![]() |
نتيجة المعاصي واثار الذنوب
(بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) يعني أنّهم أَسْرَفُوا على أنفسهم حتى أحاطت بهم خطيئتُهم، وغطّت قلوبهم، فأصبحوا لا يَفْقَهون حديثًا، ولا يُنكرون منكرًا، ولا يَعْرِفُون معروفًا، وهذه النتيجةُ الحتميةُ للذنوب، إذا لم يُقلِع الإنسانُ عنها. وتسبق هذه النتيجة مقدّمات تدلّ عليها، إنْ لم يتدارك الإنسانُ نفَسه بتوبةٍ نصوح. ومن هذه المقدمات: 1- حرمان العلم، ولذا لما جلس الإمام الشافعي أمام أستاذه الإمامِ مالكٍ - رضي الله عنهما - : قال له مالكٌ : إني أرى اللهَ قذفَ في قلبك نورًا، فلا تُطْفِئْه بظلمةِ المعاصي . وقال الشافعيّ رضي الله عنه : شكوتُ إلى وكيعٍ سوء حفظي فأرشدني إلى تركِ المعاصي وأخبرني بأنّ العلمَ نورٌ .. ونورُ الله لا يُهْدَى لعاصي . 2- حرمان الرزق، ( إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17) وَلاَ يَسْتَثْنُونَ (18) فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ) [القلم: 17- 33]. (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ [الأعراف:96] ولكنهم ما آمنوا وما اهتدوا فأغلق الله عليهم أبواب البركات وحرمهم الخيرات 3- حرمان الطّاعة، ولو لم يكنْ للذنب من مضرّة غير أنّه ضيّع وقتًا كان يُمكنُ أن يستغلّ في الطاعة، لكان ذلك كافيًا في الزجر عن المعاصي. ومنها: أنّ الذنوب يجرّ بعضُها بعضًا، فهي كالعِقْدِ المنظوم، إذا انقطعَ سِلْكُه اتفرط كلّه، ولذلك قيل: مِنْ عُقوبةِ السّيئةِ السيئةُ بعدَها، ومن ثوابِ الحسنةِ الحسنةُ بعدها. 4- تعسير الأمور، فلا يسلك العاصي طريقًا إلا عُسِّر عليه، ولا يأتي بابًا إلا أُغلق دونه،وذلك كما أنّ الطاعة تُيسّر الأمور . قال تعالى ( وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ) [الطلاق: 4]، فمن لم يتق الله جعل له من أمره عُسْرًا. 5- وحشةٌ يجدها العاصي في قلبه من الله، ومِن الناس، ومِن الأهلِ والأقاربِ، بل يجدها مِنْ نفسِه، فلا يجدُ أُنسًا أبدًا. فهذه المضارّ كلها مقدّماتٌ لهذا الخطر العظيم الران، فإن تدارك اللهُ العبدَ برحمته تاب عليه، وإلا رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ قال النبي - صل الله عليه وسلم -: ( إن العبدَ إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه، وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه، وهو الران الذي ذكره الله في كتابه: (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) |
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك وأسال الله لك التوفيق دائما وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة وأن يثبت الله أجرك |
شكرا لكم
على مروركم الطيب دمتم بــسعاادة لاتنتهى |
شُكرًا على جمـال طرحك المميز
لا حرمنا الله من إبداعك المُستمر و الله يعطيكِ الف عافيه . |
شكرا لكم
على مروركم الطيب دمتم بــسعاادة لاتنتهى |
جزآك الله خير
وبآرك الله فيك على الطَرح القيم وجعله في ميزان حسناتك تحياتي وتقديري |
الساعة الآن 07:41 AM |
Powered by vBulletin Hosting By
R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع