منتدى رواية عشق - تشكيليون وتشكيليات يتحدثون لـ "سيدتي" عن مشاركتهم في معرض تراث العلا الحضاري بصالة جسفت

افتتحت الجمعية السعودية للفنون التشكيلية "جسفت"، على شرف الفنان التشكيلي إبراهيم الفصام، معرض "تراث العلا الحضاري" بصالة جسفت للفنون التشكيلية في الرياض، العاصمة السعودية.
ويشارك في الحدث، الذي يقام على مدى أربعة أيامٍ، فنانون وفنانات تشكيليون، حيث يستعرضون عدداً من لوحاتهم.
"سيدتي" تجوَّلت في المعرض، والتقت عدداً من المشاركين فيه للحديث عن أعمالهم.
مشاركة 15 فناناً وفنانة
بدايةً، تحدَّثت منظِّمة المعرض الفنانة التشكيلية ريم النخيش عن لوحاتها التي تشارك بها في الملتقى بالقول: "أشارك في المعرض بمجموعة تراث العلا التي تدور حول النقوش والصخور والمنازل الحجرية في المنطقة".
وبيَّنت أن 15 فناناً وفنانةً تشكيليين من مختلف المناطق السعودية يشاركون في الحدث الفني الثقافي.
القصر الفريد
وأبدى الفنان التشكيلي عبدالعزيز الطاهر سعادته بالوجود في "تراث العلا" الحضاري، لافتاً إلى أنه يشارك في المعرض بلوحاتٍ، استوحى أغلبها من المناطق السعودية، وترمز إلى التراثيات.
وحول أعماله في المعرض، قال: "رسمت القصر الفريد في منطقة العلا، ولدي أعمالٌ تراثيةٌ أخرى مثل جبل الفيل، وجبال طويق، ومعالمُ من مناطقَ سعوديةٍ مختلفةٍ". مضيفاً: "هذه رسالةٌ لكل فنانٍ بأن تكون رسوماته قريبةً من بيئته، وأن يستعرض حضارة بلاده وتراثها، وينقلها للعالم عبر لوحاته التشكيلية".

قطع خشبية
الفنانة التشكيلية منيرة السليم، مديرة شؤون الشباب في الجمعية السعودية للفنون التشكيلية "جسفت"، عبَّرت عن فخرها بوصفها ابنةً للسعودية لتجسيد تراث وحضارة بلادها في هذا المعرض، وذكرت: "مشاركتي عبارةٌ عن لوحةٍ من قطعٍ خشبيةٍ، حفرت بها شخصية الرجل الثمودي، إذ كان سابقاً يحفر على الصخور، واليوم قمت بذلك على الخشب، فهذا جزءٌ من طبيعتنا وتراثنا حيث نستخدم الخشب في صناعة النوافذ والأبواب والأثاث، كما جسَّدت الجمل الذي كان وسيلة نقلٍ في الماضي، إلى جانب رموزٍ مختلفةٍ من بلادنا".
وعن رسالتها من أعمالها، قالت السليم: "أحرص بوصفي فنانةً تشكيليةً على تقديم رسالةٍ لأجيالنا الجديدة، ووضع بصمةٍ ثابتةٍ بالحفاظ على التراث في ديكور منازلنا وفنادقنا ومبانينا". مشيرةً إلى أن "هذه اللوحة يمكن تكبيرها لتأخذ مساحةً أوسع، وتحويلها إلى جداريةٍ"، مؤكدةً أنها فخورةٌ بالثراء الثقافي والحضاري للمملكة العربية السعودية، واستفادتها من ذلك بتقديم أعمالٍ من وحي هذه الحضارة.

التراث الحضاري
وأفادت عائشة الفضلي، متخصِّصةٌ بمجال النقد والتذوق الفني في الفن السعودي المعاصر، بأن لوحتها تتحدَّث عن التراث الحضاري لبلادها، وقالت: "تتكوَّن لوحتي من معالمَ أثريةٍ، تتَّحد بأسلوبٍ تجريدي مبسَّطٍ، وتشتمل على عناصر مختزلةٍ فيها، وقد فضَّلت الأسلوب التجريدي على الواقعي، مع اعتماد البساطة فيها لإيصال الفكرة بسهولة، واخترت اللون الأزرق للسماء، والبني للحديث عن الجبال".
وعن مشاركتها في المعرض ذكرت: "سعيدةٌ بالمشاركة في هذا الحدث المهم مع عددٍ من زملائي وزميلاتي".

خط المسند
كذلك عبَّر الفنان التشكيلي عبدالله المحيا عن سعادته بالمشاركة في المعرض، لافتاً إلى أنه يقدِّم في الملتقى ثلاث لوحاتٍ، تتحدَّث عن خط المسند الموجود منذ 5000 عامٍ، وقال: "حاولت أن أعرض من خلال لوحاتي الحروف، ليتسنَّى للمتلقي معرفة الخطوط عن طريق خط المسند، واعتمدت في أعمالي الأسلوب التجريدي للحديث عن هذا التراث الذي يمتدُّ 5000 عامٍ".

التعريف بحضارتنا وتراثنا
وأخيراً ذكر الفنان التشكيلي علي الشريف، أنه حرص على المشاركة في المعرض للتعريف بالتراث والحضارة السعودية، وفق ما تستهدفه رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وقال: "أستعرض في أعمالي ستة قصورٍ من العلا من أصل 19 قصراً، واستخدمت فيها موادّ خاصة وقوية من ابتكاري، لتبقى أكثر من 100 ألف عامٍ، وتطَّلع عليها الأجيال القادمة، وتوضع في متاحف تابعةٍ للدولة سواءً في العلا، أو الدرعية، إذ أعددتها ونفذتها لتكون أقوى من ناحية التصميم، ومن الناحية التقنية، والأداء الفني، وأن تتفوَّق على الآشورية والفرعونية، وتكون بمنزلة متاحفَ معاصرةٍ، اعتماداً على ما درسته قبل 35 عاماً في السعودية وخارجها".
وحول هدفه من هذه المشاركة، أجاب الشريف: "الفنان التشكيلي يشارك في المعارض بغرض تعريف أبناء المجتمع والسياح والقادمين إلى البلاد على آثارها وحضارتها وتراثها، كما أعدُّ مشاركتي هذه رسالةً إلى مجتمعي بأنني فخورٌ بما قدمناه وسنقدمه".