منتدى رواية عشق

منتدى رواية عشق (https://r-eshq.com/vb/index.php)
-   ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ (https://r-eshq.com/vb/forumdisplay.php?f=77)
-   -   تفسير قوله تعالى: ﴿ وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ..... ﴾ (https://r-eshq.com/vb/showthread.php?t=152165)

- سمَـا. 01-17-2022 02:43 PM

تفسير قوله تعالى: ﴿ وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ..... ﴾
 






قوله تعالى: ﴿ وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ﴾ [البقرة: 88]
هذا كقوله تعالى في سورة النساء: ﴿ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 155]
قوله: ﴿ وَقَالُوا ﴾ أي: وقال بنو إسرائيل اعتذارًا وتعليلًا لردهم ما جاء به الرسول

صلى الله عليه وسلم وتهكمًا به، وقطعًا لطمعه في إسلامهم.
﴿ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ﴾ قرأ أبو عمرو: "غلُف" بضم اللام، وقرأ الباقون: ﴿ غُلْفٌ ﴾ بإسكانها

و"غلف": جمع "أغلف" وهو الذي عليه غلاف، أي: غطاء شديد يمنع من وصول الشيء إليه
أي: قلوبنا مغلَّفة، أي: عليها أغلفة وأغطية، فلا تعي ولا تفقه، ولا تعلم ما تقول يا محمد، وهذا كقولهم:
﴿ وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ ﴾ [فصلت: 5]
وقد أبطل الله حجتهم هذه فقال: ﴿ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ ﴾ "بل": للإضراب الإبطالي، أي:
بل أبعدهم الله وطردهم عن رحمته وعن الخير وحرمهم التوفيق والتبصر في آيات الله، ودلائل
صدق الرسول صلى الله عليه وسلم.
﴿ بِكُفْرِهِمْ ﴾ أي: بسبب كفرهم، وعدم إيمانهم، وأطلق "كفرهم"؛ لأنهم كفروا بكل ما أوجب الله الإيمان به

حتى ولو ادعوا الإيمان ببعض ذلك، فإن ذلك لا ينفعهم، وفي الآية الأخرى: ﴿ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ ﴾ [النساء: 155].
أي: ليست قلوبهم غلف كما يزعمون، لا تفقه ولا تعي؛ لأن القلوب بفطرتها تقبل الحق، وليست غلفًا

بل لعنهم وأبعدهم عن الخير وعن توفيقه بسبب كفرهم.
قال ابن القيم[1]: "والمعنى: لم يخلق قلوبهم غلفًا، لا تعي ولا تفقه، ثم أمرهم بالإيمان، وهم لا يفقهون

بل اكتسبوا أعمالًا عاقبناهم عليها بالطبع على القلوب والختم عليها".
﴿ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ "ما": مصدرية، أي: فقليلًا إيمانهم.
والمراد بالقلة- والله أعلم- العدم؛ لقوله قبل هذا: ﴿ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ﴾ [البقرة: 87]

كما يقال: "قلما رأيت مثل هذا قط"، تريد: ما رأيت مثل هذا قط.
فحصرهم بأحد هذين الأمرين: التكذيب، أو القتل للأنبياء، دون الإيمان.
وقد تحمل القلة هنا على ظاهرها بأن منهم من يؤمن ولكنهم قلة،
وإيمانهم قليل. أي: فقليلًا المؤمن منهم
أو فقليلًا إيمانهم، بالنسبة لما كفروا به مما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، ومما جاءت به رسلهم.


المصدر: « عون الرحمن في تفسير القرآن »
[1] انظر: "بدائع التفسير (1 /325).

_ الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم.



خالد الشاعر 01-17-2022 03:33 PM

جزاكى المولى الجنه
وكتب الله لكى اجر هذه الحروف
وجعله المولى شاهداً لكى لا عليكى
ولكى احترامي وتقديري

мя Зάмояч 01-17-2022 03:52 PM

جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

نور القمر 01-17-2022 08:28 PM

جلب راقي وانتقاء مميز
بوركت جهودك المثمرة
ولا حرمنا عطائك
ودي ..

Şøķåŕą 01-17-2022 08:44 PM

تميز في الانتقاء
سلم لنا روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا عطائك
لكـ خالص احترامي

Levander 01-18-2022 10:03 AM

يعطيك العافيه على هذا الطرح..
لكـ خالص احترامي..:eqb16:


الساعة الآن 11:47 AM

Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع