![]() |
الحج والعواصم البعيدة
هناك، في مدن بعيدة عن مكة، حيث يعيش الحاج بين جدران لا تتحدث العربية، يبدأ الاستعداد بطريقته الخاصة: يبحث عمّن يفهمه، لا عمّن يُلقي عليه التعليمات. لهؤلاء، تأتي محاولات من جهات سعودية، تملك من الحس ما يكفي لتدرك أن الحج لا يُدار فقط، بل يُمهَّد له. إذ لم تكتفِ بتوفير خدمات لوجستية، لو قررت أن تكون رفيق الحاج منذ اللحظة الأولى. الغربة، اللغة، الشعائر، النظام، وحتى الخوف من ألّا يفهمهم أحد، كلها تفاصيل تتزاحم في صدر الحاج وهو لا يزال في بلده، لا في مطار ولا عند بوابة الحرم. هذا الحاج ليس رقماً في إحصائية، ولا توقيعاً في كشف الرحلة. هو سؤال كبير يمشي على قدمين: «هل أنا مستعد؟» هنا، تبرز الحاجة إلى مَن يُجيد الإصغاء قبل التوجيه، إلى مَن يتعامل مع الحاج كإنسان، لا كحالة لوجستية. ولهذا، يصبح لافتاً أن هناك مَن قرر أن يكون همزة الوصل بين الحاج ونبض الشعيرة، أن يذهب إليه هناك، قبل أن يصل إلينا هنا. وأرى ان عدداً من الشركات السعودية خرجت من المألوف، وحاولت أن تمسك هذه المسافة بين النية والرحلة، بين الاستعداد والتطبيق، وينبني عليها جسر ناعم اسمه: الطمأنينة. تابعت حديث محمد خان، الرئيس التنفيذي لإحدى الشركات المتخصصة في تقديم خدماتها لضيوف الرحمن، في أكثر من مناسبة، ومنها ما جرى قبل أيام في مدينة برمنغهام البريطانية، تلك المدينة التي تمثّل مركزاً نابضاً للجاليات الإسلامية في المملكة المتحدة. في حديثه، يتناول الحج بلغة وجدانية لا تشبه قواميس الأعمال، حين قال: «نرافق الحاج منذ أن يسأل نفسه: هل أنا مستعد؟» وهي جملة تختصر فلسفة كاملة في كيف يُدار هذا النوع من الخدمات. ووزارة الحج والعمرة تبذل جهوداً عظيمة، منها توفير بطاقة «نسك» الرقمية التي تيسر على الحاج وتُنظّم الخدمات. ولكن، دون مَن يُبسّطها، مَن يشرحها بلغة المهاجر واللاجئ والمقيم في الغرب، تبقى مجرد بطاقة. في التجربة الإنسانية، التفاصيل الصغيرة تُحدث الفرق. أن يجد الحاج من يربت على قلقه، مَن يشرح له الطريق لا كإجراء، بل كرحلة. هنا يُعاد تعريف مفهوم «الخدمة». الحج، كما أراه من بعيد، لم يعد حكراً على مَن يصل، بل هو أيضاً مسؤولية من يهيئ الطريق. والجميل أن هناك مَن بدأ فعلاً يعبّد هذا الطريق انطلاقاً من الجاليات المسلمة في أماكن مختلفة، حيث تبدأ الخطوة الأولى بكلمة مطمئنة أو شرح مُبسّط بلغتهم الأم. |
جميلتي زمرده
نصّك مو بس مكتوب… هو محسوس، يُقرأ بالقلب قبل العين. هذا مو مجرّد حديث عن خدمات الحج، هذا تأمل إنساني عميق في المعنى قبل التنظيم، في الإنسان قبل الإجراء. عبارتك: «هذا الحاج ليس رقماً في إحصائية، ولا توقيعاً في كشف الرحلة. هو سؤال كبير يمشي على قدمين: هل أنا مستعد؟» هزّت فيني شيء… كأنك لامستي الجوهر اللي كثير يمرّون عليه مرور عابر. فعلاً، الحج مو بس محطة وصول، هو مشوار يبدأ من قلب الإنسان، من لحظة الشعور، من سؤال بسيط لكن ثقيل، مثل اللي وصفتيه. والأروع، إنك أبرزتي دور الجهات السعودية مو كمنظمين فقط، بل كـ مرافقين وجدانيين، وكأنهم يقولون للحاج: “ما أنت وحدك”. حديث محمد خان كان فعلاً لافت، وجملته تختصر رؤيا جديدة للحج الحديث: «نرافق الحاج منذ أن يسأل نفسه: هل أنا مستعد؟» هذي الجملة، بكل ما فيها من رقة ووعي، كأنها تصلي قبل الحاج ما يركب الطيارة. زُمردة، نصك مو بس وصف واقع، هو دعوة رقيقة لإعادة النظر في كيفية تقديمنا لأقدس رحلة. وربما، بهذا الحسّ، يصير الحج تجربة تبدأ من هناك، في شوارع برمنغهام، أو بين جدران لا تتكلم العربية… وتكتمل هنا، بين جدران الحرم. أنتِ تكتبين وكأنك تمسكين بيد حاج لم تريه، لكنك شعرتِ به. وهذي أسمى أنواع الكتابة: أن تكتبي بروح الخدمة لا بلغة الإعجاب. شكرًا على هذا الضوء |
_
تباركت أناملك وليُمنآك الجآلبه عُمق الشكر ولـِ روحك أجل سلاماً :131:.. |
ماأجمل تلك المشاعر التى
خطها لنا قلمك الجميل هنا لقد كتبت وأبدعت كم كانت كلماتك رائعه فى معانيها فكم إستمتعت بردك الجميل بين سحر حروفك التى ليس لها مثيل |
سلمت اناملك على الطرح الرائع
يعطيك العافية |
طرح جميل
يعطيك العافيه |
الساعة الآن 02:48 PM |
Powered by vBulletin Hosting By
R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع