![]() |
تفسير الربع الأخير من سورة النحل
• الآية 111: ﴿ يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ ﴾: أي ذَكِّرهم - أيها الرسول - بيوم القيامة حينَ تأتي كُلُّ نَفسٍ ﴿ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا ﴾ وتعتذر بكل المَعاذير، ﴿ وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ ﴾: أي ويُوَفي اللهُ كل نفسٍ جزاءَ ما عَمِلَتْه في الدنيا ﴿ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾.
• الآية 112، والآية 113: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا ﴾ بعذابه في الدنيا - للمُنكِرين لنِعَم اللهِ عليهم - وهو: ﴿ قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً ﴾ وهي هنا "مكة" التي كانت في أمانٍ مِن أيّ اعتداء، ﴿ مُطْمَئِنَّةً ﴾ مِن أن يُصيبها ضِيقٌ في العيش، وكانَ ﴿ يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا ﴾ أي هَنيئًا سهلاً ﴿ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ ﴾ أي مِن أماكن كثيرة (لأنّ كلمة: (كل) تأتي أحياناً بمعنى الكثرة، كما في قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا ﴾، فكانت مكة يأتيها الرزق من البرّ والبحر (وذلك أثناء رِحلتَيهما - صيفاً وشتاءً - إلى الشام واليمن)، ﴿ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ ﴾: أي فجحد أهلُها نِعَمَ اللهِ عليهم فلم يَشكروه، بل أشركوا به سبحانه، وكفروا برسوله وبكتابه ﴿ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ ﴾: أي فعاقبهم اللهُ بالجوع (حيثُ أصابهم القحط سبع سنين حتى أكلوا الصوف)، ﴿ وَالْخَوْفِ ﴾ أي وأذاقهم اللهُ الخوفَ من جيوش رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك ﴿ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾: أي بسبب كُفرهم وصَنيعهم الباطل. ﴿ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ ﴾ وهو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي يَعرفون نَسَبَه وصِدقه وأمانته وأخلاقه ﴿ فَكَذَّبُوهُ ﴾ ولم يَقبلوا ما جاءهم به ﴿ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ ﴾ من الشدائد والجوع والخوف، وقَتْل عظمائهم في "بدر" ﴿ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴾ لأنفسهم بشِركهم باللهِ تعالى، وصَدِّهم عن سبيله. ♦ ولَعَلَّ اللهَ تعالى عَبَّرَ عن الجوع والخوف باللباس، للإشارة إلى شدة ما أصابهم، فكأنه قد أحاطَ بهم كما تُحيطُ المَلابس بالجسد، واللهُ أعلم. • الآية 114، والآية 115: ﴿ فَكُلُوا ﴾ - أيها المؤمنون - ﴿ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ﴾ وجَعَله لكم ﴿ حَلَالًا طَيِّبًا ﴾ ﴿ وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ ﴾ عليكم بالاعتراف بها، وباستخدامها في طاعته سبحانه، ولا تكونوا كالذين كفروا بنعمته (كما في المثال السابق) حتى لا يُصيبكم ما أصابهم، هذا ﴿ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾: يعني إن كنتم حقًّا مُطيعين له، تعبدونه وحده لا شريك له. ♦ إذاً فاشكروا نِعَمه عليكم، وذلك إغاظةً للشيطان الذي قال: ﴿ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾، وأكثِروا مِن قول: (الحمد لله) بألسنتكم وقلوبكم، فقد قال صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح مسلم -: (والحمد لله تملأ الميزان)، فهي كلمةٌ يُدفَعُ بها عنا العذاب، كما قال تعالى: ﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ ﴾ . ﴿ إِنَّمَا حَرَّمَ ﴾ سبحانه ﴿ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ ﴾ وهو الحيوان الذي تُفارقه الحياة بدون ذبْح شرعي، (ويُستثنَى مِن ذلك مَيْتة الجَراد والسمك، فإنهما حلال، كما ثبتَ ذلك في السُنَّة)، ولَعَلَّ الحكمة من تحريم المَيْتة: هو احتقان الدم في جَوْفها ولَحْمها، مِمَّا يَتسبب في إضرار مَن يأكلُ منها. ﴿وَالدَّمَ﴾: يعني وحَرَّمَ سبحانه عليكم شُرب الدم، ويُستَثنى من الدم: (الكبد والطحال) فإنّ أكْلهما حلال، كما ثبت ذلك في السُنَّة (واعلم أنّ المقصود بالدم المُحَرَّم هنا هو الدم المَسفوح (أي السائل المُراق)، كما ذَكَر تعالى ذلك في آيةٍ أخرى فقال: ﴿ أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا ﴾، (وأما الدم غير المُراق، وهو الذي يَختلط باللحم أو يكون في المخ والعروق وما شابَه ذلك، فإنه لا شيءَ فيه). ﴿وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ﴾: يعني وكذلك حَرّمَ سبحانه عليكم لحم الخنزير، فلا تغتروا بمَن يَستحلونه (افتراءً على الله)، بل هو مُحَرَّم مِن جُملة الخبائث، ﴿وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ﴾: يعني وكذلك حَرَّمَ عليكم الذبائح التي ذُبِحتْ لغير الله، وكذلك ما ذُكِرَ عند ذبْحِهِ اسمُ غيرِهِ تعالى، ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ﴾: يعني فمَن ألجأتْهُ الضرورة إلى أكْل شيءٍ من هذه المُحَرَّمات ﴿غَيْرَ بَاغٍ﴾: أي غيرَ طالبٍ للمُحرَّم - لِلذَّةٍ أو غير ذلك، ﴿وَلا عَادٍ﴾: يعني ولا مُتجاوز - في أكْله - ما يَسُدُّ حاجتَه ويَرفع اضطراره ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ ﴾ له، ﴿رَحِيمٌ﴾ به، حيث رَخَّصَ له في أكْل تلك المُحَرَّمات عند الضرورة حتى لا يموت. • الآية 116، والآية 117: ﴿ وَلَا تَقُولُوا ﴾ - أيها المشركون - ﴿ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ ﴾ أي لا تقولوا الكَذِبَ الذي تَصِفُهُ ألسنتكم، وذلك بأن تقولوا لِمَا حَرَّمه الله: ﴿ هَذَا حَلَالٌ ﴾ (وَ) تقولوا لِمَا أحَلَّه الله: ﴿ هَذَا حَرَامٌ ﴾ ﴿ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ﴾ أي ليؤدي بكم هذا القول الكاذب إلى الافتراء على اللهِ تعالى (بنسبة التحليل والتحريم إليه) فتستحقوا العذاب، ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴾: أي لا يفوزون في الدنيا ولا في الآخرة، فإنما هو ﴿ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ﴾ في الدنيا، وسوف يَزولُ عنهم عن قريب، ﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ في نار جهنم. • الآية 118: ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ ﴾: أي ولقد حَرَّمنا على اليهود ما أخبرناك به - أيها الرسول - ﴿ مِنْ قَبْلُ ﴾ أي مِن قبل هذه الآية، وهو كل ذي ظُفُر (يعني كل ما لم يكن مشقوق الأصابع من البهائم والطير، كالإبل والنَّعام)، وكذلك حرّمنا عليهم شحوم البقر والغنم (إلا الشحم الذي عَلِقَ بظهورها فإنه حلالٌ لهم، وكذلك الشحم الذي عَلِقَ بأمعائها، والشحم الذي اختلط بعظم الجنب ونحو ذلك، فإنه حلالٌ لهم)، ﴿ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ ﴾ بتحريم ذلك عليهم، ﴿ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾: أي ولكنهم كانوا ظالمين لأنفسهم بالكفر والمعاصي، فاستحقوا ذلك التحريم عقوبةً لهم. • الآية 119: ﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ﴾ أي فعلوا المعاصي بجهلٍ منهم لِسُوء عاقبة هذه الذنوب، (وبجهلهم بقدْر ربهم الذي عصوه)، ولكنْ بشرط: ﴿ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ ﴾ أي مِن بعد ذلك العمل السيئ، وندموا عليه ﴿ وَأَصْلَحُوا ﴾ نفوسهم وأعمالهم، ﴿ إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا ﴾ أي مِن بعد توبتهم وإصلاحهم ﴿ لَغَفُورٌ ﴾ لهم، ﴿ رَحِيمٌ ﴾ بهم. • من الآية 120 إلى الآية 124: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً ﴾ أي كان إمامًا في الخير، وكان ﴿ قَانِتًا لِلَّهِ ﴾ أي طائعا خاضعًا للهِ تعالى، وكان ﴿ حَنِيفًا ﴾: أي لا يَميل عن دين الإسلام، فكانَ عليه السلام مُوَحِّدًا للهِ تعالى ﴿ وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾، بل كانَ ﴿ شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ ﴾ أي شاكرًا لنعم اللهِ عليه، ولذلك ﴿ اجْتَبَاهُ ﴾ ربه (أي اختاره لرسالته ومَحَبَّته) ﴿ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ أي: وأرشَدَه إلى الطريق المستقيم (وهو الإسلام)، ﴿ وَآَتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ﴾: أي وأعطاه اللهُ نعمة حسنة في الدنيا (من الولد الصالح، والثناء عليه من كل أهل الشرائع السماوية واقتداءهم به، وغير ذلك من أمور الدين والدنيا)، ﴿ وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ الذين لهم الدرجات العالية في الجنة، ﴿ ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ﴾ - أيها الرسول - ﴿ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ ﴾: أي اتَّبع دينَ الإسلام كما اتَّبعه إبراهيم عليه السلام ، فإنه كانَ ﴿ حَنِيفًا ﴾ أي مائلاً عن أيّ دينٍ باطل ﴿ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ (وهذه أعظم صفة لإبراهيم عليه السلام: التوحيد الخالص، ولذلك أعادَ سبحانه ذِكْر هذه الصفة للتأكيد على وجوب اتِّباعها، واللهُ أعلم). ♦ وعندما ادَّعَى اليهود أنهم على دين إبراهيم عليه السلام، أبطلَ اللهُ هذه الدعوى بأنْ ذَكَرَ تعظيمهم ليوم السبت، وتعظيم السبت لم يكن من دين إبراهيم، فقد كان دين إبراهيم سَمْحاً لا تغليظ فيه، وأما السبت فكان تغليظاً على اليهود بترْك الصيد فيه، وذلك بسبب عِصيانهم وتمَرُّدهم، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ ﴾: يعني إنما جَعَلَ اللهُ تعظيم يوم السبت ﴿ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ ﴾ وهم اليهود الذين اختلفوا فيه على نبيّهم، واختاروه بدلاً من يوم الجمعة (الذي أُمِروا بتعظيمه)، ففرض اللهُ عليهم تعظيم السبت، وشَدّدَ عليهم بعدم الصيد فيه (عقوبةً لهم)، ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ ﴾ - أيها الرسول - ﴿ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ ﴾ أي سوف يَحكم بين المختلفين ﴿ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾ فيُجازيهم بما يَستحقون بسبب تمَرُّدهم على أنبيائهم. • الآية 125: ﴿ ادْعُ ﴾ الناسَ - أيها الرسول - أنت ومَنِ اتَّبعك ﴿ (إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ ﴾: يعني إلى دين ربك وطريقه المستقيم ﴿ بِالْحِكْمَةِ ﴾: أي بالطريقة الحكيمة التي أوحاها اللهُ إليك في الكتاب والسُنّة، وخاطِب الناس بالأسلوب المناسب لهم ﴿ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ﴾: أي وانصحهم نُصحًا حسنًا، يُرَغِّبهم في الخير، ويُنَفِّرهم من الشر. ♦ واعلم أنه من آداب النصيحة أنْ تُقَدِّمها بالأسلوب الطيب الذي تُحِبّ أن يَنصحك به الآخرون (كالابتسامة أثناء النصيحة، والدعاء للمنصوح وأنت تُحَدِّثه، وغير ذلك)، حتى وإن لم يَقبل الناس نصيحتك، فإنك تنصحهم لوجه اللهِ تعالى، وطالما أنها لوجه الله، فلا تغضب لنفسك إذا لم يَقبلوها منك، حتى لا يَضيع أجرك، وكذلك على المنصوح أن يَستمع إلى النصيحة، حتى وانْ لم يُعجبه أسلوب الناصح، لأنه - وإن لم يكن قد تَعَلَّم أسلوب النصيحة الحسنة - فإنه بالتأكيد يَنصحك لمصلحتك، فلا تَرُدُّه، بل احمد اللهَ الذي عَلَّمك الأسلوب الطيب ولم يُعَلِّمه لغيرك، رغم كثرة ذنوبك. ♦ واحذر أن تنصح أحداً أمام الناس، أو أن تنصحه بغضب وشدة (بحُجّة أنك خائفٌ عليه)، فهذا لن يَقبل منك أبداً، وكذلك الحال إذا أردتَ أن تعاتب أحداً، فعليك ألاَّ تعاتبه بشدة وغِلظة حتى لا يَتكبر ويُعانِد، وإنما عليك أن تسأله برفق: (لماذا فعلتَ كذا؟) (هل ترضى أن أفعل ذلك معك؟)، فحينئذٍ سيَعتذر لك ويَعترف بخطئه، فإذا كَسَرَ كِبريائه واعتذر: فاقبل عُذره فوراً. ﴿ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾: أي جادِلهم بأحسن طرق المُجادَلة (مِن الرِفق واللين وتَجنُّب الغضب أثناء الجدال)، واعلم أنه ليس عليك إلا البلاغ، وقد بلَّغْتَهم، وأمّا هدايتهم فعلى اللهِ وحده، فـ ﴿ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ ﴿وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾. • الآية 126: ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ ﴾: يعني وإن أردتم - أيها المؤمنون - القصاص مِمّن اعتدى عليكم: ﴿ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ﴾، ولا تزيدوا عَمّا فعلوه بكم، ﴿ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ ﴾ وتركتم المُعاقَبة: ﴿ لَهُوَ ﴾ أي الصبر ﴿ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ﴾ أي خيرٌ لهم من الانتقام، فهو خيرٌ لهم في الدنيا بالنصر، وفي الآخرة بالأجر العظيم، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾. • الآية 127: ﴿ وَاصْبِرْ ﴾ - أيها الرسول - على ما أصابك مِن الأذى في سبيل اللهِ حتى يأتيك الفرج، ﴿ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾ أي استمِدّ الصبر منه سبحانه، وذلك بلزوم طاعته ودعاءه، لأنه هو الذي يُعِينك على الصبر ويُثَبِّتك عليه. ﴿ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ﴾ أي: ولا تحزن على مَن خالفك ولم يَستجب لدَعْوتك، ﴿ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ﴾ أي: ولا تحزن مِن كيدهم لك، ولا تهتم به، فإنّ ذلك سيعود عليهم بالشر والهلاك. • الآية 128: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا ﴾ بامتثال أوامر ربهم واجتناب نواهيه ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ أي يُحسنون أداء فرائضه والقيام بحقوقه، وكذلك يُحسنون معاملة خلقه، فهو سبحانه معهم بالنصر والتأييد والعون والتوفيق. ♦ واعلم أنّ الإحسانَ قد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح مُسلِم -: "أنْ تعبُدَ اللهَ كأنك تراه، فإنْ لم تكن تراهُ، فإنه يَراك"، فالإحسان يَتناول المعنيين: (التقوى وإتقان العمل) لأنّ مَن راقبَ اللهَ تعالى، أتقَنَ عمله وحَسَّنه. |
طرح مُميز و راقي .. انتقاءك جميــل يعطيك العافيه يارب , ع الموضوع! دمت ودام ابداعك ودي http://img26.dreamies.de/img/121/b/z1vff3c9lab.gif |
http://img.el-wlid.com/imgcache/2013/12/752448.gif
يعطيك العافيه علي الطرح ) ... ب إنتظآر جديدك وعذب أطروحآتك...) إحترآمي وتقديري...) |
جزاك الله خير
يعطيك العافيه على الطرح القيم تقديري |
شكر جزيلا للطرح القيم
ننتظر المزيد من ابداع مواضيعك الرائعه تحيتي وتقديري لك وددي قبل ردي . http://up.movizland.com/uploads/13587834072.gif |
جزاكي الله خير الجزاء ونفع بكِ على الطرح القيم وجعله في ميزان حسناتكِ وألبسكِ لباس التقوى والغفران وجعلكِ ممن يظلهم الله في يوم لا ظل الا ظله وعمر الله قلبكِ بالأيمان على طرحكِ المحمل بنفحات ايمانيه سررت لتواجدي هنا في موضوعكِ لا عدمناكِ |
الساعة الآن 10:07 PM |
Powered by vBulletin Hosting By
R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع