قصص_جزاء التّخلّف
أصدر الرّسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الأمر بالتّحرك باتّجاه العدوّ، وذلك في غزوة تبوك، فتحرّك الجميع، ما عدا ثلاثة أشخاص تخلّفوا عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولم يلتحقوا بالجيش الإسلامي، غير أنَّ تخلّفهم لم يكن من باب النّفاق، بل كان بحجّة العجز والضعف، ومن باب التّكاسل، ثمّ كان من أمرهم أن ندموا على تخلّفهم.
هؤلاء الأشخاص هم: كعب بن مالك ومرارة بن الرّبيع وهلال بن أميّة وذلك أنّهم تخلّفوا عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولم يخرجوا معه لا عن نفاق ولكن عن توان، ثمّ ندموا، فلمّا قدم النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) المدينة، جاءوا إليه واعتذروا فلم يكلّمهم النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وتقدّم إلى المسلمين بأن لا يكلّمهم أحد منهم، فهجرهم النّاس حتّى الصّبيان وجاءت نساؤهم إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فقلن له يا رسول الله نعتزلهم، فقال: لا ولكن لا يقربوكنّ فضاقت عليهم المدينة فخرجوا إلى رؤوس الجبال وكان أهاليهم يجيئون لهم بالطّعام ولا يكلّمونهم، فقال بعضهم لبعض: قد هجرنا النّاس ولا يكلّمنا أحد منهم، فهلاّ نتهاجر نحن أيضًا فتفرّقوا ولم يتجمّع منهم اثنان وبقوا على ذلك خمسين يومًا يتضرّعون إلى الله تعالى ويتوبون إليه، فقبل الله تعالى توبتهم وأنزل فيهم هذه الآية [96] : ﴿ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [97] .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|