حينما يخيمُ سكونُ الليلِ
وتخبو أضواءُ السماء
تبدو الأشياءُ كموكبِ الصمتِ
تتمايلُ دونما صوتٍ
في ظلالٍ صامةٍ وأحلامٍ نائمةٍ
بأحاسيسَ عاتيةٍ
تزهرُ بالغاباتِ
كحبٍ يصحبهُ شيءٌ من الآلام
حقولٌ ضبابيةٌ
ينثرها الخريفُ بأوراقهِ الصفراء
منذراً بالهلاك
تبقى الثمارُ معلقةً
تتدلى الأغصانُ خاويةً
يرتعدُ الحورُ والصفصافُ
***
تتوالى الأصواتُ
تعصفُ البحارُ
تصدحُ الأصداءُ من وراءِ التلال
أبحثُ في خريرِ الينابيع
عن تخيلاتٍ خفيةٍ تتنهد
تتلألأُ في الحديقة الساكنة
تتبعها نغماتٌ ساحرةٌ
أتحسسُ حباتِ الندى
عن آثارِ الأمنيات
بينَ الأوراقِ الصفراء
***
رحلت الأمسياتُ الخضراء
كالأمواجِ
تركت خلفها
أوتاراً
أطيافاً سوداءَ تقتحمُ الصفاء
تمشي متراقصةً
تدورُ حولَ نفسها
تحملها ريحُ الأفق
تحطُّ على الأرضِ صارخةً
تتجمعُ الكواكبُ في السماءِ
مثلَ الأوراقِ في مهبِّ الرياح
احترقت شموعي
وانتشر الظلام
والثلجُ غطى الآثارَ
فاستحالت الأوراقُ الصفراءُ
تراباً يواري
بقايا الأجساد

spirit
2019/8/16