سيرة الصحابية الجليلة/37/حفصة بنت سيرين
سيرة الصحابية الجليلة/37/حفصة بنت سيرين
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
صاحبة الكفنحفصة بنتسيرينكان ذِكْرُ الموت لايفارقها، فهى تعلم أن الدنيا أياممعدودة، فإذا ذهب يوم فقد ذهب بعضها؛ لذا كانت تتوقع الموت فى كل لحظة، حتى روِىأنها كانت تحتفظ بكفن دائم لها هو جزء من ملابسها فإذا حجت وأحرمت لبسته، وإذا جاءتالأيام العشرة الأخيرة من رمضان لبستْه تقيم فيه.إنها حَفْصَة بنتسيرين، المحدِّثة الزاهدة، التي أمضت شبابها فى عبادة وتقوي، وكانت تقول: يا معشرالشباب! خذوا من أنفسكم وأنتم شباب، فإنى رأيت العمل فىالشباب.قَرَأَتْ القرآن الكريم، وتدبرتْ معانيه وعمرها اثنتاعشرة سنة، وكان أخوها "محمد بن سيرين" إذا استشكَل عليه شيء من القرآن الكريم قال: اذهبوا إلى حفصة، واسألوها كيف تقرأ؟واشتهرت حفصةبالزهد، والصبر الجميل على طاعة اللَّه وعبادته، وكانت كثيرة الصيام، طويلة القيام،تدخل مسجدها تصلى فيه، وتتعبد بقراءة القرآن، ولا تخرج من بيتها إلا لحاجة أولمقابلة من يأتون ليستفتونها، ويتعلمون منها.وكانت محدثِّةجليلة، نشأت فى بيت علم، وكان لها ستة إخوة غيرها، كلهم يقرءون القرآن، ويشتغلونبالحديث.وكانت حفصة تحب العلم، وتبذل فى سبيله كل غالٍ ونفيس؛لأنها تَعْلَم أن العلماء ورثة الأنبياء، كما عُرِفتْ حفصة بشدة تمسكها بتعاليمالإسلام الحقة، وطاعتها للَّه ولرسوله؛ فقد رُوى أن سفيان بن عيينة بن عاصم قال: كنا ندخل على حفصة بنت سيرين، وقد جعلتِ الجلباب هكذا وتنقبت به (أي: لبسته)، فنقوللها: رحمك اللَّه، قال اللَّه تعالى:( وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَايَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَمُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌعَلِيمٌ)[ النور: 60]. فتقول: هو إثبات الجلباب.ولها باع كبير فىرواية الحديث النبوي، فقد رَوَتْ عن أخيها يحيى وعن غيره، وروى عنهاالكثير.وتُوُفيت "حفصة" -رضى اللَّه عنها- فى العام الثانىوالتسعين من الهجرة، وقيل: الحادى بعد المائة، وقد بلغت من العمر سبعينعامًا.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|