منتدى رواية عشق

منتدى رواية عشق (https://r-eshq.com/vb/index.php)
-   ✬ الحيَاة الزوجِية والبَيت السّعيـد ✬ (https://r-eshq.com/vb/forumdisplay.php?f=22)
-   -   «نسائم» (الأمُّ) سرُّ الحياةِ (https://r-eshq.com/vb/showthread.php?t=276101)

الدكتور على حسن 03-25-2025 01:39 AM

«نسائم» (الأمُّ) سرُّ الحياةِ
 
ستظلُّ «الأمُّ» سرَّ الحياةِ، وقلبَ الوجودِ، والكنزَ الإنسانيَّ الذى يحملُ ديمومةَ الحياةِ، إنْ فطنتِ الحياةُ بكلِّ أنساقِها لِبِرِّها الذى أقرَّه وأوصى به إسلامُنا الحنيفُ، بتعاليمِه الساميةِ العادلةِ المُقسطةِ، والتى تُجافى ذلك التقليدَ القاصرَ الذى يقفُ عند يومٍ يتيمٍ واحدٍ فى العامِ كاملًا للاحتفالِ بها فى الحادى والعشرين من شهرِ مارسَ (لتكريمِ الأمِّ) سرِّ الوجودِ البشريِّ، والتغنِّى بـ (آنا جارفيس) الأمريكيةِ التى احتفلتْ لأولِ مرةٍ بعيدِ الأمِّ عامَ 1908م؛ ذكرى رحيلِ والدتِها، وإنْ تغافلتْ محاولاتُ (جوليا وارد) لإنشاءِ عيدِ الأمِّ فى عامِ 1870م.

لكنَّ العاقلَ المُنصفَ يرى أنَّ كلَّ هذه المحاولاتِ الغربيةِ ما هى إلا بضاعتُنا التى أفسدوا وجهَها البهيَّ المشرقَ؛ هذا الوجهَ الرحيمَ الحنونَ المشرقَ الذى خلعتْه حضارةُ (اقرأ) على (الأمِّ) منذُ ما يقربُ من خمسةَ عشرَ قرنًا من الزمانِ، حينما أوصى اللهُ ببرِّها فى قولِه تعالي: «وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِى عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِى وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ» سورة لقمان: (14)، لتكونَ الأمُّ مَحلَّ البِرِّ والإكرامِ، ورَمْزَ التَّضحيةِ والفِداءِ، والطُّهْرِ والنَّقاءِ، بل الأصلَ الَّذى يَشرُفُ به الولَدُ، وأحقَّ الناسِ بصُحبتِه، كما أوصى الحبيبُ المصطفى (صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ) بالأمِّ، وأنها أولى الناسِ بحُسنِ المُعاملةِ وطِيبِ المُعاشَرةِ ما دامتِ الحياةُ، ولعلَّ ذلك لكثرةِ أفضالِها على ولدِها، وكثرةِ ما تحمَّلَتْه من المتاعبِ الجِسميةِ والنَّفسيَّةِ فى أثناءَ حمْلِها به، ووضْعِها وإرضاعِها له، وخِدمتِها وشَفقتِها عليه.
إنها الأمُّ؛ العطاءُ/ التضحيةُ/ الحنانُ/ البذلُ/ أصلُ وجودِنا فى هذه الحياةِ التى يجبُ علينا أنْ نحتفيَ بها طوالَ العمرِ؛ وليس فى يومٍ واحدٍ نتغنَّى فيه بأفضالِها ومكانتِها، وسرعانَ ما نعودُ لننشغلَ بدُنيانا عن جنَّتِها فى بِرِّها المُقدَّمِ على الجِهادِ فى سبيلِ اللهِ، مع ما للجِهادِ فى سبيلِ اللهِ بكلِّ أنواعِه من فضلٍ عظيمٍ، وثوابٍ كبيرٍ، وهذا من عظيمِ حقِّ الأمِّ.
وعليه فلا مانعَ من الاحتفالِ بهذا اليومِ إحياءً ونشرًا وتذكيرًا بقيمةِ البِرِّ بالأمِّ، بل الوالدينِ كليهما، لاسيَّما فى مثلِ هذه الأيامِ التى عزفَ فيها كثيرٌ من الأبناءِ عن صلةِ الأرحامِ، ومعلومٌ أنَّ الوالدينِ يأتيانِ فى مقدمةِ الأرحامِ، وقد جاء الأمرُ قاطعًا بِبرِّهما عقبَ أمرِ عبادِه سبحانَه وتعالى ألَّا يعبدوا إلَّا إيَّاه، «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا» سورة الإسراء: آية (23). وأمرُ ربِّنا - ألَّا يُعْبدَ غيرُه أوجبُ، وأمرُه بالإحسانِ إلى الوالدينِ أحقُّ وأعدلُ، كلُّ عامٍ وأمهاتُنا ينعمنَ بالبِرِّ والإحسانِ، والعطفِ والإكرامِ.
لكم خالص تحياتى وتقديــرى
و
رمضــان كريـــــم
الدكتور علـى حســن

وطن عُمري 03-25-2025 03:26 AM

دكتور علي
متميز دائما بمواضيعك ،
وطرحك الثري الرائع ،
ونفسك المتألقة
ألف شكرا لك:114:

حاء 03-25-2025 05:02 AM

_




سلمت الأكف
والله يعطيك العآفية ،
دمت بخير :ho12:..,

نور القمر 03-26-2025 02:23 AM


سلمت كفوفك ..
لطيب الجهد وَ تمُيز العطاء
لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك
لقلبك الفرح.


مثلي قليل 03-26-2025 11:05 AM

يسلمو على الطرح الرائع
يسعدك ربي ض2

Şøķåŕą 03-29-2025 12:07 AM

شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير


الساعة الآن 04:33 AM

Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع