![]() |
حياة المؤمن بين صبر وشكر
حياة المؤمن بين صبر وشكر[1]
أنواع الصبر – الصبر أساس الشكر – الرِّضا مرتبة بين الصبر والشكر – بالصبر والشكر يكمل الإيمان، وبهما معًا يبلغ المؤمن مقام الإحسان. الإيمان نصفان: فنِصْفُه صبرٌ، ونصفُه شكرٌ، ولا يكون العبد مؤمنًا حقَّ الإيمان إلا إذا كان صابرًا شاكرًا. والصبر ثلاثة أنواع لا بُدَّ منها لكل مؤمن: صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على بلاء الله، وقد كتب الله تعالى البلاء في هذه الدنيا على عباده جميعًا، فلا ينجو من بلائه غنيٌّ ولا فقيرٌ، ولا عظيمٌ ولا حقيرٌ، ولا مؤمنٌ تقيٌّ، ولا كافرٌ شقيٌّ؛ بل ربما يكون حظُّ المؤمن من البلاء أعظمَ، ونصيبه من المصائب أكبر؛ ليُكفِّر الله بها من سيِّئاته، ويُضاعف له في حسناته، ويرفع له في درجاته. والصبر بأنواعه ودرجاته هو حبس النفس المؤمنة في مرضاة الله عز وجل، وإلا فالكافر يُشارك المؤمن في الصبر، وقد يزيد عليه في صبره! ولكن شتَّان ما بين صبر المؤمن بربِّه الراضي بقضائه وقدره، الباذل نفسه في طاعته ومرضاته، وبين صبر الكافر بربِّه الجاحد بنِعَمهِ وفضله، وأين القلب الخَرِب المغمور بالظلام والكفران، من القلب الطيب المعمور بالنور والإيمان؟! وأما الشكر - وهو النصف الثاني من الإيمان - فهو من أَجَلِّ منازل المؤمنين، وأرفع درجات المُقربين، والشكر هو صرف نِعَم الله على العبد فيما خُلقت له، ولا يكون العبد شاكرًا إلا إذا كان صابرًا، فإن الصبر أساس الشكر. ودرجة الشكر فوق درجة الصبر؛ بل فوق درجة الرِّضا؛ لأن الرِّضا مندرج في الشكر ومندمج فيه؛ فلا يكون العبد شاكرًا لربِّه إلا إذا كان راضيًا عن ربِّه، مُثْنِيًا عليه بالثناء الحسن الجميل، مُوقنًا أننا لا نُحصي ثناءً عليه، سبحانه هو كما أثنى على نفسه. وبَشَّر الله الصابرين على بَلائه والرَّاضِين بقضائه بِبِشَارَتين: صَلوَاته وهي غفرانه، ورحمته وهي إحسانه، كما وعد الشاكرين بأحسن جزائه؛ وجعل شُكرهم سببًا للمزيد من فضله وحارسًا لنعمته، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾[إبراهيم: 7], وجعلهم القليل من عباده، فقال عز من قائل: ﴿ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾[سبأ: 13], وقال جل شأنه: ﴿ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ ﴾[آل عمران: 144]. وإذا كان الإيمان نصفين: نِصْفٌ منهما صبر، ونِصْفٌ منهما شكر؛ فلا شكَّ أن الوصفين مُتَلازِمان، بهما يكمل الإيمان ويتم اليقين، وبهما يصل المؤمن المُوقن إلى مقام الإحسان الذي فَسَّره خاتم النبيين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين في حديث جبريل عليه السلام فقال: ((أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ)). ذلك وحسب المؤمن الصبور الشكور أن الله جل ثناؤه سَمَّاه بِاسْمَينِ من أسمائه؛ إذ سمَّى نفسه الصبور كما سمَّى نفسه الشكور؛ بل حسبه أن الله جلَّتْ آلاؤه جعله من بين عباده هو المنتفع بآياته، فقال تعالى: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴾[لقمان: 31]. وقد بَشَّر النبيُّ صلى الله عليه وسلم المؤمنَ الصابرَ الشاكرَ بأنه لا يزال ينقلب من خير إلى خير، ومن أجر إلى أجر حتى يلقى ربَّه, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم عن صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ: ((عَجَبًا لأمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلَّا للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْرًا لَهُ)). |
جزاك الله خير
|
|
_
جَزاك الله جنّةٌ عَرضهَا السموَاتِ والأَرض وَ لا حَرمك الأجر يَارب. |
,,~
جَزآگ اللهُ خَيرَ آلجَزآءْ..، جَعَلَ يومَگ نُوراً وَسُروراً وَجَبآلاُ مِنِ آلحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحوراً.. جَعَلَهُا آلله في مُوآزيَنَ آعمآلَگ دَآمَ لَنآعَطآئُگ.. دُمْت بــِطآعَة الله ..~ |
طــرح قيم بارك الله فيك واثابك الجنه
وجعله في ميزان حسناتك |
الساعة الآن 01:53 AM |
Powered by vBulletin Hosting By
R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع