عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-04-2019
دلوعة عشق غير متواجد حالياً
Palestine     Female
 
 عضويتي » 894
 اشراقتي ♡ » Oct 2018
 كُـنتَ هُـنا » 05-31-2021 (07:42 PM)
آبدآعاتي » 27,595
 تقييمآتي » 111730
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Palestine
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلعمر  » 36سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
تم شكري »  0
شكرت » 0
مَزآجِي  »  1
мч ѕмѕ ~
 
افتراضي الإقبال على الله












ركب ذي النون المصري رضي الله عنه زورقـاً في النيل ، ومعه طائفة من محبيه ؛ فنظروا إلى قوم يركبون زورقاً آخر ، وهم في طرب وفرح وسرور ورقص ، فغضب من معه - لقلة نصيبهم من العلم الإلهي – وقالوا : ادعوا الله عز وجل عليهم ، فقال : لا ، ولكن : اللهم كما فرِّحتهم بالدنيا فرِّحهم بالإقبال عليك ، وإذا بالدعوة تستجاب في الحال ويتحولون إلى طـريق الله وإلى هدى الله وإلى العمل الصالح الذي يحبه الله عز وجل



وهذا حال الصالحين ، يمسكون بالمذنبين والضالين والمبعدين وليس بشدة ولا بقساوة ولا بغلظة ، لأنهم يعلمون أنهم مرضى يحتاجون إلى إشفاق الطبيب وإلى لطف العالم وإلى مناصحة الحكيم فعملوا بمنهج الرءوف الرحيم صلى الله عليه وسلم: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} آل عمران159


ولذلك أقبل عليهم هؤلاء ، ولأنهم أخذوهم على نهج ســيد الرسـل والأنبيـاء صلى الله عليه وسلم أيدهم الله بكل ما يحتاجون ، جعلوا بيوتهم كما أمر الله أنبياءه ؛ قبلة للواردين والطالبين والراغبين فإذا شحت الأقوات عندهم تكفل بالبركة والزيادة فيها رب العالمين ؛ فيعجب الحاضرون والمحيطون ؛ ويقـولون كيف يعيشون؟ ولا يدرون أن ذلك تأييد الله لأولياء الله


وهو نفس تأييد الله لرسل الله وأنبياء الله وأصفياء الله في كل وقت وحين ، شغلوا أنفسهم لله ، وليس عندهم وقت لينظروا في أولادهم وأحوالهم ، فتكفل الله بشئونهم


قال الإمام الشعراني رضي الله عنه في مننه الكبرى : ومما منَّ الله به علىَّ أن شغلني بحضرته ولم يشغلني بسواه ولم يجعل عندي وقتاً حتى لولدي وتكفَّل الله بأولادي وبناتي وزوجاتي ؛ فصار من حولي يحسدونني على حسن حالهم وظنوا أن ذلك من عنايتي بهم ، وجهلوا أن ذلك من الله عز وجل فضـلاً ورعـاية لهم لأني مشغـولٌ بالله عزَّ شأنه


هذا حال الصالحين وهذا حال المتقين في كل وقت وحين ، وفيهم يقول الله عز وجل: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ} - منهم وليس كلــهم ، من المؤمنين وليس حتى من المســلمين – {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} الأحزاب23


على ماذا عاهدوا؟ أنهم وأموالهم وأولادهم وأوقاتهم كلهم لله ، ولا يرجعون في ذلك نفساً ولا أقل وعلى أن تكون أعمالهم ونياتهم وتوجهاتهم كلها لله لا يطلبون غير رضاه ، وهذا يحتاج إلى حرص دقيق وحفظ إلهي عميـق للقلوب ، حتى لا تلتفت أثناء الأعمال إلى أهل الجيوب أو إلى أهل العيوب ، فيكله الله إلى نفسه فيخوض في العيوب والجيوب وهنا تتخلى عنه عناية علام الغيوب عز وجل


علمنا هذه الأمور شيخنا رضي الله عنه وأرضاه ؛ فكان على هذه الشاكلة ، كان ينزل إلى البلاد التي لا ينزلها الدعاة لوعورة الطريق أو لصعوبة الوصول إليها ولا يخبر أحداً ، ويقول لي : يا بني أنا كالجندي المجهول يبلغ الرسالة ولا يريد أن يعلم عنه أحد إلا الله عز وجل


ويقول لي موصياً : اعمل لله ولا يهمك معرفة شيخك أنك تعمل ؛ لأنك تعمل لله وليس لشيخك ، وما كان لله ؛ فإن الله عز وجل يطلع على حنايا القلوب وخفايا الصدور ويحيط به من جميع وجهه












 توقيع : دلوعة عشق

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس