![]() |
الدواء العجيب
زمن طويل كنت انظر متعجبا الى شاهر الذي بمجرد دخوله الديوانية يرمي بجسده ويراقبنا ونحن نلعب او نتحدث بعينيين ذابلتين، دقائق وإذا به يغط في سبات عميق!
لماذا لشخص مثله عملي "لا يحب السهر وينظر للعب الورق والكلام بأنواعه انه مضيعة للوقت" ان يكون بيننا ؟! لماذا يشترك في الديوانية ويدفع المال ؟! أخيرا علمت السبب ان شاهر مشترك معنا في الديوانية لسبب واحد هو " حاجته الماسة لنوم " انه ذكي يعلم ان هنالك نوع من البشر حديثهم يجلب النوم! نعم ما أقوله حقيقة لقد اكتشفت هذا (الدواء العجيب) عن طريق الصدفة واليكم القصة: ففي أحد الأيام وعلى غير عادتي، أخذت أسأل نفسي متعجبًا عن سبب تردد ابن عمي سالم على عمتي التي لم تخلف بنتًا ولا ولدًا، لماذا؟! هل يفعل ذلك برًّا وصلة بالأرحام؟! لا أعتقد ذلك، فنحن كعائلة على اتصال أسبوعي، وفوق ذلك سالم؛ صلاته وصيامه واتصاله بربه تعتمد على ما يواجه من مصاعب، فإن ضاقت به الدنيا رفع رأسه إلى السماء، وإذا أقبلت عليه فرد يديه وهرول إلى أحضان الدنيا، وأنزل بصره إلى الأرض خوفًا أن يفتكر السماء. إذن، صلة الرحم مشكوك فيها؟؟ هل بسبب جيران عمتي؟ تلك العيون التي تقف على الشبابيك في الصباح والمساء؟! لا، لا أعتقد ذلك، فسالم هواه غير هذا الهوى، فسماؤه زرقاء، ليست ملبدة بالسحب السوداء. هل من أجل بطنه؟! لا، عمتي لا تجيد الطهي، جل طعامها خليط بماء، وقطع كبيرة من الطماطم والبصل. تقدم الشاي بلا سكر، وقهوتها تخلطها بالقرفة والحليب. من أجل المال؟! لا، فهو ميسور الحال، وعمتي فقيرة معدمة تعتمد على المساعدات. أخذت أفكر وأفكر، أبحث عن سبب لزياراته المتكررة والمطولة، لكنني لم أصل لأي نتيجة، ولم أجد تفسيرًا منطقيًّا. لذا قررت أن أقوم بزيارتها، كي يكون عملي ميدانيًّا لا يعتمد على التخمينات. حملت نفسي بعد صلاة العصر وذهبت للخضري واشتريت منه قثاءً وفجلًا وبطيخًا؛ فهذه الثمار تمثل لعمتي باقة من الورود تشمها وإذا جاعت تأكلها. طرقت الباب وانتظرت سبع دقائق أسمع صوتها من بعيد: يا رب، بسم الله، يا رب، بسم الله. أخيرًا اقترب الصوت، فرحت عندما سمعت: من الطارق؟ فأجبت: ابن أخيك: عمار. فتحت الباب وقالت بفرح: أهلًا حبيبي، وأخذت تنظر إلى ما كنت أحمل في يديَّ وهي تردد: لِمَ هذه الكلفة؟! تفضل، تفضل ادخل، وأخذت أتبعها وهي تهتز وتترنح أمامي، مرددة: يا رب بسم الله، يا رب بسم الله. احتجنا سبع دقائق أخرى كي نقطع خمسة عشر مترًا لبلوغ غرفتها، وبمجرد وصولنا الغرفة أجلستني وهي واقفة تردد مرحبة: أهلًا وسهلًا، نورت البيت، فقلت لها: اجلسي يا عمة. فقالت مستنكرة: أجلس؟! لا، الجلوس عندما أحضر القهوة إن شاء الله. فقلت بصوت مفزوع: لا، لا أريد قهوة، فقط اجلسي. تركتني واتجهت إلى المطبخ: يا رب بسم الله، يا رب بسم الله. أخذتُ أنظر إليها وأحدث نفسي: من الغرفة إلى الباب ثم العودة أخَذَتْ منها ربع ساعة! فكيف بالقهوة؟! قمت من مكاني وتبعتها إلى المطبخ دون أن تراني، حقيقة في تلك اللحظة شعرت بالملل، وأخذت أحدث نفسي قائلًا بغضب: مالكَ ومال الفلسفة؟! مالك ولهذا العناء؟! دع الخلق للخالق. فكرت جديًّا في المغادرة، وأخذت أبحث عن عذر يخرجني من هذا المنزل. وأخيرًا وجدته، سأقول لها إنني مرتبط بموعد مع محمد ابن جارتك زكية لأخذ بعض الأوراق، وقلت في نفسي: "من غير المعقول ألا تمرَّ وتسلم على عمتك". وبمجرد أن فتحت فمي لأرمي بهذا الاعتذار وأهرب، نطقتْ عمتي قائلة دون أن تنظر إليَّ: يوم أمس الساعة الواحدة إلا عشر ظهرًا أو اليوم الذي قبله، توقفتْ قليلًا ثم واصلت حديثها: أعتقد أنه يوم أمس، ثم أخذت تفكر لثوانٍ، وتابعت حديثها: في الحقيقة لست متأكدة أهو يوم أمس أم اليوم الذي قبله، رغم أنني متيقنة أنه يوم أمس. في تلك اللحظة، أردت أن أصرخ وأقول بأعلى صوتي: تكلمي. لا، لا أعتقد أنه يوم أمس، تذكرت، نعم، إنه يوم أمس، عرفت ذلك، هنالك حدثٌ حصل لي، سأخبرك به لاحقًا، يؤكد اعتقادي، فقلت في نفسي أيضًا في شيء لاحق!! – تستاهل يا ملقوف – نعم، كان ذلك بعد أذان الظهر بدقائق، شخص ما طرق الباب، فتساءلت من يكون هذا الطارق؟ أخي سليمان؟! حسب علمي فإن سليمان ذهب إلى المدينة، وأخبرني أنه سيظل هنالك لأسبوع. أختي مضاوي؟! لا، لا، أختي لا تأتي في هذا الوقت، هي الآن فوق سجادتها، فالوقت بين الأذان والإقامة، لا، ليس من عادتها فعل ذلك. فكرت في البياعة عيشة؟! أيضًا استبعدت ذلك، فهي تأتي قرب صلاة العصر، توقفتْ وأخذتْ تنظر إليَّ مبتسمة، وكأنها ذهبت لمكان ما، وقالت القهوة جاهزة، خذها يا بني إلى الصالة. لحظتها فرحتُ وأخذت أحمد الله وأردد في نفسي: خذ فقط فنجانًا واهرب حتى ولو من دون عذر. حملت الدلة واتجهت إلى الصالة وهي خلفي: بسم الله، يا رب، بسم الله، ومن دون شعور أخذتُ أرددُ مثلها مع كل خطوة، حتى جلستُ وأخذتُ أنظر إليها وهي تتهادى، حتى وصلت حيث أجلس بحفظ الله ورعايته. وبمجرد جلوسها، حملتُ الدلة رغم محاولتها المستميتة لنزعها مني، وصببتُ فنجانًا لي وآخر لها، وما أن رفعتُ الفنجان إلى فمي حتى عادت لقصتها القديمة: "شخص ما طرق الباب". اعتدلتْ في جلستها وتابعتْ حديثها: كما أخبرتك فكرت في عيشة أو عائشة، وأخذتْ تضحك بجنون، وكأن شخصًا ما يدغدغها، وأنا أنظر إليها بحقد، أكاد أجن. أخيرًا توقفتْ وأخذتْ تمسح دموعها التي انسابت على خديها من فرط الضحك وقالت متعجبة: لا أعلم لماذا هؤلاء الأفارقة يلوون ألسنتهم؟! أتعلم أنهم ينطقون حرف الهاء حاء؟ وينطقون الحاء هاء؟ فيقولون لحمزة: همزة، ودخلتْ مرة أخرى في نوبة ضحك، وأنا أنظر إليها والشياطين تتراقص فوق رأسي. مسحت دموعها مرة أخرى وعادت لحديثها. في تلك اللحظة فقط كنت أتمنى منها أن توضح لي نظريتها، فهي ذكرت كيف ينطق الأفارقة حرف الحاء، لكنها لم تتطرق إلى الحرف الآخر، أقصد الهاء! لكنني خفت أن أدخل في موَّالٍ آخر. واصلتْ حديثها: فكرتُ أن يكون الطارق هو أحد الطلاب المشاغبين الذين يخرجون من المدارس دون رقيب، ويزعجون الناس؟ أتعلم أنهم كسروا أغصان شجرة الليمون؟ أتعلم أنهم هشموا جميع لمبات الحائط؟ على كل حال أيضًا استبعدت ذلك، فالطلاب يخرجون الساعة الواحدة والنصف، وطَرْقُ الباب كان الساعة الواحدة إلا عشر دقائق، ما زال هنالك نصف ساعة لخروجهم. توقفتْ ورفعتْ فنجان القهوة، وأخذتْ رشفة ونظرتْ للفراغ ثم عادتْ إليَّ وقالت: أخيرًا قررتُ أن أذهب واستكشف بنفسي من الطارق، فلبستُ عباءتي واتجهت إلى الباب، وعندما وصلت، أقصد الباب، صرختُ: من الطارق؟ من الطارق؟ لم يجب أحد، فكرتُ أن أفتح الباب، لكنني خفت، كيف أفتح الباب للمجهول؟! وقفتُ في مكاني متحيرة: أفتح الباب أم لا؟؟ عندها افتكرت أغنية فايزة أحمد: "يمه القمر على الباب". نظرتْ إليَّ وقالتْ: كنتُ محقة في ترددي، فالكثير من المشاكل حصلت بسبب فتح الباب، فعدت أدراجي. في تلك اللحظة، شيءٌ غريبٌ حدث لي، وأخذ قلبي يضرب طبوله عندما افتكرت أم فراج، تلك المسكينة المصابة بداء السكري، فقلت: قد تكون هي من كانت تطرق الباب، قد يكون أصابها إغماء بسبب هبوط السكر؟؟ فعدت أدراجي وسميت بالله، وتوكلت عليه، وفتحت الباب، فلم أجد أحدًا، أخرجت رأسي، ألتفتُ يمينًا وشمالًا ولم أجد أحدًا. عدتُّ إلى غرفتي وأخرجت هاتفي المحمول، وأخذت أتصل على جاراتي واحدة تلو الأخرى، كنت أحاول معرفة من الطارق. إنني محقة في فعل ذلك، فمن يطرق بابك وقت الظهيرة في هذا الزمان كالذي يطرق بابك في منتصف الليل في أيام زماننا الجميل، المهم اتصلت أولًا بجارتي عزة. عندها علمتُ أن ليلي سيطول، فرميت برأسي على الوسادة، وأخذت أنظر إليها، كانت صورتها تتلاشى، وصوتها يغيب ثم يظهر وجهها جليًّا، وأسمع اسم زكية ثم أغيب عن الوعي وأصحو على اسم فوزية بعدها هيفاء وعلية. أعتقد أن علية هو آخر اسم سمعته. بعدها استيقظت الساعة الثانية والنصف ليلًا في صالة عمتي، وفوق جسدي لحاف. قمت من مكاني أمشي على أطراف أصابعي، فوجدت عمتي تغط في سبات عميق، فخرجت مسرعًا خوف أن تفيق من منامها وتخبرني بتلك الحكاية، التي وعدتني بأن تخبرني بتفاصيلها: ! ""هنالك حدثٌ حصل لي سأخبرك به لاحقًا يؤكد اعتقادي" ْْْْْ عبدالعزيز صلاح الظاهري |
سلمت اناملك على الطرح الرائع
يعطيك العافية |
يعطيك عافية لروعة طرح بإنتظار الجديد القادم دمت بكل خير :500: |
_
تباركت أناملك وليُمنآك الجآلبه عُمق الشكر ولـِ روحك أجل سلاماً :777:.. |
طرح جميل
يعطيك العافيه |
-
يعطيك العافيه سلمت الايادي ع الانتقاء ض2 |
الساعة الآن 02:40 PM |
Powered by vBulletin Hosting By
R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع