|
كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون | الآية 33 من سورة يونس
تدبر الآية: كذلك حقت كلمت ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون
لا تنفعُ الحُججُ البيِّناتُ مَن أغلق دونَها عقلَه وقلبَه، وسبق في علم الله الأزلي شقاؤه وضلالُه. » تفسير الوسيط: تفسير الآية ثم بين- سبحانه - سنة من سننه التي لا تتخلف ولا تتبدل، فقال-تبارك وتعالى-:كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ. والكاف للتشبيه بمعنى مثل. وحقت بمعنى وجبت وثبتت. والمراد بالكلمة هنا: حكمه وقضاؤه- سبحانه -. والمعنى: مثل ما ثبت أن الله-تبارك وتعالى- هو الرب الحق، وأنه ليس بعد الحق إلا الضلال، ثبت- أيضا- الحكم والقضاء منه- سبحانه - على الذين فسقوا عن أمره، وعموا وصموا عن الحق، أنهم لا يؤمنون به، لأنهم إن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا، وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا. فالمراد بالفسق هنا: التمرد في الكفر، والسير فيه إلى أقصى حدوده. ثم ساق- سبحانه - أنواعا أخرى من الأدلة على وحدانية الله-تبارك وتعالى- وقدرته. فقال: » تفسير القرطبي: مضمون الآية قوله تعالى كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنونقوله تعالى كذلك حقت كلمة ربك أي حكمه وقضاؤه وعلمه السابق . على الذين فسقوا أي خرجوا عن الطاعة وكفروا وكذبوا . أنهم لا يؤمنون أي لا يصدقون . وفي هذا أوفى دليل على القدرية . وقرأ نافع وابن عامر هنا وفي آخرها " كذلك حقت كلمات ربك " وفي سورة غافر بالجمع في الثلاثة . الباقون بالإفراد و " أن " في موضع نصب ; أي بأنهم أو لأنهم . قال الزجاج : ويجوز أن تكون في موضع رفع على البدل من " كلمات " . قال الفراء : يجوز " إنهم " بالكسر على الاستئناف . |
|