منتدى رواية عشق

منتدى رواية عشق (https://r-eshq.com/vb/index.php)
-   ۩ الرّسُول والصَّحابة الكِرام ۩ (https://r-eshq.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   الفرق بين أفلا تسمعون و أفلا تبصرون في سورة القصص (https://r-eshq.com/vb/showthread.php?t=235832)

мя Зάмояч 07-24-2023 11:59 AM

الفرق بين أفلا تسمعون و أفلا تبصرون في سورة القصص
 
أولاً :

الآيات المقصودة في السؤال هي الآيات/71-72 من سورة القصص ، حيث يقول الله عز وجل : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ . قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ )

ولبيان المعنى العام لهذه الآيات ننقل أقوال أهل التفسير :

يقول ابن كثير رحمه الله :

" يقول تعالى ممتنًا على عباده بما سخر لهم من الليل والنهار اللذين لا قوَامَ لهم بدونهما ، وبين أنه لو جعلَ الليلَ دائمًا عليهم سرمدًا إلى يوم القيامة لأضرّ ذلك بهم ، ولسئمته النفوس وانحصرت منه ، ولهذا قال تعالى : ( مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ ) أي : تبصرون به وتستأنسون بسببه ، ( أَفَلا تَسْمَعُونَ ) . ثم أخبر أنه لو جعل النهار سرمدًا دائمًا مستمرًّا إلى يوم القيامة لأضرَّ ذلك بهم ، ولتعبت الأبدان ، وكلَّت من كثرة الحركات والأشغال ؛ ولهذا قال : ( مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ ) أي : تستريحون من حركاتكم وأشغالكم ( أَفَلا تُبْصِرُونَ ) " انتهى.

" تفسير القرآن العظيم " (6/252)

ويقول ابن جرير الطبري رحمه الله :

" ( أَفَلا تَسْمَعُونَ ) يقول : أفلا ترعون ذلك سمعكم وتفكرون فيه فتتعظون ، وتعلمون أن ربكم هو الذي يأتي بالليل ويذهب بالنهار إذا شاء ، وإذا شاء أتى بالنهار وذهب بالليل ، فينعم باختلافهما كذلك عليكم .

( أَفَلا تُبْصِرُونَ ) يقول : أفلا ترون بأبصاركم اختلاف الليل والنهار عليكم ؛ رحمة من الله لكم ، وحجة منه عليكم ، فتعلموا بذلك أن العبادة لا تصلح إلا لمن أنعم عليكم بذلك دون غيره ، ولمن له القدرة التي خالف بها بين ذلك " انتهى.

" جامع البيان " (19/612-613)

ثانياً :

وفي بيان الحكمة في ختم الآية الأولى بقوله عز وجل : ( أفلا تسمعون ) ، والثانية بقوله تعالى : ( أفلا تبصرون ) قولان لأهل العلم :

القول الأول :

أن الآية الأولى ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ ) إنما تتحدث عن " الليل " ، والتفكر في شأنه ، وأن من نعم الله على البشر أن جعله مؤقتاً وليس دائماً ، والحديث عن " الليل " يناسبه ختم الآية بقوله : ( أفلا تسمعون )، فإن حاسة البصر تضعف فيه ، وتبقى حاسة السمع أكثر فاعلية ، فكان ختم الآية بالدعوة إلى الاعتبار من خلال السماع أنسب من غيرها من أدوات الاعتبار .

وأما حين تحدث عز وجل في الآية الثانية عن نعمة " النهار " ، فقال سبحانه ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ) ناسب أن يختمها بالدعوة إلى التبصر في نعمة الله عز وجل ، فالنهار يناسبه الإبصار ، والليل يناسبه السمع .

يقول ابن القيم رحمه الله :

" خص سبحانه النهار بذكر البصر لأنه محله ، وفيه سلطان البصر وتصرفه ، وخص الليل بذكر السمع لأن سلطان السمع يكون بالليل ، وتسمع فيه الحيوانات ما لا تسمع في النهار ؛ لأنه وقت هدوء الأصوات ، وخمود الحركات ، وقوة سلطان السمع ، وضعف سلطان البصر ، والنهار بالعكس ، فيه قوة سلطان البصر ، وضعف سلطان السمع "

انتهى من " مفتاح دار السعادة " (1/208).

ويقول العلامة زكريا الأنصاري رحمه الله :

" ختم آية الليلِ بقوله : ( أفلا تسمعون ) ، وآية النهارِ بقوله : ( أفلا تُبصرون ) لمناسبة الليل المظلم الساكن للسَّماع ، ومناسبة النهار النيِّر للِإبصار "

انتهى من " فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن " (ص/261) ترقيم الشاملة.

ويقول العلامة السعدي رحمه الله :

" وقال في الليل : ( أَفَلا تَسْمَعُونَ ) ، وفي النهار : ( أَفَلا تُبْصِرُونَ )؛ لأن سلطان السمع أبلغ في الليل من سلطان البصر ، وعكسه النهار " انتهى من " تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان " (ص/623).

القول الثاني :

ما قرره الزمخشري - وتبعه عليه بعض المفسرين ممن اعتمد عليه في كشافه - حيث يقول:

" قرن بالضياء ( أَفَلاَ تَسْمَعُونَ ) لأنّ السمع يدرك ما لا يدركه البصر من ذكر منافعه ، ووصف فوائده .

وقرن بالليل ( أَفلاَ تُبْصِرُونَ ) لأنّ غيرك يبصر من منفعة الظلام ما تبصره أنت من السكون ونحوه " انتهى.

" الكشاف عن حقائق التنزيل " (3/433) .

وقد توسع الألوسي رحمه الله في " روح المعاني " (20/107-108) في بيان أوجه أخرى دقيقة يمكن أن تقال في بيان الفرق بين الخاتمتين .

بسمة فجر 07-24-2023 12:06 PM

بارك الله فيك ع موضوعك القيم والمميز
وبانتظار جديدك القادم
ارق التحايا لك

البرنس مديح آل قطب 07-24-2023 04:33 PM




https://gulfsup.com/d912ffx.gif





https://up6.cc/2023/07/168855024302441.gifhttps://up6.cc/2023/07/168855024302441.gifhttps://up6.cc/2023/07/168855024302441.gif
https://up6.cc/2023/07/168855024302441.gif
https://up6.cc/2023/07/168855024302441.gif
https://up6.cc/2023/07/168855024302441.gif

من قلب محب للجميع
جزاكم الله خير الجزاء
لروعة الموضوع الأسلامي المميز
كل الشكر والتقدير لكم
حقا وصدقا تكمن الروعة
في طرحكم الراقي
ننتظر كل جديد لكم
لروحك باقات جلاديالياس
يسلمواااااااااااااااااااااااااا
http://www.hamsatq.com/kleeja/upload...6321811931.gif
https://up6.cc/2023/07/168855013071791.gif
القيصر العاشق
البــ https://up6.cc/2023/07/168855024302441.gif مديح ال قطب https://up6.cc/2023/07/168855024302441.gif ـــرنس
https://www.gulfupp.com/do.php?img=56776



نور القمر 07-24-2023 08:52 PM


عُطِآءَ مُتوآصِلَ آخُآذِ . .
وفُيضِ آخُرَ مَِن المُعّرفةِ والفُآئِدةَ
شُكرِ مُمَِتِددِ

احمد حماد 07-24-2023 08:53 PM

https://www.raed.net/img?id=278029

حاء 07-25-2023 03:27 AM

-


جزاك الله خيرًا
جعله الله في ميزان حسناتك
و شكرًا على طرحك المُفيد :x37:
و لا حرمنا الله من جديدك الرائع
و الله يعطيك الف عافيه
لك :f15:


الساعة الآن 02:55 PM

Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع