منتدى رواية عشق

منتدى رواية عشق (https://r-eshq.com/vb/index.php)
-   ۩ الرّسُول والصَّحابة الكِرام ۩ (https://r-eshq.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   شرح حديث عبدالله بن عمرو: "إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم" (https://r-eshq.com/vb/showthread.php?t=246450)

Şøķåŕą 11-17-2023 07:13 PM

شرح حديث عبدالله بن عمرو: "إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم"
 
شرح حديث عبدالله بن عمرو:
"إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم"



عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فنزلنا منزلًا، فمنا من يصلح خباءه، ومنا من ينتضل، ومنا من هو في جَشَرِه، إذا نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاةَ جامعةً. فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((إنه لم يكن نبيٌّ قبلي إلا كان حقًّا عليه أن يدلَّ أمَّتَه على خير ما يعلمه لهم، ويُنذِرَهم شرَّ ما يعلمه لهم، وإن أُمَّتَكم هذه جُعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاءٌ وأمور تنكرونها، وتجيء فتنٌ يرقِّق بعضها بعضًا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه، فمن أحَبَّ أن يُزحزَح عن النار، ويدخل الجنة، فلتأتِه منيَّتُه وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأتِ إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه.



ومن بايَعَ إمامًا فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه، فاضربوا عنق الآخر))؛ رواه مسلم.



قوله: ((ينتضل))؛ أي: يسابق بالرمي بالنبل والنشاب، ((والجَشَر)) بفتح الجيم والشين المعجمة وبالراء: وهي الدواب التي ترعى وتبيت مكانها. وقوله: ((يرقِّق بعضها بعضًا))؛ أي: يصير بعضها رقيقًا؛ أي خفيفًا لعِظَمِ ما بعده، فالثاني يرقق الأول، وقيل: معناه: يشوق بعضها إلى بعض بتحسينها وتسويلها، وقيل: يشبه بعضها بعضًا.




قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:

هذا الحديث الذي ذكره المؤلف رحمه الله في كتاب رياض الصالحين في باب وجوب طاعة ولاة الأمور. وعن ابن عمرو رضي الله عنهما قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلًا، فنزل الناس فتفرَّقوا، منهم من كان يصلح خباءه، ومنهم من ينتضل، ومنهم من هو في جَشَرِه. كالعادة أن الناس إذا نزلوا وهم سفر كلٌّ يشتغل بما يرى أنه لا بد من الاشتغال فيه.



فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الصلاة جامعة، وهذا النداء ينادى به لصلاة الكسوف، وينادى به إذا أراد الإمام أو الأمير أن يجتمع بالناس، بدلًا من أن يقول: يا أيها الناس هلموا إلى المكان الفلاني، يقول: الصلاة جامعة؛ حتى يجتمع الناس.



فاجتمع الناس، فخطبهم النبي عليه الصلاة والسلام، وأخبرهم أنه ما نبي بعثه الله إلا دلَّ أمَّتَه على خيرِ ما يعلمه لهم، وأنذَرَهم عن شر ما يعلمه لهم؛ كل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كان منهم النصيحة لأقوامهم، يعلِّمونهم الخير ويدلُّونهم عليه ويحثُّونهم عليه، ويبيِّنون الشر ويحذرونهم منه.



وهكذا يجب على أهل العلم وطلبة العلم أن يبيِّنوا للناس الخير ويحثوهم عليه، ويبيِّنوا الشر ويحذروهم منه؛ لأن علماء هذه الأمَّة ورثةُ الأنبياء، فإن النبيَّ صلى الله عليه وسلم ليس بعده نبيٌّ، خُتمت النبوة به، فلم يبق إلا العلماءُ الذي يَتلقَّون شرعه ودينه، فيجب عليهم ما يحب على الأنبياء من بيان الخير والحث عليه ودلالة الناس إليه، وبيان الشرِّ والتحذير منه.



ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمَّةَ - يعني أمة محمد - جعل الله عافيتها في أولها، يعني أن أول الأمة في عافية ليس فيها فتنٌ، ففي عهد النبي عليه الصلاة والسلام لم تكن هناك فتن، وكذلك في عهد أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.



وحين قُتِل عمرُ رضي الله عنه، قتَلَه غلام المغيرة؛ غلام يقال له: أبو لؤلؤة، وهو مجوسي خبيث، كان في قلبه غلٌّ على أمير المؤمنين عمرَ، فلما تقدَّم لصلاة الصبح ضربه بخنجر له رأسان، وقيل: إنه كان مسمومًا، فضربه حتى قدَّ بطنَه رضي الله عنه، وحُمل فبقي ثلاثة أيام ثم مات رضي الله عنه.



ثم إن هذا الرجل الخبيث هرَب، فلحقه الناس فقتَل ثلاثة عشر رجلًا؛ لأن الخنجر الذي معه مقبضه في الوسط وله رأسان، فهو يضرب الناس يمينًا وشمالًا، حتى ألقى عليه أحد الصحابة بساطًا فغمه فقتَل نفسَه والعياذ بالله.



ومن هذا الوقت بدأت الفتنة ترفع رأسها، وأخبر النبيُّ عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث أنه تأتي فتن يرقِّق بعضها بعضًا؛ أي: إن بعضها يجعل ما قبله رقيقًا وسهلًا؛ لأن الثانية أعظم من الأولى، كل واحدة أعظم من الأخرى فترقِّق ما قبلها؛ ولهذا قال: ((يرقِّق بعضها بعضًا))، فتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي؛ لأنه يستعظمها عند بداية إتيانها، فيقول: من هنا نَهلِكُ.



ثم تأتي الأخرى فترقِّق الأولى وتكون الأولى سهلة بالنسبة إليها، فيقول المؤمن: هذه هذه، يعني هذه التي فيها البلاء كلُّ البلاء، ولكن نسأل الله أن يعيذنا من الفتن، ولكن المؤمن يصبر ويحتسب ويلجأ إلى الله عز وجل، ويستعيذ بالله من الفتنة، وفي كل صلاة يقول: ((أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال)).



ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((فمن أحَبَّ أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتأتِه منيتُه وهو يؤمن بالله واليوم الآخر))، نسأل الله أن يميتنا وإياكم على ذلك؛ من كان يحب أن يُزحزَح عن النار ويدخل الجنة - وكلنا يحبُّ أن يُزحزَح عن النار ينجو منها ويدخل الجنة - فلتأتِه منيتُه وهو يؤمن بالله واليوم الآخر.



((وليأتِ إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه)) يعني يعامل الناس بما يحبُّ أن يعاملوه به، فينصح للناس كما ينصح لنفسه، ويكره للناس ما يكره لنفسه، فيكون هذا قائمًا بحق الله، مؤمنًا بالله واليوم الآخر، وقائمًا بحق الناس، لا يعامل الناس إلا بما يحب أن يعاملوه به، فلا يكذب عليهم، ولا يغشهم، ولا يخدعهم، ولا يحب لهم الشر، يعني يعامل الناس بما يحب أن يعاملوه به، فإذا جاء يسأل مثلًا: هل هذا حرام أم حلال؟ قلنا له: هل تحب أن يعاملك الناس بهذا؟ إذا قال: لا، قلنا له: اتركه سواء كان حلالًا أم حرامًا، ما دمت لا تحب أن يعاملك الناسُ به فلا تعامل الناسَ به، واجعل هذا ميزانًا بينك وبين الناس في معاملتهم؛ لا تأتِ الناس إلا ما تحب أن يؤتى إليك؛ فتعاملهم باللطف كما تحب أن يعاملوك باللطف واللين، بحسن الكلام، بحسن المنطق، بالبيان باليسر، كما تحب أن يفعلوا بك هذا، هذا الذي يُزحزَح عن النار ويدخل الجنة.



نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم منهم.

خاطري آضمـڪ 11-17-2023 07:26 PM

رووووعة
سَلِمَت الآنـَامل لِهَذَا الْجَمَال المَنثُور ..
كُلّ الشُّكْر وَالتَّقْدِير:s_6::ho12:

حسان 11-17-2023 07:34 PM

بارك الله فيك
وفي طرحك القيم
جزاك الله خيرا

الدكتور على حسن 11-17-2023 07:37 PM


https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...f1f948f715.gif
الرائعة والجميلة والمتألقة الاستاذة
:rose::rose: سكـــره :rose::rose:
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
على روعة ما قدمت لنـــا
من موضوع اكثر من رائع
ربنا يبارك فيك ويسعدك ويكتب لك
كل الخير فى كل ما لمست يداك
وخطت قدمــاك
يااااااااااااااااارب
لك كل تحياتى وتقديرى وحبى
الدكتــور علــى
https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...f1f948f715.gif

عاشق الغيم 11-17-2023 09:16 PM

جزاك الله كل خير
وجعله الله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الله الاجر
دمت بحفظ الرحمن

мя Зάмояч 11-17-2023 11:18 PM

جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك


الساعة الآن 03:03 PM

Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع