![]() |
بُرْعُمَةُ ...
اتعلمين؟
لا يمكن لأحد منا ان يبدأ معركة وهو بلا سلاح ؟ قالتها وهي تحرك كوب الشاي الخالي من السكر اكملت -لكني فعلت ! يوم وقع الحادث اخرجوني من السيارة بلا اي اصابات ، هو مات لحظتها . تاهت عيناها لثواني وكأنها ترى المشهد من جديد وترتب احداثه ... -كنت لا ازال طفلة ، خائفة من الموت ، سعدت بنجاتي ، ظننت أنه ربما أحدهم سيكون سعيدا، على الأقل اهلي ، لكني كنت مخطئة ! رأيتها بأعينهم ، موتي ، موتي ، لما لم تموتي معه ! كنا قد تزوجنا منذ خمسة ايام فقط ، كنت في عمر السادسة عشرة لم نتحدث سوى بضع كلمات ، انا لا اتذكر ملامحه حتى ! أكان علي أن ابكي ؟ أن احزن عليه ! لكني لم اشعر بالحزن ! هل كان من المفترض أن احزن ؟ رفعت انظارها لي موجهة بسؤالها ، لكنها لم تنتظر الإجابة ، أكملت : - تعلمين لم احزن لأنني كنت شبه ميتة قبله ، كنت خالية من الروح ، لا اشعر أني انسانة ، لم اتمتع بأي حقوق انسانية بحياتي ، فقدت طفولتي بسبب العنف ثم دراستي ، ثم زواجي من رجل يكبرني بعشرين عام لأنه ثري . في آخر يوم للعزاء كنت مغادرة ، كادت زوجته الأولى تقتلني وهي تصيح كالمجنونة _ ماذا كانت ردة فعلك ! قاطعتها وقد استثار فضولي موقف الزوجة الدرامي .. لمعت عيناها بالحياة لاول مرة منذ جلوسنا وهي تقهقه _ضحكت فقط ! لتزداد جنونا وهي تضربني بكل ما اوتيت من قوة ، لكني واصلت لم تستطع اسكاتي ... قالتها بنبرة إنتصار لكنها خبتت في كلمتها التالية _ ضحكت لأيام متتالية بلا توقف ، بوعي وبدون وعي في البداية تعاطفهم منعهم من اظهار قسوتهم الحقيقية لكنهم بعدها قيدوني وحبسوني في غرفة معزولة ... _ هل تظنين اني ابالغ ؟ أي شخص آخر لن يصدقني ، معلمتي لم تصدقني ذات يوم ، لا يمكن لأب ان يكون اسوأ كوابيس ابنته ! لا يمكن للأم أن تكون مسخ بلا ملامح ، تدعي الطيبة والحزن بينما هي تصم آذانها وتغمض عيناها عن عذابي ، ذات يوم دخل علي والدي وبيده سيخ من الحديد ليكويني بها ، هي من امسكت بي تثبتني بيديها و تذرف دموع التماسيح . ارفقت كلمتها مع ابتسامة مريرة ساخرة .. - بعدها زوجوني برجل آخر ... لم اتوقع أن تنهمر كل حكاياها دفعة واحدة و في أول جلسة لنا ، شجعتها وانا اخفي انبهاري بسلاستها في السرد واسترسالها المدهش . _ كيف كان ؟ وكأن الحياة دبت في ملامحها فجأة ، صوتها ارتجف لوهلة وهي تجيب - كالبلسم ، أحببته وكأنه روحي معه شعرت أني احيا من جديد ، وكأني جذع شجرة ميت نبتت فيه بُرعمة بعد طول جفاف، كان دوائي لكني كنت داءه ! ارتشفت كوبها البارد كأنها تبتلع مرارة ما اشد من مرارته . _كان غريبا لا يشبهني ، عيناه تشعان ، دافئ ، حنون ، تضحكه ابسط التفاصيل ، لم افهم سر ضحكته تلك ، لم افهم لماذا لا يكرهني مثل الجميع ، كنت انتظر أن يكرهني ، أن يضربني ، كلما رفع يده نحوي انكمشت ، كلما قهقه اصم اذناي اتخيلها صريخ وشتم ، عشت معه سنين انتظر متى يصبح مثلهم ، حاول كثيرا تغييري لكني كنت ميؤس منها ، بترت تلك البرعمة بيداي ، لا اتحمل أن أخسر سلاحي ، أن اكف عن حذري ، لن انتظر أن يصبح مثلهم ، كنت اعيش رعب الإنتظار ، فقط فلتأتِ تلك اللحظة وحين تأخرت أنا من تركته . قطرات كالبلور تساقطت على وجنتيها ، لكن نظرتها فيها إصرار على قرارها ذلك ، بلا ندم . - لم اكن إمرأة كاملة الروح ولا الجسد ، يستحق من هي أفضل مني أما انا فلا يليق بي سوى هذه الحياة الخالية من اي شيء . دفعت بآخر رشفة الشاي وهي تنظر لساعتها ، عيناها جافتان وكأنها لم تذرف الدموع قبل ثواني .. - اظن وقتنا انتهى قالتها وهي تلقي إلي شبه ابتسامة سريعة . - اه ، نعم متى تريدن أن تكون الجلسة التالية ؟ هذه المرة القت لي بإبتسامة كاملة - لن يكون هناك جلسة أخرى ، تشرفت بلقائك دكتورة . قالتها وهي تقف تمد لي يدها بلطف ، افترقنا وانا افكر بأحداث قصتها ، لازلت حديثة العهد بهذه المهنة ولا املك عيادة خاصة لذلك فأنا اقابل مرضاي في الأماكن العامة ، نظرت لساعتي واسرعت خطاي ، تنتظرني جلسة أخرى بعد دقائق ... منقول |
يعطيك ربي ألف عافيه بإنتظار جديدك بكل شوق. لك مني جزيل الشكر والتقدير... ..}~ مودتي :eq-35: |
سلمت اناملك على الطرح الرائع
يعطيك العافية |
_
سلمت الأكف والله يعطيك العآفية ، دمت بخير :777:.., |
سلمت كفوفك .. لطيب الجهد وَ تمُيز العطاء لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك لقلبك الفرح. |
طرح راقي
سلمت يمينك |
الساعة الآن 11:53 PM |
Powered by vBulletin Hosting By
R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع