منتدى رواية عشق - زوجات الأنبياء.. زوجة موسى عليه السلام

لما توجه موسى عليه السلام
إلى مدين هربًا من بطش فرعون
وملئه وجد امرأتين، بجوار بئر مدين،
تحتجزان أغنامهما لئلا تختلط
بأغنام الرجال لحيائهما وشدة أدبهما،
ووجد الرجال قد سقوا أغنامهم،
وغطوا البئر بصخرة كبيرة،
فجاء موسى عليه السلام
ورفع الصخرة وحده،
ثم سقى لهما،
ثم تولى إلى الظل يدعو الله
أن يغنيه من فضله،
فى ذلك الوقت جاءته إحداهما،
قيل إنها صفوريا أو صفورا،
وتذكر بعض الروايات
أن اسمها مأخوذ من كلمة عبرية
تعنى العصفورة.

وقد ذكرت كتب التاريخ،
أن موسى عليه السلام خرج من مصر،
وانتهى به المطاف إلى مدين،
فدعاه والد الفتاتين
من أجل أن يجزيه على فعله،
وعرض عليه الزواج
بإحدى ابنتيه مقابل
أن يعمل عنده ثمانى سنوات،
وإن أكمل عشرًا فهو تفضل منه.

ومن خلال آيات القرآن
يمكن رسم صفات زوجة
نبى الله موسى عليه السلام
قبل الزواج.
فكانت ذكية وحكيمة وهادئة
ومطيعة، وكانت تمتلك الحياء،
لكنها كانت جريئة فى الحق،
حيث قالت لأبيها أن يستأجر موسى
لأنه قوى وأمين.
وهذا يدل على مكانة الحياء
فى المرأة الصالحة.
فهناك توازن
بين الحياء والجرأة فى الحق
وأن الفتاة لم تقترب كثيرًا،
ولم تتحدث بأكثر مما هو ضروري،
مما يعكس طهارة النفس
والتربية السليمة،
وبالطبع هذه الصفات
هى أكثر ما يحتاجه الأنبياء
وأصحاب الدعوات والرسالات.

كما تدل القصة على الأسرة
التى تربت فيها زوجة نبى الله موسي،
فوالدها الرجل الصالح فى مدين،
والأرجح أنه شعيب عليه السلام،
فالأب كان حكيمًا وعقلانيًا
فى اختيار الزوج المناسب لابنته،
فاختار موسى لقوته وأمانته،
وهما أهم صفات الرجل الصالح للزواج.
والمهر لم يكن ماديًا،
بل عمليًا
(العمل لثمانى أو عشر سنوات)،
مما يدل على تبسيط الزواج
وعدم المغالاة فى المهور.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتــور علـــى حســن