الموضوع
:
حلمي أن أتميز
عرض مشاركة واحدة
#
1
11-29-2022
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
عضويتي
»
1396
اشراقتي ♡
»
Dec 2019
كُـنتَ هُـنا
»
منذ ساعة واحدة (06:21 PM)
آبدآعاتي
»
11,233,800
تقييمآتي
»
6473160
حاليآ في
»
ابو ظبي
دولتي الحبيبه
»
جنسي
»
حالتي الآن
»
الحمد لله
آلعمر
»
28سنة
الحآلة آلآجتمآعية
»
مرتبط ♡
تم شكري
»
312
شكرت
»
67
مَزآجِي
»
мч ммѕ
~
حلمي أن أتميز
حلمي أن أتميز
يحيى بن إبراهيم الشيخي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعدُ:
هو
حُلْمي
وحُلْمُكَ وحُلْم كلِّ طَمُوحٍ يُحبُّ أن يكون في المقدِّمة في كل شيء، فهل من الصَّعْب أن نكون على رأس هَرَمِ التميُّز؟ أليس لدينا من العقول والحواسِّ ما لدى المتميِّزين؟ فلماذا العجز واليأس يا فتى؟! أم إنها الفوارق في قوة الإرادة وهمَّة العزيمة التي أقامتْهُمْ وأقعدتْكَ؟ فبئس الحال إذًا.
المتميِّز - يا سادة - هو الشخص الذي لا يرضى بالدُّون أبدًا، فهو الذي يستحقُّ الإعجاب والثناء عليه من الآخرين.
يا أيها القُرَّاء، المتميِّزون قليلون في العالم، وهم كالنُّقْطة البيضاء في البُقْعة السوداء، مع صغرها تُرى من بعيد وكأنها البدر الساطع في وسط السماء الصافية.
المتميِّزون دائمًا في مقدِّمة الطليعة لا يسبقهم أحدٌ ﴿
وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ
*
أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ
﴾ [الواقعة: 10، 11]، ﴿
أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ
﴾ [المؤمنون: 61] ﴿
فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا
﴾ [التوبة: 108]، متميِّزون في عباداتهم، وفي حضورهم ومشاركاتهم ومجتمعاتهم، وفي أقوالهم وأفعالهم، لهم صولات وجولات، وهل انتصرت الجيوش بعد نصر الله بغير المتميِّزين الأبطال؟ وهل قامت الحضارات في دول العالم بغير المتميِّزين؟ أكاد أجزم أن تقولوا: "لا، وألف لا".
المتميِّزون يا سادة يا كِرام لا يُستغنَى عنهم في مجلس أبدًا؛ فهم إذا حضروا عُرِفوا، وإذا غابوا فُقِدوا، ويصدُق عليهم قولُ الشاعر:
سيذكُرُني قَوْمي إذا جَدَّ جِدُّهُم
♦♦♦
وفي اللَّيلةِ الظَّلْماءِ يُفْتَقَدُ البَدْرُ
إذا أردتَ أن تتميَّز، فاصنع ما تُحبُّ وتهوى أنت، لا ما يُحبُّه ويهواه الآخرون؛ يقول ستيف جوبز: "افعل الأشياء التي تُحبُّ فعلَها حقًّا، ابحثْ دائمًا عن رغبتكَ الحقيقية، اصنع الاختلاف والتميُّز، الطريقة الوحيدة لعمل أشياءَ عظيمة هي أن تُحبَّ ما تفعلُه".
المتميِّزون لحضورهم مكانةٌ، تنجذِب لهم القلوبُ، وتتَّجه إليهم الأبصارُ، وتبتهج بهم المجالسُ، ويطيب بذكراهم الحديثُ؛ لأنهم تميَّزوا بالتميُّز حتى صار التميُّزُ طبْعًا لهم.
كريم السَّجايا هذَّبَ الجُودُ نَفْسَه
♦♦♦
إلى أنْ تساوى عِنْدَهُ التُّرْبُ والتِّبْرُ
المتميِّزون يستحقُّون منَّا الدَّعم والتشجيع، لا التحطيم والتحبيط، يقول ستيف جوبز: "ساعدْ وحمِّس الأشخاص الذين يُريدون أن يفعلوا شيئًا مميَّزًا في الحياة".
