منتدى رواية عشق

منتدى رواية عشق (https://r-eshq.com/vb/index.php)
-   ۩ إسلامِي هُو سر حَياتي ۩ (https://r-eshq.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   الإسلام ومعناه العام والخاص (https://r-eshq.com/vb/showthread.php?t=68089)

أبو علياء 02-04-2020 02:31 PM

الإسلام ومعناه العام والخاص
 
وبعد أن انتهينا من الاستدلال بالقرآن على أنه كلام الله، وعرضنا ذلك في ضوء الاكتشافات العلمية الحديثة، نجد أن القرآن دعا للإسلام كثيرًا، ويتبين ذلك في كثير من آيات القرآن الكريم.. والتي نذكر منها:

• قوله تعالى: ﴿ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [لأنعام: 14].



وفى الآية: يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: "قُلْ"، يا محمد. للذين يدعونك إلى اتخاذ الآلهة أولياء من دون الله، ويحثّونك على عبادتها: أغير الله فاطر السماوات والأرض، وهو يرزقني وغيري ولا يرزقه أحد، أتخذ وليًّا هو له عبد مملوك وخلق مخلوق؟! وقل لهم أيضًا: إني أمرني ربي: ﴿ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ.. ﴾ يقول المفسِّرين: أوّل من خضع له بالعبودية، وتذلّل لأمره ونهيه، وانقاد له من أهل دهرِي وزماني، و"قُلْ" يا محمد: وقيل لي: لا تكونن من المشركين بالله، الذين يجعلون الآلهة والأنداد شركاء.



وكذلك جاءت آيات القرآن تدعو إلى الإسلام في أكثر من موضع... فكان منها أيضًا:

• قول الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [غافر: 66].



• وقوله تعالى: ﴿ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [البقرة: 131].



• ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ ﴾ [آل عمران:19- 20].



• ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85].



• ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا.. ﴾ [النساء: 125].



• ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴾ [الحج: 34].



• ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3].



وبعد هذا العرض لآيات القرآن الداعية للإسلام.. يتسنى لنا أن نتعرف على الإسلام الذي هو دين الله...



فمن المعلوم أن كل شيء في هذا الكون منقاد لقاعدة معينة، وسنة ثابتة، فالشمس والقمر والنجوم والأرض مسخرات تحت قاعدة مطردة، لا قبل لها بالحراك عنها والخروج عليها ولو قيد أنملة، حتى إن الإنسان نفسه إذا تدبرت شأنه تبين لك أنه مذعن لسنن الله إذعانا تاما، فلا يتنفس ولا يحس حاجته إلى الماء والغذاء والنور والحرارة إلا وفقا للتقدير الإلهي المنظم لحياته، وتنقاد لهذا التقدير جميع أعضائه، فالوظائف التي تؤديها هذه الأعضاء لا تقوم بها إلا بحسب ما قرر الله لها.



فهذا التقدير الشامل، الذي يستسلم له ولا ينفك عن طاعته شيء في هذا الكون، من أكبر كوكب في السماء إلى أصغر ذرة من الرمل في الأرض، هو من تقدير إله ملك جليل مقتدر، فإذا كان كل شيء في السماوات وما بينهما منقادا لهذا التقدير، فإن العالم كله مطيع لذلك الملك المقتدر الذي وضعه، ومتبع لأمره، ويتبين من هذه الوجهة أن الإسلام دين الكون أجمع، لأن الإسلام معناه الانقياد والامتثال لأمر الآمر ونهيه بلا اعتراض كما عرفت آنفا، فالشمس والقمر والأرض مستسلمة، والهواء والماء والنور والظلام والحرارة مستسلمة، والشجر والحجر والأنعام مستسلمة، بل إن الإنسان الذي لا يعرف ربه ويجحد وجوده وينكر آياته، أو يعبد غيره، ويشرك به سواه، هو مستسلم من حيث فطرته التي فُطر عليها.



• الإسلام بالمعنى العام:

الإسلام بمعناه العام: يعنى الخضوع والانقياد والاستسلام؛ يقال فلان أسلم؛ أي: خضع وانقاد، ويقال فلان مسلم؛ أي مستسلم لأمر الله[1]، ومنه استسلم الجنود؛ أي انقادوا لأوامر العدو.



وبهذا المعنى جاءت كلمة الإسلام ومشتقاتها في كتب الله المنزلة – التوراة والإنجيل والقرآن -، فجاءت الكلمة في التوراة على هذا النحو:

• [ومبارك الله العلي الذي أسلم أعداءك في يدك] [ 14: 20 تك].

والآية تشير إلى ثناء ملك سدوم على الله لِتَمكينُه إبراهيم –إبرام- من أعدائه.



• [أما الرجل فيموت ويبلى الإنسان يسلم الروح فأين هو] [14: 10 أيوب].



• [وهذه سنو حياة إسماعيل مئة وسبع وثلاثون سنة وأسلم روحه و مات و انضم الى قومه] [25: 7 تك].

ونجد في الآيتين كيف يخُضع الإنسان روحه لله عند موته.



• "لكنهم يصلحون الأشياء الدهرية و دعاؤهم لأجل عمل صناعتهم خلافا لمن يسلم نفسه إلى التأمل في شريعة العلي.." "39/38 تتمة أستير".



وفى الآية نجد كيف يقارن الله بين الذى ينهمك في أعمال الدنيا من أطباء ومهندسين وصناع، وبين من يُسْلم – يخُضِع - نفسه للتفكر والتدبر في شريعة الله.



• وجاءت الكلمة في الإنجيل على هذا النحو: [فصرخ يسوع أيضا بصوت عظيم وأسلم الروح] [27: 50 متى].



وما الإسلام في القرآن إلا ذلك الوصف لخضوع وانقياد النفس لله رب العالمين. ونجد ذلك في قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴾ [آل عمران: 83].



وفى الآية يخاطب الله معشر أهل الكتاب قائلًا: ﴿ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ.. ﴾؛ أي: أفغير طاعة الله تلتمسون وتريدون، ﴿ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ يعنى: وله خَشع من في السموات والأرض، فخضع له بالعبودية، وأقرّ له بإفراد الربوبية، وانقاد له بإخلاص التوحيد والإلوهية[2]، ﴿ طَوْعًا وَكَرْهًا.. ﴾؛ أي ولله أسلم أي انقاد وخضع من في السموات من الملائكة والأرض من سائر المخلوقات الأرضية طائعين أو مكرهين، "وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ" وفوق هذا أنّكم ترجعون إليه فيحاسبكم، ويجازيكم بأعمالكم[3].



وهناك العديد من آيات القرآن التي تتحدث عن المعنى العام للإسلام.. ومن ذلك - على سبيل المثال – أن يعقوب - عليه السلام - عندما أحس بدنو أجله سأل أبناءه: من تعبدون من بعدى؟ فقالوا: - كما جاء في القرآن -: ﴿ قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 123].



ويشير نوح - عليه السلام - إلى ذلك فيما يرويه القرآن الكريم الذى يصف نوحًا بأنه مسلم، أي مستسلم لله، فعندما كلفه ربه بأن يدعو الناس، قال لهم: ﴿ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [يونس: 72].



وهذا هو المعنى الذى فهمه الشاعر الألماني Goethe (جوته)[4] وعبر عنه في "الديوان الشرقي".. قائلًا:

"إذا كان الإسلام معناه أن لله التسليم، فإننا أجمعين، نحيا ونموت مسلمين"[5].



ولهذا يشدد القرآن مرارًا وتكرارًا على أن دين الإسلام في الأساس دين واحد، وإن بلَّغ رسالتَه أنبياء مختلفون على مر التاريخ، وهذا ما تعبر عنه الآية التالية: ﴿ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ﴾ [الشورى: 13].



ويقول القرآن إن من الخطأ التفرقة بين الرسالات السماوية، أو بين نبي ونبي، فالأنبياء كافة أرسلهم رب واحد.. وذلك في قوله تعالى: ﴿ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِه.. ﴾ [البقرة: 285].



ومما تقدم يتضح بجلاء إقرار القرآن: أن أساسيات الرسالات السماوية كلها واحدة، وأنها تسعى إلى هدف واحد هو: صلاح الإنسان في دنياه وأخراه.



• الإسلام بالمعنى الخاص:

تطلق كلمة الإسلام بمعناها الخاص على ذلك الدين الذى دعا إليه محمد صلى الله عليه وسلم في القرن السابع الميلادي بوصفه وحيًا مُنزلًا من عند الله، وبوصفه تصديقًا للرسالات السماوية السابقة المنزلة من عند الله، وتجديدًا وإحياءً لها، وكذلك تصحيحًا مُنْصبًّا على ما في الديانات السابقة من أمور حرفها البشر بطريق الخطأ على مدى التاريخ. ومن أجل ذلك يؤكد القرآن هذه الحقيقة في مواضع عدة ويبين أنه جاء رحمة وذكرى للمؤمنين. ومنها: ﴿ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [العنكبوت: 51].



والإسلام بهذا المعنى الخاص المشار إليه، هو الصراط المستقيم في عقيدة المسلم، أي الطريق الذى مهده الله وقضى باتباعه[6]، ويدرك المؤمنون أن صراط الإسلام يعنى الانقياد والخضوع لله سبحانه، ويتضح ذلك في قوله تعالى: ﴿ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الحج: 54].



فالإسلام الذى هو دين الله - حسب قول (إيتيان دينيه)[7]: "صالح لكل زمان ومكان، فهو دين الإنسانية ودين المستقبل"[8].

خالد الشاعر 02-04-2020 03:37 PM

جزاك المولى الجنه
وكتب الله لك اجر هذه الحروف
كجبل احد حسنات
وجعله المولى شاهداً لك لا عليك
لاعدمنا روعتك
ولك احترامي وتقديري

نور القمر 02-04-2020 04:27 PM

سلمت أناملك
وسلم ذوقكـ على حسن الانتـــــــقاااء
بـ إنتظآر جديدك وعذب أطرٌوحآتك
تحيتي وتقديري

الأمير 02-04-2020 05:53 PM

سلمت يدآك ض2
جزآك الله خير الجزآء ض2
وجعله في ميزآن حسنآتك ض2

شيخة المزايين 02-04-2020 07:40 PM

جزاك الله خيراً وبارك فيك ونفع بطرحك
وجعله في ميزان حسناتك
دمت بخير

بٰٰقايٰا روحہٰ 02-04-2020 08:37 PM

لا جديد سوى رائحة التميز
تثور من هنا ومن خلال هذا الطرح
الجميل والمتميز ورقي الذائقه
في استقطاب ما هو جميل ومتميز
ودي وعبق وردي. :241:


الساعة الآن 12:26 AM

Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع