![]() |
{ ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة }
في رِحابِ آيةٍ مِنْ كِتابِ اللهِ تِعالى – 20 – ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ ﴾ تأمَّل في قولِ اللهِ تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [يونس: 8].. وتَأمَّلْ في قولهِ تعالى: ﴿ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ﴾ [الأنبياء: 1].. وتأمَّلْ ملياً في قولهِ تعالى: ﴿ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ ﴾ [مريم: 39].. لتعلم أنَّ مِن أعظمُ ما يجبُ أن يهتمَ بهِ المسلِمُ طوالَ حياتهِ.. أن لا يَغفلَ عن الدَّارِ الآخِرةِ.. لأنَّ الغفلةَ عنَّها تُولِدُ الرُّكونَ إلى الدُّنيا، وكِلاهما (الغفلةُ والرُّكونُ) يُسبِّبانِ خَللاً خطِيراً في مِيزانِ الأحكامِ، يجعلُ الشَّخصَ يَبني مَواقِفَهُ بِناءً على مَصالحِهِ الدُّنيويةِ فحسب.. أمَّا المهتمُ لآخِرتهِ، الموقِنُ بما فيها، فيبني مَواقِفهُ انطِلاقاً من أنَّ الدُّنيا مَزرعةُ الآخِرةِ، وأنَّ مَتاعَها قلِيلٌ، ﴿ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ ﴾.. هذا هو الميزانُ القُرآني: ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ﴾ [القصص: 77].. فالآخِرةُ هيَ كُلٌّ شيءٍ، والدُّنيا مُجرَدُ نَصِيبٍ.. تأمَّلْ في مَوقِفِ السَّحرةِ قبلَ إيمانِهم وبَعدهُ.. فَقبلَ الإيمانِ كَانوا يَنطَلِقُونَ مِنْ مَصَالحِهِم الدُّنيَويةِ فقط: ﴿ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ ﴾ [الأعراف: 113].. وبعدَ الإيمانِ تَغيرَ الميزانُ: ﴿ قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴾ [طه: 72].. وكذلك لما خَرجَت الدُّنيا في (ثوبِ قارونَ) قالَ أصحابُ الميزانِ الدُّنيوي: ﴿ يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [القصص: 79] وقال أصحابُ الميزانِ الأُخرويِ: ﴿ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ ﴾ [القصص: 80].. والنتيجةُ: أنَّهُ متى اختلَفَ الميزانُ.. فستختلِفُ المواقِفُ.. اللهم فقِهنا في الدِّين.. واجعلنا هُداةً مُهتدِين.. _ الشيخ عبدالله محمد الطوالة. |
~,،.
سلمت الأيادي .. لروحك جنائن الورد . ~,،. |
*,
جزاك الله خير طرح يفوق الجمال كعادتك إبداع في صفحآتك يعطيك العافيه يارب وبإنتظار المزيد من هذا الفيض لقلبك السعادة والفرح ودي لك * |
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك وأسال الله لك التوفيق دائما وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة وأن يثبت الله أجرك |
جزاكم المولى خير الجزاء وجعله في ميزان أعمالك يعطيك العافية |
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
واثابكم الفردوس الاعلى من الجنه وجعل كل ما تقدمونه في موازين حسناتكم لكم مني ارق المنى وخالص التقدير والاحترام :kf1::f15::kf1: |
الساعة الآن 05:45 PM |
Powered by vBulletin Hosting By
R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع