أُنقحُ فيكِ المعاني
بنفسٍ أبيَّةٍ وخيالاتٍ بريئةٍ
أهبكِ جمراً ينبضُ بشعورٍ
أسَرَتْهُ زخارفُ حُليكِ المُقنَّعةِ
فقلمي ينبضُ نبضاتٍ ميتةٍ من نأيٍ
أماتَ فكري وقلبي
كلماتٌ موحشةٌ..مجروحةٌ
تزورني في ليلٍ طويلٍ
تصدُّ وتُعرضُ عن اشتياقي
تبثُّ إخفاقَ أمانيَّ وعِوزي واحتياجي

***
في خلوتي تترددُ جميعُ الأصواتِ
أبحثُ فيها عن صوتٍ يدلني عليكِ
حُجُبٌ أغلقت دوني الإمكانَ
أضاعت الإشاراتِ في قلاعٍ مهجورةٍ
جدرانٌ من حديدٍ حالت بين
المعاقلِ والأفقِ
فتوارتِ الأفكارُ وخمدَ الشعاعُ
واتَّشحَ الزمانُ بستارِ السواد
ومشتِ الأحلامُ تتوكأُ السراب
رغم أنها لم تتقنِ الخطواتِ

***
من فيوضٍ مكتظةٍ وأطيافٍ راحلةٍ
جعلتُ أتأملُ جَزِعاً مشفقاً
شقاءً يستمدُ الحياةَ من المماتِ
سنينَ مسحت الذاكرةَ وأقفلتِ الأبوابَ
بحثتُ وبحثتُ عن أغصانٍ تُظلني
تبعدني عن أشواكِ تاريخٍ حملَ
آلامي وأوجاعي إلى حكماءَ مجانينَ
فبتُ أرى الضحى لحناً فاحشاً
والقربَ حصياتٍ جوفاءَ

***
لا لا..لن أكسوَ قلبي بأوراقِ الخريف
فمازالتِ الأشجارُ ترتدي زينةَ الربيع
سأجدُ أبجديةً تُخرجني من الضجيج
سأنزعُ قيودَ المعابدِ كي ينمو
الصفاءُ ويسطعَ الحسنُ
ففي هدأةِ النفسِ تتجلى الحقائق
وينجلي التَّوقُ والسَكِينةُ تكللهُ
هلمي أيتها الراقدةُ..الغافلةُ
إلى عالمٍ جديد
إلى فناءٍ خالد
هلمي لننهِ تيهَ القلوبِ
في ساعةٍ لا هي في
ليلٍ ... ولا نهارٍ

spirit
1/1/2018