عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-27-2020
بنت الشام غير متواجد حالياً
Syria     Female
 
 عضويتي » 1589
 اشراقتي ♡ » Jul 2020
 كُـنتَ هُـنا » 11-25-2022 (08:02 PM)
آبدآعاتي » 422,999
 تقييمآتي » 264176
 حاليآ في » في الأردن
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Syria
جنسي  »  Female
 حالتي الآن » الحمدالله
آلعمر  » 20سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطة ♡
تم شكري »  0
شكرت » 0
مَزآجِي  »  الحمدلله
 
افتراضي وظيفتك : عبادة الله .



بسم الله الرحمن الرحيم

و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم

المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين.


===================================

======== {و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون } الذاريات .

و إن هذا النص الصغير ليحتوي حقيقة ضخمة هائلة ، من أضخم الحقائق الكونية التي لا تستقيم حياة البشر في الأرض بدون إدراكها و استيقانها .

سواء كانت حياة فرد أم جماعة . أم حياة الإنسانية كلها في جميع أدوارها و أعصارها .



======== و إنه ليفتح جوانب و زوايا متعددة من المعاني و المرامي ، تندرج كلها تحت هذه الحقيقة الضخمة التي تعد حجر الأساس الذي تقوم عليه الحياة .

هناك غاية معينة لوجود الإنس و الجن .

تتمثل في وظيفة من قام بها و أداها فقد حقق غاية وجوده ، و من قصر فيها أو نكل عنها فقد أبطل غاية وجوده ، و أصبح بلا وظيفة ، و باتت حياته فارغة من القصد .

فقد انفلت من الناموس الذي خرج به إلى الوجود ، و انتهى إلى الضياع المطلق ، الذي يصيب كل كائن ينفلت من ناموس الوجود الذي يربطه و يحفظه و يكفل له البقاء .



======== هذه الوظيفة المعينة التي تربط الجن و الإنس بناموس الوجود هي : العبادة لله أو العبودية لله .

أن يكون هناك عبد و رب .

و أن تستقيم حياة العبد كلها على أساس هذا الاعتبار .

و من ثم يتجلى أن معنى العبادة التي هي غاية الوجود الإنساني أو التي هي وظيفة الإنسان الأولى أوسع و أشمل من مجرد الشعائر ..

و أن وظيفة الخلافة في الأرض داخلة في مدلول العبادة قطعا .



======== و أن حقيقة العبادة تتمثل إذن في أمرين رئيسيين :

الأول : هو استقرار معنى العبودية لله في النفس . أي استقرار الشعور على أن هناك عبدا و ربا .

و أن ليس وراء ذلك شيء ، و أن ليس هناك إلا هذا الوضع و هذا الاعتبار .

ليس في هذا الوجود إلا عابد و معبود ، و إلا رب واحد و الكل له عبيد .

و الثاني : هو التوجه إلى الله بكل حركة في الضمير ، و كل حركة في الجوارح ، و كل حركة في الحياة .

التوجه بها إلى الله خالصة ، و التجرد من كل شعور آخر ، و من كل معنى غير معنى التعبد لله .



======== بهذا و ذلك يتحقق معنى العبادة ، و يصبح العمل كالشعائر ، و الشعائر كعمارة الأرض ، و عمارة الأرض كالجهاد في سبيل الله ، و الجهاد كالصبر على الشدائد و بقدر الله ..

كلها عبادة .. و كلها تحقيق للوظيفة الأولى التي خلق الله الجن و الإنس لها .

عندئذ يعيش الإنسان في هذه الأرض شاعرا أنه هنا للقيام بوظيفة من قبل الله تعالى ، جاء لينهض بها فترة طاعة لله و عبادة له لا أرب له هو فيها ، و لا غاية له من وراءها ، إلا الطاعة ..

و جزاؤها الذي يجده في نفسه من طمأنينة و رضى عن وضعه و عمله ، و من أنس برضى الله عنه ، و رعايته له .

ثم يجده في الآخرة تكريما و نعيما و فضلا عظيما .



 توقيع : بنت الشام

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس