وها نحن في نهاية رحلة الجنين داخل رحم الأم.. بعد أن اكتمل نموه، وأصبح طوله ووزنه مهيئًا للنزول إلى الحياة، الدكتور أيمن محمد عادل، اختصاصي النساء والتوليد، يقص علينا ملامح نهاية الرحلة.
...ها قد اقتربت من نهاية مسارك الطويل، لست وحدك التي تنتظر انتهاء الحمل بفارغ الصبر، طفلك أيضًا ينتظر؛ فهو يريد أن يخرج من مأواه الذي يضيق أكثر فأكثر ليكتشف العالم الذي يحيط به ويسمع أصواته، وها هي تظهر على البطن هذه البروزات المتحركة؛ علامةً على حركة الجنين داخل الرحم.
* طفلك لم يعد له المكان الكافي ليتحرك، ومع ذلك يسدد إليك الركلات والضربات برأسه وكوعه ليذكرك بوجوده، أما وضعيته؛ فرأسه نحو الأسفل، وذراعاه مكتوفتان على صدره، وساقاه مرفوعتان مطويتان ليحتل أقل مساحة ممكنة.
* يفرز طفلك في هذا الشهر من 25 إلى 30 ملم من البول في الساعة، أي ما يعادل ملعقتين كبيرتين، ويصب هذا البول في السائل السابيائي الذي يسبح فيه، وحين تنشق الأغشية أثناء الولادة، يجري السائل عبر عنق الرحم والمهبل، ويشكل بالتالي مادة دهنية تسهل خروج الطفل.
* جلد طفلك لم يعد مجعدًا؛ إذ زادت سماكة الطبقة الدهنية التي تغطي الجسم كله؛ فأصبح هو الآخر ممتلئًا، وسقط الزغب الذي كان يغطيه، في حين انسلخت جزئيًا الطبقة الجبنية التي تغطي الجلد، وسقطت في السائل السابيائي على شكل قطع كبيرة.
* أما العضو الأقل نموًا عند الولادة فهو الدماغ؛ لهذا سيتابع رحلته نحو النضج البيولوجي ببطء حتى يبلغ الطفل سن الثامنة عشرة أو العشرين.
* الدماغ في الشهر التاسع وعند الولادة قوة كامنة، مصيره أن يبني نفسه بنفسه انطلاقًا من تجارب الحياة؛ لهذا سيتابع تطوره مع نمو الروابط العصبية وتشبعها، وتجدر الإشارة إلى أن مستوى الذكاء لا يرتبط حكمًا بحجم الدماغ عند الولادة