أحلام اليقظة هي سلوك يقضي فيه الشخص قدرًا مفرطًا من الوقت في الأحلام، وغالبًا ما ينغمس في خياله، وهذا السلوك هو عادة آلية للتكيف لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية مثل القلق والتوتر، فى هذا التقرير نتعرف على أسباب أحلام اليقظة ومتى تكون ضارة لصاحبها.

وبحسب موقع كليفلاند كلينيك فإن أحلام اليقظة هي مشكلة تؤثر على عقلك.

عقلك هو مزيج فريد من الذكريات والتجارب والأفكار والمعتقدات والعواطف التي تمتلكها أنت فقط.

عقلك ودماغك ليسا نفس الشيء. دماغك هو الجزء المادي من جسمك الذي يولد كل العناصر المذكورة أعلاه التي تشكل عقلك.

لكن الخبراء يشتبهون أيضًا في أن أحلام اليقظة قد تحدث بسبب اختلافات في دماغك لا يعاني منها الأشخاص الآخرون.

ومن أكثر الفئات التى تعانى من أحلام اليقظة، الأشخاص المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، حيث يعانى هؤلاء الأشخاص من اختلافات صغيرة، في حجم أجزاء معينة من أدمغتهم.

وعادةً ما تكون هذه المناطق هي تلك التي تتحكم في الوظائف التنفيذية مثل اتخاذ القرار والتخطيط والدافع الذاتي.

يبدو أن الأشخاص الذين يعانون من أحلام اليقظة يعانون أيضًا من مشاكل في الخلل التنفيذي، وهذا هو السبب وراء وجود الكثير من التداخل بين أحلام اليقظة غير التكيفية واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

كما يعانون أيضًا من مشاكل مماثلة في التحكم بعواطفهم، وهذا يعني أن الأشخاص الذين يعانون من أحلام اليقظة قد يكونون أيضًا أكثر عرضة لوجود اختلافات مماثلة في أدمغتهم.

أحلام اليقظة هي حالة تدور فيها جميع الأعراض حول أحلام اليقظة نفسها، تميل الأعراض إلى الانقسام إلى فئتين: سلوك أحلام اليقظة وكيف يشعر الشخص تجاه أحلام اليقظة.

-الشدة: أحلام اليقظة شديدة الوضوح والتفصيل، أكثر بكثير من الأحلام العادية.

-التعقيد: غالبًا ما تكون لهذه الأحلام حبكات معقدة، ويتخيل العديد من الأشخاص شخصيات بشكل متكرر، تمامًا مثل الشخصيات في البرامج التلفزيونية.

-المدة: يمكن للأشخاص الذين يحلمون بهذه الطريقة أن يفعلوا ذلك لفترات طويلة، حتى ساعات في المرة الواحدة.

-القصد: يمكن للأشخاص الذين يفعلون هذا كثيرًا أن يبدأوا في أحلام اليقظة عمدًا، وهم يفعلون ذلك بالفعل.

-الانفصال عما يحدث حولهم: يمكن للأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة أن يحلموا يقظة بقوة لدرجة أنهم ينفصلون عن العالم من حولهم، وهذا يشبه الانفصال، وهو آلية دفاع أو تكيف للأشخاص الذين يعانون من قلق شديد أو اكتئاب أو تاريخ من الإساءة أو الصدمات.

لا يعرف الخبراء على وجه التحديد السبب وراء حدوث أحلام اليقظة، ومع ذلك، فإنهم يشكون في حدوثها لأن أحلام اليقظة غير التكيفية يمكن أن تكون آلية للتكيف مع مشاكل مثل القلق والاكتئاب وغيرها من حالات الصحة العقلية.

يمكن للأطباء علاجها من خلال التعامل مع الحالة بناءً على أوجه التشابه بينها وبين الحالات ذات الصلة.

العلاج الرئيسي للأحلام اليقظة غير التكيفية هو العلاج النفسي. العلاج السلوكي المعرفي هو أحد أكثر أنواع العلاج شيوعًا لحالات مثل اضطراب الوسواس القهري والقلق والاكتئاب.

يمكن أن يساعد نهج العلاج السلوكي المعرفي أيضًا الأشخاص الذين يعانون من أحلام اليقظة غير التكيفية على فهم سبب قيامهم بذلك وما يمكنهم فعله لإدارتها. قد تقدم أشكال أخرى من العلاج النفسي بعض الفوائد أيضًا.

نظرًا لأن العديد من الأشخاص الذين يعانون من أحلام اليقظة غير التكيفية يعانون أيضًا من حالات مرتبطة بها مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فقد يساعد علاج الحالات المرتبطة بها أيضًا. يعتمد نوع الدواء الذي قد تتناوله بشكل كبير على الحالة المرتبطة بها.

من جانبه قال الدكتور محمد محمود حمودة، مدرس واستشارى الطب النفسي فى كلية الطب جامعة الأزهر، أن أحلام اليقظة تحدث عندما يشعر الشخص بالتوتر والقلق، حيث يعمل الجهاز العصبى السمبثاوى ، ولكى يهدأ العقل يبدأ فى تشغيل الجهاز العصبى الجاراسمبثاوى فيبدأ الشخص يهدأ ويجد نفسه فى أحلام يقظة قد تستمر لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات.

وأوضح أنه إذا أثرت أحلام اليقظة على حياتك وسببت خلل وظيفي واجتماعى، فهذا يعنى أنها تحولت لسلوك ادماني يحتاج علاج نفسى من طبيب.