منتدى رواية عشق - بوكية ورد

هي ليست كغيرها ، في زياره لوالدها استاذ الدكتور فتح الله في مكتبه القابع في الدور الرابع في مبني كليه الزراعه
التقيت بها و انا اراجع مع الدكتور أحد ابحاثي الدراسيه استعدادا لامتحانات نهايه العام الأخير لي في هذه الكليه التي لم أتخيل يومأ أن التحق بها
تمنيت في الماضي أن اعمل طبيبا أو صيدلي و لكن لظروف عائلتي القاسيه و عملي اثناء الدراسه كانت الزراعه هي نصيبي وسببأ في التحاقي بالجامعة القريبه من قريتي الصغيره ، هي تدعي ايناس خليط من الجمال العربي الاصيل و الثقافه الاوربيه ذات بشره خمريه و شعر يتدلي علي ظهرها جعلها مهرة عربيه اصيله و ملابس انيقه و خطوات متمايله و لكنها واثقه
زيارتها للكليه غيرت الكثير من أهداف حياتي و جعلت رؤيتي للحياه بها الكثير من السعاده
بعد دخولها مكتب والدها و جلوسها أمامي و رائحه العطور تتناثر من حولها لتشق صدري انتظرت دقائق ليتم الدكتور شرحه للبحث و استئذنت في الخروج منتظرا إياها علي باب الكليه و متابعا خطواتها حتي خرجت من باب الجامعه و من العجب أنها واصلت السير في الشارع حتي وصلت إلي بينها القريب من الجامعه و الذي لم أكن أعرفه رغم تدريس الدكتور اي طوال سنوات الجامعه
و بالفعل أصبح شارعها هو مساري اليومي في الطريق من والي الجامعه و من حسن الطالع أن ألقاها كثيرا ملفتا نظرها بلا خوف أو تردد رغم سوء عاقبه ذلك إذا علم والدها اعجابي بها خاصه أن هناك بون شاسع بين مستوي معيشتي و حياتها الرغدة و صعوبه ارتباطي بها لظروفي الماديه و الاجتماعيه القاسيه حتي لو منحتني الجامعه الدكتوراه و ليس شهاده التخرج
انا اخاطر بمستقبلي و لكن هي تستحق و لا ادري ما نهايه كل هذا العبث رغم علمي استحاله الارتباط بها و لكن ما شجعني هو ابتسامتها الدائمه و عدم اعتراضها علي اعجابي بها
و بالفعل توصلت إلي رقم تليفون د /فتح الله و راقبت البيت حتي خرج كل من في البيت ز أصبحت هي وحيده و توجهت إلي منزل صديق لي قريب وجار لها و تواصلت معها عن طريق تليفونه الأرضي مستغلا أنه يعيش بمفرده لسفر أسرته للعمل في الخليج
و بالفعل تواصلت معها و ابلغتها مدي اعجابي بها ورغبتي في الارتباط بها خاصه أنني علي بعد خطوات من التخرج
و علمت منها أنها تدرس بكليه التجاره في السنه الأولي
و كان أول ما قمت به بعد انتهاء الدراسه أن ذهبت إلي مشتل الكليه و جمعت الكثير من الورود صنعت منها بوكيه ورد غايه في الرقه و الجمال و ارسلته عن طريق صديق لي من كليه الحقوق الذي تقمص دور عامل في مشتل خاص
و قدمه إليها في شقتها
عاد والدها ووالدتها و فوجئ الجميع بهذا اليوميه يتوسط الصاله و لم يصل اي منهم إلي مصدر البوكيه أو الجهه التي
ارسلته ودار بين الجميع تساؤلات كثيره أهمها من أرسل للدكتور هذا البوكيه و ما هي المناسبه لذلك

ايام قليله و تم اعلان النتيجه و أصبحت الاول علي الدفعه بأمتياز مع مرتبه الشرف
و أصبحت علي بعد خطوات من التعيين في الجامعه مساعد باحث
توجهت إلي د/ فتح الله طالبا منه التسجيل في الماستر
و اختيار موضوع البحث و بعد مناقشات عديده
و اختيار البساتين و الورود البحث
سألته وايه رأيك في البوكيه اللي وصلك
نظر إلي في تعجب متسائلا هو انت و كمان من بستان الجامعه و انا اقول انا شفت الورد ده فين قبل كده ؟
بص يابني يا انا .. يا انت هنا
هرولت من أمامه مسرعاً ولم أعقب حتي وصلت إلي موقف السرفيس
قررت العمل الحر خاصه ان مرتب مساعد باحث لا يسمن و لا يغني من جوع
مرت شهور و انا ما بين عمل و اخر و في نهايه المطاف
قررت العمل في قاعات الافراح
و بدأت البحث سيرا علي الاقدام في شارع ممتلئ بقاعات الأفراح المتراصه علي النيل
حتي وجدت قاعه غايه الشياكه و معروف عنها انها ذات قيمه و سمعه طيبه في المدينه
توقفت أمام بابها و لكن لم استطع الدخول
فقد كان البابنر ضخم المعلق في الخارج
هو صوره لايناس مع خطيبها رجل الأعمال سعد الغنام
اشهر رجل اعمال في المحافظه و من عائله معروف عنها الثراء الفاحش
لم اجد غير بوكيه ورد خارج القاعه التقطته و أشرت إلي ميكروباص إلي بلدي .. توقف علي مهل
ركبت في الكرسي الامامي و أضعاف بجواري البوكيه