![]() |
وجودك في الحياة
وجودك في الحياة
نهى فرج الهدف الأساسي لوجودنا هو عبادة الله وطاعاته، وإقامة فرائضه، والالتزام بشرعه، ويجب علينا تجنُّب كلِّ ما أمرنا بتركه، ونهانا عنه. كيف ستكون رحلة حياتنا؟! وما نأمُل تحقيقَه؟! فهذا يختلف من شخص لآخر. قد يأتي عليك حينٌ من الزمن تتساءل: لماذا أنا موجود في الحياة؟! ما دوري؟! وما أهميتي؟! وجودُنا في الحياة يا ولدي له مغزًى، وما نقوم به في رحلة حياتِنا له أهمية، فكلما كانت لحياتك رسالةٌ وأهداف تريد تحقيقَها، شعرت بأهمية وجودك في الحياة. كيف تحدِّد مسار حياتك وتُخطِّط لأهداف تسعى نحو تحقيقِها؟! وحدَك المسؤول عن إيجاد الإجابة، وذلك من خلال اكتشاف إمكانياتك، ومواطن القوة في شخصيتك، ومعرفة قدراتك الذهنية والعقلية والعملية، وكيفية الاستفادة مِن خبراتك في الحياة، وأيضًا من خبرات الآخرين! هذا الاكتشاف وهذه المعرفة الذاتية لنفسك ولخصائصها وقدراتها - سيساعدانك في أن توجِّه نفسك وكل طاقتك نحو الطريق المناسب لك، وبالتالي توظيف مواهبك وهواياتك بشكل نافع ومثمر. عليك أيضًا معرفة ودِراية نقاط ضَعفك وعيوبك أو ما ينقصك؛ وذلك من أجل تطوير نفسك، والنهوض بها قدر المستطاع، والسعي نحو الوصول إلى الأفضل، والتكيُّف والرضا بما أراده الله سبحانه وتعالى لك. الاستفادة من خبرات الحياة؛ فعليك أن تستوعب هذه الدروس في حياتك. كذلك استمع إلى خبرات غيرك، ناقِشهم، وافهَم منهم، وتعلَّم واكتسِب خبرات جديدة، فحتمًا ستفيدك وتنفعك في حياتك. لا بد من وضع خطة ومجموعة من الخطوات لتنفيذ الخطة. الحياة يا ولدي تحتاج إلى تخطيط ودراسة، وهذا لن يمنع القدر، وإنما عليك السعي والاجتهاد، وطلب معونة الله أن يوفِّقَك. أن تكون شخصية مميزة ذات شأن، يحتاج منك إلى مجهود وصبر وتوكُّل على الله، ولا تستعجل أو تَيْئَس. لا بد من المرونة، وأن تدرك أنك قد تُغيِّر خطتك، وتبدأ في طريق جديد ومسار مختلف عمَّا رسمته وخطَّطْتَه لنفسك. الأحلام والأهداف لا بد أن تكون منطقية؛ فلا تعِشْ في عالم من الخيالات، ولا تتوقَّع أشياءَ شبه مستحيل حدوثها وتحقيقها. قد تكون الأزمات والشدائد هي ما تجعلنا نفكِّر في تغيير مجرى حياتنا، أو قد تُجبرُنا على الصعود من جديد، وعدم الاستسلام للفشل أو الهزيمة والانكسار. والأفضل يا بني أن تُخطِّطَ لحياتك مسبقًا، وألا تنتظرَ وقوع الأزمات لتفكِّر في خطة حياتك. نعم، نحن أفراد صالحون نافعون، ولنا دور مهم وفعَّال في الحياة، وهذا لن يتحقَّق إلا حين يكون لنا رسالة في الحياة، وهدفٌ كبير يَتبعه مجموعة من الأهداف الصغيرة التي نسعى نحوها. لا تَستصغر رسالتك وأهدافك، فبمجرد أن تُحقق بعض الإنجازات، وترى أحلامك حقائقَ - فهذا مؤشِّر جيد أنك قادر على استغلال إمكانياتك وقدراتك، والتقدُّم نحو خطوات ومراحل ومحطات مهمة في حياتك. قد تكون مساعدةُ الآخرين، وتقديم الدعم المعنوي والنفسي لهم - غايةً عظيمة ورسالةً شريفة، من خلال إقامة وتكوين علاقات، وحياة اجتماعية ناجحة. الاهتمام بمن حولك والاستماع إليهم، وإرشادهم نحو خطوات الصراط