يا أيُّها الأعزاء:
التميُّز ليس معجزةً يصْعُب تحقيقُه؛ فبالإصرار والعزيمة يكون التميُّز، وبالتخطيط والتركيز في مجالٍ واحدٍ، فيبذل فيه كلَّ طاقاته وقدراته يُحقِّق التميُّز؛ يقول فيكتور هوجو: "لا نُدركُ حقيقتنا إلا بما نستطيعه من الأعمال".
مشكلة بعضنا كثرةُ الأهداف وتشتيت الأفكار؛ فيضيع وقته وهو مرَّة في اليمين ومرة في الشمال، وفي النهاية لا تميُّز ولا إنجاز، فليس من شروط التميُّز أن يتميَّز في كلِّ مجالٍ، ولكن لا يمنع أن يكون لديه علمٌ أو معرفةٌ أو مهارةٌ بكلِّ الجوانب، مع التركيز على أحدها؛ حتى يتميَّزَ فيه بقوَّة، فمن أسباب تحقيق التميُّز التخصُّص؛ يقول أحمد زويل: "التخصُّص هو أساس التميُّز في عصر العلم".
فهذا سعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه يُجيد حمل السلاح والقتال كغيره، لكنَّه كان متميِّزًا في رَمْي السهام، والقعقاع بن عمرو كذلك كان قنَّاصًا ماهرًا، قيل عنه: "لا يُهزَم جيشٌ فيه القعقاع"، وتميَّز زيدٌ في علم الفرائض، وابن عباس في التفسير، وعمرو بن العاص في الدهاء، وحسَّان بن ثابت في الشعر، وغيرهم كثير.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسَه: أليس في النساء متميِّزات أم هو خاصٌّ بالرجال فقط؟
وأجيب بقولي:
ليس الأمر كذلك، فكما يكون التميُّز في الرجال، يكون في النساء أيضًا، وكما يكون في الكبار يكون في الصغار، فها هي عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها مثلها مثل نساء الرسول صلى الله عليه وسلم عاشتْ معه كغيرها، لكنها تميَّزت في الفقه والفتوى، فكانتْ فقيهةً عالمةً، وكان يرجع إليها الصحابةُ في الفتوى في بعض المسائل مع وجود بعض كبار الصحابة، وتميَّزتْ أمُّ سلمة برجاحة عقلِها ورأيِها الصائب، ومن ذلك أنها أشارتْ على الرسول صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية بعد ما رأتْ ما أصاب الرسولَ من الهمِّ والغمِّ بسبب عدم استجابة الصحابة لأمره لهم بالحَلْق والنَّحْر، فقالت له: "قُمْ واخرجْ إلى الناس، واحلق رأسَكَ، وانْحر هَدْيَك أنت أولًا"، فلمَّا فعل ذلك قام الصحابة كلُّهم يتسابقون إلى الحَلْق والنَّحْر؛ اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم، حلَّتْ مشكلةَ دولةٍ في أقلَّ من دقيقةٍ بأبسط الحلول التي غابتْ عن كبار الصحابة؛ وبذلك انتهتْ هذه المشكلة باقتراح حلٍّ بسيطٍ من امرأة مُتميِّزة في إيجاد بعض الحلول السريعة البسيطة.
فيا أيها القُرَّاء الأعزَّاء، لا تحتقروا قدراتكم، فكلٌّ له قدراتٌ كامنةٌ في داخله، متى ما طلبها وجدها، ولكن حاولوا أن تكتشفوا هذه القدرات بأنفسكم، خوضوا معارك الحياة بشتَّى مجالاتها، وطوِّروا قدراتكم بالعلم والمعرفة، ونمُّوا مهاراتكم بالدورات التدريبية وممارسة التجارب عمليًّا، فليس عيبًا أن نُخطئ، ولكن العيب كل العيب أن نيئس ونشعُر بالفشل من أول خطأ نرتكبُه؛ يقول عبدالله المغلوث: "إن التميُّز لا يأتي من دون أن تتجرَّع مرارةَ الفشل".
وفَّقني الله وإياكم لكل خيرٍ، وجعلنا من المتميِّزين في الدنيا والآخرة، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه.
زيارات الملف الشخصي :
13285
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 5,693.73 يوميا
رحيل
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى رحيل
البحث عن كل مشاركات رحيل