![]() |
تفسير الربع الثاني من سورة العنكبوت
• الآية 26: ﴿ فَآَمَنَ لَهُ لُوطٌ ﴾ أي صَدَّق لوطٌ إبراهيمَ واتَّبع دِينه (وذلك قبل أن يُوحَى إلى لوط بالنُبُوّة)، ﴿ وَقَالَ ﴾ إبراهيم: ﴿ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي ﴾: يعني إني تاركٌ أرض قومي بالعراق، وذاهبٌ إلى الأرضالمباركة - وهي "الشام" - حيث أعبد ربي فلا أُفتَن في ديني، ﴿ إِنَّهُ ﴾ سبحانه ﴿ هُوَ الْعَزِيزُ ﴾ أي الغالب الذي لا يمنعه شيئٌ مما يريد، ﴿ الْحَكِيمُ ﴾ فيتدبيره وصُنعه، (ومَن كان عزيزاً (غالباً)، حكيماً (لا يأمر عباده إلا بما فيه الخير لهم): إذاً فهو لن يُضَيِّعني).
• الآية 27: ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ ﴾ ولدًا، ﴿ وَيَعْقُوبَ ﴾ حفيدًا، ﴿ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ﴾: أي جعلنا في ذريتهالأنبياء والكتب (إذ كل الأنبياء الذين جاءوا من بعده كانوا من ذريته، وكل الكتب التي نزلتْ بعده نزلتْ على ذريته)، ﴿ وَآَتَيْنَاهُ أَجْرَهُ ﴾ - على إيذائه في سبيل دَعْوتنا - ﴿ فِي الدُّنْيَا ﴾ (كالولدالصالح، والثناء عليه من أهل الشرائع السماوية واقتداءهم به، وغير ذلك من أمور الدين والدنيا)، ﴿ وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ الذين لهم أعلى الدرجات في الجنة. • الآية 28، والآية 29، والآية 30: ﴿ وَلُوطًا ﴾ أي اذكر أيها الرسول خبر لوط عليه السلام ﴿ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ ﴾: ﴿ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ ﴾ أي تفعلون هذه الفعلةالمُنكَرة التي بَلغتْ نهاية القُبح، والتي ﴿ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ﴾ أي ما فعلها أحدٌ قبلكم من المخلوقين!﴿ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ ﴾ (تاركينَما أحَلَّه اللهُ لكم مِن نسائكم)،﴿ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ ﴾ أي تقطعونطريق المسافرين (فتَعتدون عليهم بعمل الفاحشة معهم، وسَلْب أموالهم) ﴿ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ ﴾ أي تأتون الأفعال المُنكَرةفي مَجلسكم (كالسخرية من الناس، وقذف المارّة بالحَصى، وإيذائهم بما لا يليق من الأقوال والأفعال)؟! ﴿ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ ﴾ - بعد أن أنكر عليهم أفعالهم - ﴿ إِلَّا أَنْ قَالُوا ﴾ له: ﴿ ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ ﴾ الذي تعِدنا به ﴿ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ فـ ﴿ قَالَ ﴾ لوطٌ - داعياً ربه -: ﴿ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ ﴾ (بإنزال عذابك عليهم، لإصرارهم على الكفر والفواحش). • الآية 31: ﴿ وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى ﴾ أي جاءت له الملائكة على صورة بَشَر (ليُبَشِّروه بإنجاب ولده إسحاق، وبحفيده يعقوب من إسحاق)، فـ ﴿ قَالُوا ﴾ له: ﴿ إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ ﴾ وهيقرية قوم لوط، ﴿ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ ﴾ أي ظلموا أنفسهم بكفرهم ومعصيتهم لله. • الآية 32: ﴿ قَالَ ﴾ إبراهيم للملائكة: ﴿ إِنَّ فِيهَا لُوطًا ﴾ (وهو ليس مِن الظالمين مِثلهم)، فـ ﴿ قَالُوا ﴾ له:﴿ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا ﴾﴿ لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ ﴾ - المُستجيبين لدَعْوته - من العذاب الذي سيقع بقومه ﴿ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ﴾ أي حَكَمَ اللهُ عليها أن تكون منالباقين في العذاب; لأنها كانت عونًا لقومها علىأفعالهم القبيحة. • الآية 33، والآية 34، والآية 35: ﴿ وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا ﴾ لإخباره بإهلاك قومه: إذا بِهِ قد ﴿ سِيءَ بِهِمْ ﴾ أي أصابه الغَمّ لمَجيئهم ﴿ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا ﴾ أي عَجَزَ عن تدبير خَلاصهم (لأنهم جاءوا له في صورة شباب في غاية الجمال، فخاف عليهم مِن قومه أن يُريدوا بهم الفاحشة، ولم يكن يعلمأنهم ملائكة)، ﴿ وَقَالُوا ﴾ له: ﴿ لَا تَخَفْ ﴾ علينا، فإنّ قومك لن يصلوا إلينا،﴿ وَلَا تَحْزَنْ ﴾ على مَن سيَهلك مِن أهلك مع القوم الظالمين، فـ ﴿ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ ﴾ المستجيبين لدَعْوتك ﴿ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ﴾ أي حَكَمَ اللهُ عليها أن تكون منالباقين في العذاب، ﴿ إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا ﴾ أي عذابًا ﴿ مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴾ أي بسبب معصيتهم لله وارتكابهمللفواحش، ثم قال تعالى:﴿ وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آَيَةً بَيِّنَةً ﴾ يعني أبقينا مِن ديار قوم لوط آثارًا واضحة تدل على قدرتنا على إهلاك الفاسقين، وقد كانت هذه العبرة والعظة ﴿ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ أي يَعقلون العِبَر، فيَنتفعوا بها، فيُوَحِّدوا اللهَ ويطيعوه. • الآية 36، والآية 37: ﴿ وَإِلَى مَدْيَن أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ﴾ يعني: ولقد أرسلنا إلىقبيلة"مَدْيَن" أخاهم شُعيباً، ﴿ فَقَالَ ﴾ لهم: ﴿ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ﴾وحده، فلا يوجد مَن يَستحق العبادة غيره، ﴿ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآَخِرَ ﴾ أي آمِنوا بيوم القيامة، وتوقعوا مجيئه، وخافوا مما فيه مِن أهوالٍ وأحوال، فإنّ ذلك يساعدكم على التقوى، ﴿ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾ أي لا تَسعوا في الأرض بأنواع الفساد (كالشرك والمعاصيوأكْلُكُم أموال الناس بالباطل)،﴿ فَكَذَّبُوهُ ﴾ فيما جاءهم به ﴿ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ ﴾ أي الزلزلةالشديدة، (وقد كانت هذه الزلازل مصحوبة بصيحة شديدة خلعتْ قلوبهم، لأن الله تعالى قال في سورة هود: (وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ))، ﴿ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴾ أي باركينَ على رُكَبهم، مَيّتينَ لا حِراكَ لهم. • الآية 38: ﴿ وَعَادًا وَثَمُودَ ﴾ أهلكناهم لمّا كَذّبوا رُسُلهم، ﴿ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ ﴾ خَلاؤها منهم، وحلول عذابنا بهم، ﴿ وَزَيَّنَ لَهُمَ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ ﴾ أي: وقد حَسَّن لهم الشيطان أعمالهم القبيحة التي كانوا يعملونها ﴿ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ ﴾ أي صَرَفهم بذلك عن طريق توحيد الله تعالى والإيمان برُسُله، ﴿ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ﴾ أي كان عندهم بصائر بمعرفة الحق من والباطل والخير من الشر - لأنّ رُسُلهم قد عَلَّمَتهم - ولكنهم فَضّلوا أهواءهم على عقولهم فهَلَكوا. ♦ واعلم أنّ كلمة "مُستبصِرين" أصْلها "مُبصِرين"، والسِين والتاء هنا للتأكيد، مِثل كلمة "استكبر" بمعنى تَكَبَّر، و"استَحَبّ" بمعنى أَحَبّ، و"استجاب" بمعنى أجاب، (على العكس من السين والتاء التي تدل على الطلب)، مِثل كلمة "استغفر" بمعنى طَلَبَ المغفرة، و"استطعَمَه" بمعنى منه طلب الطعام. • الآية 39: ﴿ وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ ﴾ أهلكناهم لمَّا كَذَّبوا موسى، ﴿ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ﴾ أي بالأدلة الواضحة على صِدق رسالته، (فأمَّا ما جاءَ به موسى من الآيات إلى فرعون وهامان: فهي المعجزات التسع التي تحداهم بها، وأمّا ما جاء به موسى لقارون فهو نَهْيه عن الظلم والتكبر على الناس)، (واعلم أنّ قَارون مِن بني إسرائيل، ولكنه كَذَّبَ موسى)، ﴿ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ﴾ أي تعاظَم قارون وفرعون وهامان في أرض مصر، وتكَبَّروا عن تصديق موسى واتِّباعه، ﴿ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ ﴾ أي: ما كانوا ليفوتوا مِنّا ويَهربوا، بل كنا قادرينَعليهم فأهلكناهم. • الآية 40: ﴿ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ ﴾يعني أخذنا كل واحد من المذكورين بعذابنا (بسبب شِركهم وذنوبهم)، ﴿ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا ﴾ أي حجارة صَلبة شديدة الحرارة (وهم قوم لوط)، (ويُحتمَل أن يكون المقصود بالحاصب هنا: الريح الشديدةالتي تحمل الحَصباء - وهي الحَصا الصغار - وعلى هذا يكون المقصود هنا قوم عاد وليس قوم لوط، باعتبار أن قوم لوط قد ذُكِرَ عذابها تفصيلاً في الآيات السابقة، واللهُ أعلم)، ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ ﴾ كثمود وقومشعيب، ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ ﴾ كقارون، ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا ﴾ كقوم نوحوقوم فرعون، ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ ﴾ ويُهلكهم بغير ذنب، ﴿ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ بكفرهم ومَعاصيهم، وتَنَعُّمهم بنِعَم ربهموعبادتهم غيره (فبذلك استحقوا العذاب). • الآية 41: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ ﴾ يعني: مَثَلُ الذين اتّخذوا آلهةً باطلة، يَرجونَ نَصرها مِن دون الله تعالى ﴿ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ﴾ يعني كمثل أنثى العنكبوت التيصنعتْ لنفسها بيتًا ليَحفظها، فلم يَنفعها عند حاجتها إليه، (فكذلكالمشركون، يَعبدون أصنامهم، راجينَ نفعها وشفاعتها لهم عند ربهم، فلم تنفعهم حين نزل بهم العذاب)، ﴿ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ ﴾ يعني أضعف البيوت وأحقرها شأناً ﴿ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ ﴾﴿ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ أي: لو كانوا يعلمون أنّ آلهتهم الباطلة لا تنفعهم بشيء - كما لم ينفع العنكبوت بيتها بشيء - ما اتّخذوهم أولياء من دون الله، الذي بيده كل شيء. ♦ ومِن لطيف ما يُذكَر أنّ العِلم قد اكتشف حديثاً أنّ التي تَبني بيت العنكبوت هي أنثى العنكبوت وليس الذَكَر، وهذا ما صَرَّحَ به القرآن في لفظ: (اتَّخَذَتْ بَيْتًا)، إذ التاء المذكورة هي تاء التأنيث. • الآية 42: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ يعني إنّ الله سبحانه يَعلم ما يُشركون به من الآلهة المزعومة، التي ليست بشيءٍ في الحقيقة، بل هيمجرد أسماء سَمَّوها آلهة، لا تنفعهم ولا تضرهم، ﴿ وَهُوَ ﴾ سبحانه ﴿ الْعَزِيزُ ﴾ في انتقامه مِمّن أشرك به، ﴿ الْحَكِيمُ ﴾ في تدبيره وصُنعه. • الآية 43: ﴿ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ ﴾ - كمَثَل الآلهة الباطلة وبيت العنكبوت - ﴿ نَضْرِبُهَا ﴾ أي نجعلها ﴿ لِلنَّاسِ ﴾ ليَنتفعوا بها ويتعلموا منها، ﴿ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ﴾ يعني: وما يَعقل الحكمة من هذه الأمثال إلاالعالِمونَ بآيات الله وشَرْعه. • الآية 44: ﴿ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ﴾ أي خَلَقهم سبحانه ليُذكَرَ فيهما ويُشكَر، وليَستدِل بهم العباد على عَظَمة خالقهم، وعلى قدرته على إحياء الموتى(لأنّ ذلك أهْوَنُ عليه مِن خَلْق السماوات والأرض)، وبأنهالخالق القادر المستحق وحده للعبادة،﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾. • الآية 45: ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ ﴾: أي اقرأ أيها الرسول ما أوحاه اللهُ إليك من القرآن (تَعَبُّداً به، وتعليماً للمؤمنين، ودعوةً للناس إلى ربهم)، ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ﴾ يعني أَدِّها بشروطها وأركانها، في خشوعٍ واطمئنان ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ يعني: إنّالصلاة الخاشعة تَنهى صاحبها عن الوقوع في المعاصي; لأنّالمُحافِظ الصلاة الخاشعة يَستنير قلبه، ويزداد إيمانه، وتَقوىرغبته في الخير، وتنعدم رغبته في الشر، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾: يعني إنّ ذِكر الله تعالى - في الصلاة وغيرها -أعظم وأفضل من كل شيء، ((ويُحتمَل أيضاً أن يكون المعنى: أنّ ذِكر الله تعالى، بالقلب واللسان في كل الأحيان، أكبر (في النهي عن الفحشاء والمنكر) من الصلاة، واللهُ أعلم)، ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ وسيُجازيكمعلى أعمالكم. ♦ فإذا قال قائل: (إنّ صلاتي لا تَنهاني عن الفحشاء والمُنكَر، فما السبب؟). السبب أنك لم تُصَلِّ الصلاة التي يُحبها ربُنا ويَرضاها حتى تنهاك عن الفحشاء والمنكر. ♦ هذا، وقد ذكَرَ العلماء بعض المعاني الإيمانية التي تعينك على أداء صلاة خاشعة بإذن الله تعالى، فمِن هذه المعاني: حضور القلب (وذلك بأن تجعل هَيْبَةَ اللهِ ومَحبته تقهر جميع المَحَابّ والمَهَامّ التي في قلبك)، ومِنها: الحَيَاء (وذلك بأن تستشعر أنك مملوءٌ بالنعم، وفي نفس الوقت مملوءٌ بالذنوب)، ونَضرب على ذلك مثالاً: (فقد اكتشف الطب حديثاً - بالمِجهَر الإلكتروني - أنَّ العين تحتوي على (500 مليون خلية) حتى تستطيع الإبصار، ثم تأخذُ أنت هذه الـ (500 مليون خلية)، وتنظر بها إلى ما حَرَّمَهُ اللهُ) (يعني تعصَاه بنعمته). ♦ ومِنها: الحب (وذلك بأن تستشعر نِعَم الله تعالى عليك، وإمهاله لك، وتوفيقك لطاعته، رغم كثرة ذنوبك)، ومِنها: الافتقار إلى الله تعالى (بمعنى أن تتبرأ من حَولِك وقوتك إلى حَول الله وقوته)، ومنها: التعظيم (وذلك بأن تستشعر قول الله تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ ﴿وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ ﴿وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾، وكذلك تستشعر قوله تعالى: (وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ) أي نقتلعها مِن أماكنها، ثم نجعلها هباءً منثوراً، (فحينئذٍ تستشعر أنّ جنايتك عظيمة، لأنك عصيتَ عظيماً، وهو عليك قادر). ♦ فعليك أخي الحبيب - حتى تنهاك صلاتك عن المعاصي - أن تصلي لربك بحُبٍّ ورجاء، وذُلٍّ وتعظيم، وخوفٍ وحياء. |
كل الشكر وكل التقدير لحضرتك على روعة ما قدمت لنـــا من موضوع اكثر من رائع اللهم اكرمك وأسعدك وبارك فيك ربنا يجعل كل ما تقدمونه في موازين حسناتكم ويجازيك عنا خير الجــزاء يااااااااااااااااارب لك كل تحياتى وتقديرى وحبى الدكتــور علــى :rose::64::rose: |
جزاك الله خير الجزاء ونفع بك :242::q-437:
|
دام التألق ... ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع لك مني كل التقدير ...!! وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق...! ارق التحآيآ لك ودي وعبق وردي |
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك وأسال الله لك التوفيق دائما وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة وأن يثبت الله أجرك |
تميز في الانتقاء
سلم لنا روعه طرحك نترقب المزيد من جديدك الرائع دمت ودام لنا عطائك لكـ خالص احترامي |
الساعة الآن 06:21 AM |
Powered by vBulletin Hosting By
R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع