منتدى رواية عشق

منتدى رواية عشق (https://r-eshq.com/vb/index.php)
-   ۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩ (https://r-eshq.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   الجزاء الدنيوي والآخروي في الشريعة الإسلامية (https://r-eshq.com/vb/showthread.php?t=47880)

الياقوتة 07-10-2019 04:42 AM

الجزاء الدنيوي والآخروي في الشريعة الإسلامية
 


إن الجزاء على الأعمال في الشريعة الإسلامية - سواء أكان ثوابًا أم عقابًا - له طبيعة خاصة؛ فهو
لم يكن دنيويًّا فقط، كحال النظم والقوانين السائدة، وإنما شرعه الله تعالى وجعله دنيويًّا وأخرويًّا، وفي العاجل والآجل معًا، فليست العقوبات على الأعمال المحرَّمة مقصورة على هذه الحياة، بل هناك ما هو أشد منها لمن لم يَتُب في الآخرة، وليست الإثابة على الأعمال الصالحة تكون في الدنيا فقط، بل هناك ما هو أعظم منها عند الله في الآخرة.

وهذا واضح ومُفَصَّل في مصدري التشريع الأصليين، وهما كتاب الله عز وجل،
وسنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم، مِن خلال آيات وأحاديث الجزاء على الأعمال، خيرًا وشرًّا،
وقد أفاضت كتب التفسير والحديث والترغيب والترهيب في هذا الأمر، بالإضافة إلى كتب الفقه
التي تكفَّلت ببيان الأحكام العملية.

فعلى سبيل المثال يقول الله تعالى عقب آيات الميراث:
﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ *
وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [النساء: 13، 14].

وبعد الحديث عن قتل النفس وما يترتب عليه مِن عقوبة وكفَّارة في الدنيا يقول سبحانه:
﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 93].

وبعد الحديث عن جريمة القذف وما يترتب عليها مِن عقوبة، وما ينبغي أن يتحلى به المجتمع المسلم
مِن آداب حيال صيانة الأعراض واحترامها، يقول سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ
الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19].

وفي شأن منع الزكاة قال سبحانه:وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ
لَّهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
وعن أبي أُمامة إياسِ بن ثعلبة الحارثي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((مَن اقتطع حق امرئٍ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار، وحرَّم عليه الجنة))، فقال رجُلٌ: وإن كان شيئًا يسيرًا يا رسول الله؟ فقال: ((وإنْ قضيبًا مِن أَراكٍ)) [1].

أهمية وجود الجزاء الأخروي مع الجزاء الدنيوي:
إن هذه الخاصية جديرة بأن تحمِل الناس على التزام القوانين والتشريعات،
وتجعلَهم يفعلون ذلك تحت تأثير الوازع الديني قبل الخوف من العقاب الدنيوي،
مِن مُنطلق العقيدة الإسلامية التي مِن أركانها الإيمان بالله واليوم الآخِر.
ومعلوم أن سلطان الدين والعقيدة على النفس لا يعدله سلطان.

إن مِن شأن وجود الجزاء الأخروي في تشريعات الإسلام ونُظمه أن يوقظ في نفس الفرد قوة الضمير،
تلك القوة التي تجعل مِن صاحبها حارسًا ورقيبًا على نفسه قبل القانون والسلطة،
فلا ينتهك المحارم، ولا يُقارِف المحظورات، ولا يتجاوز الحدود، وإن حدث منه زلَلٌ فإنه سرعان ما يعود
إلى الرشاد والاستقامة، ويتحقق بالتوبة والإنابة، ويرجع ملتزمًا بما فيه صالح الفرد والجماعة.
ولذلك شُرِعت العقوبات في الإسلام، وكان منها عقوبات محددة؛
كالحدود والدِّيَات والقِصاص، وأخرى غير محددة تدخل في باب التعزيرات،
تُرِك تقديرُها لأهل الشأن والاختصاص؛ كأولي الأمر أو مَن ينوبون عنهم،
بحسب ظروفِ وطبيعةِ المخالفة أو المعصية.
كما أن الإنسان بطبيعته يميل إلى المكافأة والمثوبة على جميل صنيعه،
وإحسان عمله في الحياة الدنيا، فيكون هذا محفِّزًا له على مواصلة العمل الصالح،
وإعمار الكون، والإتيان بكل ما يعود بالنفع والخير للحياة والأحياء، فتضمَّن كتاب
الله تعالى وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم بيان الجزاء الدنيوي على الأعمال الصالحة،
كما تضمنَّا ذكر الجزاء الأخروي، ومن ذلك على سبيل المثال:
قال الله تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ
وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96].



دلوعة عشق 07-10-2019 07:30 AM

جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك
ولك احترامي وتقديري

دره العشق 07-10-2019 10:38 AM

الله يجزاك كل خير على مجهودك...
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتك...
ننتظر جديدك...
http://img.el-wlid.com/imgcache/2013/12/752427.gif

خالد الشاعر 07-10-2019 11:13 AM

جزاكي الله خير
وبارك الله فيكي
وجعلها في موازين حسناتكِ
وأثابكِ الله الجنه إن شاء الله

الاقشر 07-10-2019 11:51 AM

بارك الله فيك على طرحك الطيب

غـُـلايےّ 07-10-2019 12:14 PM

طررح يفوق آلجمآل ,
‎كعآدتك إبدآع في صفحآتك ,
‎يعطيك آلعآفيـه يَ رب ,
‎وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
‎لقلبك السعآده والفـرح ..
‎ودي


الساعة الآن 11:08 PM

Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع