منتدى رواية عشق

منتدى رواية عشق (https://r-eshq.com/vb/index.php)
-   ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ (https://r-eshq.com/vb/forumdisplay.php?f=77)
-   -   نزول القرآن بأرقى اللغات وأشرفها (https://r-eshq.com/vb/showthread.php?t=64212)

لَـحًـــنِ ♫ 12-24-2019 05:31 PM

نزول القرآن بأرقى اللغات وأشرفها
 














الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
لقد اختار اللهُ عزّ وجل اللغةَ العربيةَ لتكون لغة آخِرِ كُتُبِهِ، وهذا الاختيار مِنَ الحقِّ عز وجل لهذه اللغة العظيمة إنما يعود إلى ما تمتاز به مِنْ مرونةٍ واتساعٍ وقُدرةٍ على الاشتقاق، والنَّحت والتَّصريف، وغِنى في المفردات والصِّيَغ والأوزان [1].

فكل دارسِ للُغَات العالَم يُقِرُّ بأنَّ اللُّغة العربية هي أرقى اللُّغات وأجمعُها للمعاني الكثيرة تحت الألفاظ القليلة، وأحسنُها تهذيباً، وأكثرُها إيضاحاً وبياناً للمطلوب.

وهذا يدل على عظمة القرآن أنه نزل بأشرف اللغات وأرقاها: اللغة العربية. ولذلك أشاد القرآن العظيم بها في عدة آيات، منها:
• قوله تعالى: ﴿ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [الزخرف: 3].
• وقوله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [يوسف: 2] [2].
وإنْ سأل سائل فقال: لماذا أُنزل القرآن العظيم باللغة العربية دون غيرها من لغات العالَم.

فجوابه فيما يأتي:
لقد «أراد الله تعالى أن يكون القرآن كتاباً مُخاطَباً به كُلَّ الأمم في جميع العصور، لذلك جعله بِلُغَةٍ هي أفصحُ كلامٍ بين لغات البشر وهي اللغة العربية، لأسبابٍ يلوحُ لي منها، أنَّ تلك اللغة أوفَرُ اللغات مادة، وأقلُّها حروفاً، وأفصحُها لهجة، وأكثرُها تصرُّفاً في الدلالة على أغراض المتكلم، وأوفرُها ألفاظاً، وجَعَلَهُ جامِعاً لأكثر ما يمكن أن تتحمله اللغة العربية في نَظْمِ تراكيبها من المعاني، في أقلِّ ما يسمح به نظم تلك اللغة، فكان قِوامُ أساليبه جارياً على أسلوب الإيجاز؛ فلذلك كَثُرَ فيه ما لم يكثرْ مِثله في كلام بلغاء العرب» [3].

والعربُ أمَّة جُبِلَتْ على ذكاء القرائح وفطنة الأفهام، فعلى دَعامة فِطنتهم وذكائهم أُقيمت أساليبُ كلامهم؛ لأجل ذلك كَثُرَ في كلامهم المجاز، والاستعارة، والتمثيل، والكناية، والتَّعريض، والاشتراك والتَّسامح في الاستعمال؛ كالمبالغة، والاستطرادُ ومستتبعاتُ التراكيب، والأمثالُ، والتَّلميح، واستعمال الجملة الخبرية في غير إفادة النِّسبة الخبرية، واستعمال الاستفهام في التقرير أو الإنكار، ونحو ذلك.

وَمِلاكُ ذلك كله توفير المعاني، وأداء ما في نفس المتكلِّم بأوضح عبارة وأخْصَرِها ليسهل اعتلاقها بالأذهان؛ ولمَّا كان القرآنُ وحياً من العَلاَّم سبحانه أراد أن يجعله آيةً على صِدْقِ رسوله، وتحدَّى بُلغَاءَ العرب بمعارضة أقصر سورة منه، فقد نُسِجَ نَظْمُهُ نَسْجاً بالغاً مُنتهى ما تسْمح به اللغة العربية من الدقائق واللطائف لفظاً ومعنى.

فجاء القرآن على أسلوبٍ أبدعَ مما كانوا يعهدون وأعجب، فأعجزَ بُلَغَاءَ المعاندين عن معارضته ولم يَسَعْهم إِلاَّ الإذعانُ، سواء في ذلك مَنْ آمن منهم، مثل: لبيد بن ربيعةوكعب بن زهير والنابغة الجعدي، ومَن اسْتَمَرَّ على كفرِه عناداً، مثل: الوليد بن المغيرة.

فالقرآن من جانب إعجازه تكون معانيه أكثر من المعاني المعتادة التي يُودِعها البلغاءُ في كلامهم. وهو لكونه كتابَ تشريعٍ وتأديبٍ وتعليمٍ كان حقيقاً بأن يُودَعَ فيه من المعاني والمقاصد أكثر ما تحتمله الألفاظ، في أقلِّ ما يمكن من المقدار، بحسب ما تسمح به اللغةُ الوارِدُ هو بها، والتي هي أسمح اللغات بهذه الاعتبارات، ليحصل تمام المقصود من الإرشاد الذي جاء لأجله في جميع نواحي الهدى [4].

وإذا «قِيسَ اللسان العربي بمقاييس علم الألسنة، فليس من اللغات لغة أوفى منه بشروط اللغة في ألفاظها، وقواعدها، ويحق لنا أن نعتبر أنها أوفى اللغات جميعها، بمقياس بسيط واضح، لا خلاف عليه، وهو مقياس جهاز النطق في الإنسان، فإن اللغة العربية تَستخدم هذا الجهاز الإنساني على أتمه وأحسنه، ولا تهمل وظيفةً واحدةً من وظائفه، كما يحدث ذلك في أكثر الأبجديات اللغوية، فلا الْتباس في حرف من حروفها بين مخرجين، ولا في مخرج من مخارجها بين حرفين، ... وقد تشاركها اللغات في بعض هذه المزايا، ولكنها لا تجمعها كما جمعتها، ولا تفوقها في واحدة منها» [5]. قال ابن فارس: «قال بعض الفقهاء: كلام العرب لا يحيط به إِلاَّ نبي، وهذا كلام حريٌّ أن يكون صحيحاً، وما بلغَنا أن أحداً ممن مضى ادعى حفظ اللغة العربية كلها» [6]. وقال أيضاً: «قال بعض علمائنا - حين ذُكِرَ ما للعرب من الاستعارة والتمثيل والقلب، والتقديم، والتأخير، وغيرها من سنن العرب: ولذلك لا يقدر أحد من التَّراجم على أن ينقله إلى شيء من الألسنة كما نُقِلَ الإنجيلُ عن السِّريانية إلى الحبشية والرومية، وتُرجمت التوراةُ والزبورُ وسائر كتب الله عزّ وجل بالعربية؛ لأنَّ العَجَمَ لم تَتَّسِعْ في المجاز اتِّساعَ العرب»[7].

وقال كذلك: «ومما لا يمكن نقله البتَّةَ أوصاف السَّيف والأسد والرمح، وغير ذلك من الأسماء المترادفة، ومن المعلوم أن العَجَمَ لا تعرف للأسد اسماً غير واحد. أما نحن فنخرج له خمسين ومائة اسم، وحدَّثني أحمد بن محمد بن بندار، قال: سمعت أبا عبد الله بن خَالَويْه الهمذانييقول: جَمَعْتُ للأسد خمسمائة اسم، وللحَيَّة مائتين...»[8].












شيخة رواية 12-24-2019 05:33 PM

يعطيك العافية على روعة طرحك
طرح رائع ومميز
سلمت يمناك بانتظار جديدك القادم
ودي لروحك وباقات وردي

الأمير 12-24-2019 05:39 PM

سَلَّمَتْ أناملكِم الذَّهَبِيَّةَ عَلَى الطَّرْحِ الرَّائِعِ الَّذِي
أَنَارَ صَفْحَاتِ مُنْتَدَى روآية عِشْقٌ بِكُلِّ مَاهُوِ جَديدٍ
لُكِمَ مَنِّيُّ أَرَقٍ وَأَجْمَلِ التَّحَايَا عَلَى هَذَا التَّأَلُّقِ وَالْأبْدَاعِ
وَالَّذِي هُوَ حليفكِم دُومَا " أَنَّ شَاءَ اللهُ
https://akhawat.islamway.net/forum/u...1199813295.gif

قانون الحب 12-24-2019 09:08 PM

جزاك الله كل خير
طرح رائع يحمل الخير بين سطوره
ويحمل الابداع في محتواه
سلمت يمينك

الفارس 12-24-2019 09:11 PM

بارك الله فيك جزاك عنا
بطرحك لــ هالموضوع القيم خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك وانار قلبك بالايمان
ورزقك الفردوس الاعلى من الجنان
دمت بحفظ الرحمن

الدكتور على حسن 12-25-2019 01:47 AM

القديرة والمتميزة والمتألقة الاستاذة
لحـــن
تحياتى وتقديرى
كل الشكر لحضرتك
على موضوعك الاكثر من رائع
ربنا يبارك فيك ويسعدك ياااارب
لك كل تحياتى وتقديرى
الدكتور علـى


الساعة الآن 07:40 AM

Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع