من فرط احزانى بدوت سعيدا
وَحْدي
ولمْ يَكُ خافِقي موجودا
مِن فَرْطِ أحزاني
بَدَوتُ سَعيدا
كانَ انتظاري
واقفًا قربي يُرَدِّدُ
كُلّما اقتَرَبَ اللّقاءُ قَصيدا
قلبي تَأَبَّطَ خَوفَهُ
والفِكْرُ أبحَرَ في الخَيالِ مُغامِرًا وشَريدا
وَحدي على شَفَةِ الظّنونِ
وظُنونُنا لا تُتْقِنُ التّجويدا
وأتتْ
تَهُشُّ الأمنياتِ أمَامَها
لِيَقِفْنَ عندَ المُستحيلِ وُفودا
جَلَسَتْ
فأزهَرَتِ الدّقائقُ أحرُفًا
والصَّمتُ ماتَ على الشّفاهِ شَهيدا
وَتقولُ ... ثُمَّ أقولُ
ثُمَّ تقولُ حتّى .... خِلتُ أطرافَ الحديثِ نَشيدا
وكأنَّ قلبي عادَ لي مِنْ أمْسِهِ
لِيُريقَ لحنًا في العُروقِ جَديدا
كانتْ تُحَدِّثُني
ونَغمَةُ صوتِها
كهديلِ نايٍ خَاصَمَ التّغريدا
وكأنَّ أنفاسَ المَلائكِ رَاوَدَتْهُ
فَبَثَّ أنغامَ الهوى تَنهيدا
لمّا استراحَتْ في مَسَامِعِ لهفتي
أنكَرْتُ "كَوكَبَ شَرقِنا" و"فريدا"
كانَ الوِشاحُ خليلَ وجهٍ باسِمٍ
واللّحظُ مِن فرطِ الحياءِ بليدا
طالَ الحَديثُ ... كأنَّهُ نارٌ
تُؤانِسُنا، ونرمي بالكلامِ وَقودا
واستيقَظَ الوَقتُ البَخيلُ وَوَجهُهُ
يُلقي على وَجهِ الهَناءِ وَعيدا
رَحَلَتْ
وأحيا الفَقدُ صَمتا قاتِلا
وَبَدَتْ له كلُّ الصّروفِ جُنودا
خَبَّأتُ صُورَتَها بِعينِ قَصيدتي
سَرَقَتْ فؤادي، ثُمَّ عُدتُ وَحيدا
|