السليم، وتحقيق الاستقرار والأمان، والحفاظ على حياتك الأسرية - من أسمى الأهداف وأهمها. تفوُّقُك في مجال العمل، والتطوير المستمرُّ والإنجازات والنجاحات العملية والعلمية على مدار عمرك - هي استثمارات نافعة، فالعلم والعمل مِن أهم ما يكتسبه الإنسان، وفائدته عظيمة! تنمية نفسك وتطوير شخصيتك، وتعلُّم أشياء جديدة - لغة جديدة، أو تنمية هواية عندك، والاستفادة منها بشكل مثمر، وكذلك اكتساب خبرات جديدة - هَدفٌ رائعٌ. الطموح والأمل وثِقتُك بنفسك، وإيمانك بقدرتك، وبأنك قادرٌ على تحقيق إنجازات ونجاحات - سيساعدك على الوصول إلى أهدافك وتحقيقها. قد تقابل من لا يُشجِّعُك، من لا يُحفِّزُك، أو ربما مَن يقلِّل منك ومن إمكانياتك، بل مَن يراك فاشلًا وغير قادر على إنجاز أيسر الأشياء، فلا تَلتفت إلى هذه الشخصيات المُحبطة، وكن على يقين أن الله منحك قوةً وطاقةً وقدرات تُمكنك من النجاح في حياتك. قوتُك استمدَّها من الإيمان بالله وحُسن الظن به؛ فهو وحدَه القادرُ على إمدادك بالقوة والنجاح والتوفيق. الاجتهاد والسعي والعمل واجب عليك وهو دورك، أمَّا التوفيق فهو بيد الله وبقدرته العظيمة. تأمَّل حياتك وتعلَّم أن تَعرف دور وأهمية الماضي والحاضر والمستقبل، فأنت وحدَك المسؤول عن استغلال وتحقيق الاستفادة والمنفعة من هذه الأزمان والمراحل العمرية المختلفة. كيف تتمكن من النظر إلى الماضي؟ العبرة، وأنه درسٌ فائدته عظيمة - ويُشكِّل مجموعة من الخبرات المكتسبة - ونقاطُ تحولٍ ستنفعك في حاضرك ومستقبلك. كيف يمكنك الاستفادةُ مما تبقَّى من عمرك بشكل أكثر نضجًا وفاعلية؟ أن تكون خطواتُك مدروسةً بتأنٍّ وتريُّثٍ، وأكثرَ حكمةً! مسؤوليتك ودورك وحدك، وأنت قادر على تحقيق الاستفادة إنْ أردتَ، فلا تَلُمْ أحدًا أو تعاتبه، ولا تنتظر معاونةَ ونُصح وتشجيع وتحفيزَ الآخرين لك؛ لأنك قد لا تجد يدَ المعونة أمامك. دومًا اعتمِد على نفسك واستعنْ بالله العلي العظيم، وهذا لا يعني ألا تطلب معونة البشر، إنما يعني أنك قد لا تجد مَن يساعدك؛ سواء بإرادته تخلَّى عنك، أو كان الأمر فوق طاقته، فلم يتمكَّن مِن مساندتك. سيتحتَّم عليك التفكير مليًّا في مسار حياتك بعد مواجهة أزمات أو مِحن عاصفة، ولكن يُمكنك أن تخطِّط لحياتك قبل الوقوع في المصائب والشدائد. فلا تنتظر المصائب لتُعيد ترتيب حياتك والتخطيط لها، وإنما عليك معرفة وجودك وأهدافك، والسعي نحو الوصول إليها. |
طاب لي التواجد هنا
راقت لي مكنونات قلمك لك كل الشكر |
بارك الله فيك ع موضوعك القيم والمميز
وبانتظار جديدك القادم ارق التحايا لك |
أَنْتَقَآءْ مُتْرَف بِفَائِدَةٍ صِحِّيَّةٍ
سَلَّمَتْ لِرَوْعَةِ طَرْحِكَ اَلْمُخْمَلِيِّ . . دَامَتْ أَنْفَاسُ عَطَائِكَ . . |
تسلم الأيادي على ما قدمت ننتظر جديدك بكل شوق تقبل مني أعطر التحايا سمأأأأأرا |
طرح راقي
شكرا على هذا الموضوع الرائع والجميل لاحرمنا الله من تجدد مواضيعك يعطيك الف عافيه مودتي |
الساعة الآن 07:50 PM |
Powered by vBulletin Hosting By
R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع