحين، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.



الثانية: أن كل صراط معوج إلا صراط الإسلام المستقيم الذي أمر الله الناس أن يتعبدوا لله به.



من أضرار اتباع البدع والشبهات:

الثالثة: أن اتباع البدع والشهوات المسمات في القرآن بالسبل سبب للتَّفرُّق والتمزُّق وضياع الدين.



قال ابن كثير في "تفسيره" (3 /365): قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله: ï´؟ فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ï´¾، وقوله: ï´؟ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ï´¾ [الشورى: 13]، ونحو هذا في القرآن، قال: أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله، ونحو هذا، قاله مجاهد، وغير واحد.



ثم ساق حديث ابن مسعود رضي الله عنه وغيره - يأتي الكلام عليه إن شاء الله - في (باب في غربة الإسلام).



الرابعة: يجب على كل مسلم العمل بهذه الوصية العظيمة، وهي العمل بالكتاب والسنة، والأخذ بهما حتى الممات، والتواصي بهما، والصبر على ذلك.



الخامسة: أن الاستقامة على السنة والسير على النهج السديد، والصراط المستقيم، سببٌ يتوصل به إلى تحقيق التقوى؛ لقوله تعالى: ï´؟ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ï´¾ [الأنعام: 153].

رُّوحي بروحهُ 10-07-2021 12:35 AM

-




جزاك الله كل خير

بنت الشام 10-07-2021 02:10 PM

جزاك الله خير / وجعله في موازين حسناتك ..

خالد الشاعر 10-07-2021 02:54 PM

الله يجزاكى كل خير على مجهودكِ
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتكِ
لكى خالص تحياتى

فرآشه ملآئكيه 10-07-2021 02:59 PM

انتقاءك جميــل
يعطيك العافيه يارب , ع الموضوع ! دمت ودام ابداعك
ودي

نور القمر 10-07-2021 04:34 PM


سلمت يداك
طرح مميز ورائع
وأطروحاتك دائماً قيّمة
ثريه بالجمال والابداع
دمت برضا
تحياتي لك


الساعة الآن 02:49 AM

Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع