![]() |
محبة الله لك
محبة الله لك
الحمد لله وصلى الله وسلم على نبيه ومصطفاه وعلى آله وصحبه ومن والاه. إن محبة الله تبارك وتعالى لعبده هي الربح المبين والفوز الكبير، ويظهر هذا جلياً واضحاً من خلال نصوص الوحيين الكتاب والسنة، فالله عز وجل يقول في الحديث القدسي الذي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه جل وعلا قال:"وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وقدمه التي يمشي بها ولإن سألني لاعطينه ولإن استعاذني لأعيذنه". رواه البخاري. يظهر من هذا الحديث القدسي العظيم أن من أهم الأسباب التي توجب محبة الله تبارك وتعالى لعبده هي فعل الفرائض وتجويدها والاهتمام بها وإحاطتها بالكمال ما أمكن، ثم ما يزال العبد يتقرب إلى الله تعالى بفعل النوافل من الأقوال والأفعال كالأذكار عامة ونوافل العبادات كلها، فإذا كان مكثراً من ذلك حصلت له المحبة ثم إذا حصلت له تلك المحبة من الله تبارك وتعالى ترتب عليها ست نتائج من خلال الحديث السابق: الأولى: حفظ الله سمعك عما يحرم السماع إليه، وإذا سمعته سارعت إلى التوبة والاستغفار. ثانيا: حفظ الله تعالى لبصرك، فإذا نظرت إلى المحرم سارعت إلى التوبة والاستغفار. ثالثا: لا تبطش بيدك بغير حق. رابعا: لا تمشي إلى الحرام. خامسا: إذا سألت الله تعالى أجاب دعائك. سادسا: إذا استعذت به من شر أعاذك. فهذه ستة أمور مهمة في دينك ودنياك وأخراك هي من ناتج تلك المحبة الربانية لك، فنلحظ في هذا الحديث ارتباطاً واضحاً بين فعل النوافل وتربية الجوارح واستجابة الدعاء والإعاذة من الشرور، فتأمل ذلك كثيراً، وتأمل أيضا ما يرد عليك من الأرباح الأخرى إذا أحبك الله عز وجل مما يغدقه عليك في الدنيا والآخرة. ثم تأمل أنه يمر عليك أحوال أخرى يحبك الله تعالى فيها، وهي من جملة الأعمال الصالحة، فمن ذلك: أولا: الطهارة، حيث يقول الله جل وعلا: ﴿ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222] فكلما تطهرت بالوضوء أو الغسل اعلم أن الله عز وجل يحبك واستشعر هذا، وإذا طهرت في لباسك أيضا فاعلم أن الله تعالى يحبك. ثانيا: التوبة والاستغفار، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ﴾ [البقرة: 222] فإذا تبت فإن الله عز وجل يحبك كما يفرح بتوبتك. ثالثا: الإحسان، سواء إلى النفس بالعبادة والرعاية أو إلى الآخرين بشتى أنواع الإحسان صغيره وكبيره فإن الله عز وجل يحبك. رابعا: إذا أتيت الرخصة الشرعية التي رخصها الله لك، قال عليه الصلاة والسلام:"إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه". وفي لفظ آخر "كما يكره أن تؤتى معصيته". خامسا: لزومك للتقوى، قال تعالى: ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 76]. سادسا: القسط وهو العدل، فإن المقصد هو عادل في جميع الأمور، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [المائدة: 42]. سابعاً: صبرك على الطاعة وعن المعصية وعلى الأقدار، كل هذا يحبك الله تعالى لأجله لأن الله عز وجل يقول والله يحب الصابرين. ثامنا: توكلك عليه وصدق الاعتماد عليه، يقول الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159]. تاسعاً: إتقانك للعمل إذا عملته، قال عليه الصلاة والسلام:"إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه".صححه الألباني. فهذه تسعة أعمال يحبك الله عز وجل لأجلها وغيرها كثير، فعندما تعمل شيئاً منها استشعر تلك المحبة الإلهية لك، وهذا الاستشعار لتلك المحبة يدفعك إلى أمور عظيمة، مما يدفعك إليه: أولا: المزيد من تلك الطاعات والأعمال الصالحة. ثانيا: الدعوة إليها لتكسب مثل أجر من دعوته. ثالثا: شعورك بقربك من الله عز وجل. رابعا: إحساسك بنعمة الله تبارك وتعالى عليك في تلك الأعمال. خامسا: استفتاح أعمال أخرى لم تكن تعملها لعل الله عز وجل أن يفتحها عليك. سادسا: محبتك لمن يعمل تلك الأعمال الصالحة. أخي الكريم إن تلك الأعمال هي مما يفرح به المسلم في الدنيا بانشراح صدره وتيسير أموره وقربه من الله عز وجل وكذلك في الآخرة بتثقيل ميزانه بالحسنات وأنها سبب لرحمة الله تبارك وتعالى في دخوله الجنة ونجاته من النار. فلعلك تحاول جاهداً المحافظة على تلك الأعمال وأمثالها والدعوة إليها وابدأ بالأقربين فأهلك أولى من غيرهم ثم كلما جلست مجلساً فاغرس فيه غرسا من تلك الأعمال وما يماثلها لعل أحداً يقتدي ويطبق فيكون لك مثل أجره فيمتد غرسك ويكثر خيرك. جعلني الله وإياك من الموفقين والمباركين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. |
جزاك الله خير
دام التألق... ودام عطاء نبضك كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز لك مني كل التقدير ...!! وبآنتظار روائع جديدك بكل شوق |
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك وأسال الله لك التوفيق دائما وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة وأن يثبت الله أجرك |
-
اسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك وَ يجعل الفردوس الأعلى سكنك تقديري ض2. |
~
يعافيك ربي على زاويتك الراقية وشُكراً لطرحك المُميز وإختيارك الرائِع عبق الجوري لِـ روحك . |
جزَآك آللَه خَيِرآ
علىَ طرحكَ الرٍآَئع وَآلقيَم وًجعله فيِ ميِزآن حسًنآتكْ وًجعلَ مُستقرَ نَبِضّكْ الفًردوسَ الأعلى دمت بحفظ الله |
الساعة الآن 12:29 AM |
Powered by vBulletin Hosting By
R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع