![]() |
آيات من سورة الجن بتفسير الإمام الزركشي
آيات من سورة الجن بتفسير الإمام الزركشي
د. جمال بن فرحان الريمي ﴿ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ﴾ [الجن: 1] قال القاضي أبو المعالي عزيزي بن عبدالملك رحمه الله: وسمَّاه - أي القرآن - عَجَبًا، فقال: ﴿ قُرْآنًا عَجَبًا ﴾ [الجن: 1][1]. ﴿ وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ﴾ [الجن: 10] قوله تعالى: ﴿ وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ﴾ [الجن: 10]، فحذف الفاعل في إرادة الشر؛ تأدبًا مع الله، وأضافوا إرادة الرشد إليه[2]. قوله تعالى: ﴿ وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ﴾ [الجن: 10]، قابل الشرَّ بالرشد، وهما خلافيان، وضد الرشد الغي، وضد الشر الخير، والخير الذي يخرجه لفظ الشر ضمنًا نظير الرشد قطعًا، والغي الذي يخرجه لفظ الرشد ضمنًا نظير الشر قطعًا، حصل من هذا الشكل أربعة ألفاظ: نُطقان وضمنان، فكان بهما رباعيّان. وهذا الشكل الرباعي يقع في تفسيره على وجوه فقد يرد وبعضه مفسّر، مثل ما ذكرناه، وقد يرد وكله مفسّر، كقوله تعالى: ﴿ فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى * وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ﴾ [القيامة: 31، 32][3]، فقابل ﴿ صَدَّقَ ﴾ [القيامة: 31]بـ﴿ كَذَّبَ ﴾ [القيامة: 32] و﴿ صَلَّى ﴾ [القيامة: 31] الذي هو أقبل بـ: ﴿ َتَوَلَّى ﴾ [القيامة: 32][4]. ﴿ وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا ﴾[الجن: 13] قال ابن فارس[5]: "البخس" في القرآن: النقص، مثل قوله تعالى: ﴿ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا ﴾ [الجن: 13][6]، إلا حرفًا واحدًا في سورة يوسف ﴿ وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ ﴾ [يوسف: 20][7]، فإن أهل التفسير قالوا: بخس: حرام[8]. ﴿ وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا ﴾ [الجن: 15] قال رحمه الله: كل شيء في القرآن "أقسطوا" فهو بمعنى: العدل، إلا واحدًا في سورة الجن: ﴿ وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا ﴾ [الجن: 15]، يعني العادلين الذين يعدلون به غيره، هذا باعتبار صورة اللفظ، وإلا فمادة الرباعي تخالف مادة الثلاثي[9]. ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ﴾ [الجن: 26] قزله تعالى: ﴿ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا * عَالِمُ الْغَيْبِ ﴾ [الجن: 25، 26][10]، أي والشهادة، بدليل التصريح به في موضع آخر[11]. [1] البرهان: معرفة أسمائه واشتقاقاتها 1/ 193. [2] صدر السابق: أساليب القرآن وفنونه البليغة - تنبيه في التهكم 4/ 41. [3] سورة القيامة: 31 - 32. [4] البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - المقابلة 3/ 281 [5] أفراد كلمات القرآن العزيز لابن فارس ص/ 10. [6] سورة الجن: 13. [7] سورة يوسف: 20. [8] البرهان: جمع الوجوه والنظائر 1/ 86. [9] البرهان: جمع الوجوه والنظائر 1/ 89. [10] سورة الجن: 25 - 26. [11] قال تعالى: ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ﴾ [الرعد: 9]. البرهان: أساليب القرآن وفنونه البليغة - أقسام الحذف 3/ 79. |
جزاك الله خيراا:rose::rose:
:rose::rose::rose: :rose::rose: :rose: |
شكرا لك على الموضوع
يعطيك العافيه احترامي |
الله يجزاكي كل خير على مجهودكِ ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتكِ ننتظر جديدكِ |
سلمت اناملك على
ماجادت به من روعة بالطرح دام لنا ابداعك بأرقى حالاته بأنتظار عطائك القادم |
يعطِـــيكْ العَآفيَـــةْ..
عَلَـــىْ روْعـــَــةْ طرْحِـــكْ’.. بإآنْتظَـــآرْ الَمزيِــدْ منْ إبدَآعِكْ .. لــكْ ودّيْ وَأكآليلَ ورْديْ لِك جِنآنَ آلورد مِنَ آلجوريّ https://upload.3dlat.com/uploads/13807977214.gif |
الساعة الآن 12:53 PM |
Powered by vBulletin Hosting By
R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع