عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-23-2023
الدكتور على حسن غير متواجد حالياً
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
 
 عضويتي » 1349
 اشراقتي ♡ » Oct 2019
 كُـنتَ هُـنا » منذ 2 ساعات (02:54 AM)
آبدآعاتي » 2,818,736
 تقييمآتي » 712928
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  male
 حالتي الآن »
آلعمر  » 54سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » متزوج 😉
تم شكري »  1,308
شكرت » 47
مَزآجِي  »  1
 
Q117 جوهر الأخلاق.. السماحةُ وثقافة الألفة



إن السماحة فى الشريعة الإسلامية ليست كلمة تقال،
أو شعارًا يرفع؛ إنما هى عقيدة يحيا بها المسلم،
ويجعلها منهج حياة، كما أنها مبدأ من المبادئ
التى أمر الحقُّ سبحانه عباده أن يتعاملوا بها فيما بينهم،
وجعلها سببًا لرضوانه ومغفرته ورحمته،
حيث يقول سبحانه:
«وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ الله لَكُمْ».
فدعوة الإسلام إلى السماحة دعوة للتطبيق العملى
لمفهوم التسامح بحيث يصبح سلوكا حياتيًّا.
فالسماحة سلوك نبيل ينبغى أن يطبقه المسلم
فى جميع مناحى الحياة، ومن ذلك: السماحة
بين الزوجين، فالعلاقة الزوجية من أسمى
العلاقات الإنسانية، وهى آية من آيات الله تعالى،
وقد بين الله «عز وجل» أنها تقوم على المودة
والرحمة وحسن العشرة، قال تعالى:
«وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن
كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً
وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِـيرًا»،
ويقول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِى».
ومنها: السماحة مع الجيران؛
حيثُ يقول الحق سبحانه:
«وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
وَبِذِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِى
الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ»،
ويقول النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«مَا زَالَ يُوصِينِى جِبْرِيلُ بِالْجَارِ،
حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ».
ومنها: السماحة بين الزملاء فى العمل،
وفى الجامعات، وفى المدارس
فقد كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحسن الناس
خلقًا مع الناس جميعًا، يقول الحق سبحانه وتعالى:
«فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ
الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ
لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الْأَمْرِ».
ومنها: السماحة فى البيع، والشراء، والاقتضاء:
حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم:
«رَحِمَ الله رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى».
ومنها: السماحة بالكلمة الطيبة،
حيث يقول الحق سبحانه:
«وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا»،
ويقول تعالى:
«وَقُلْ لِعِبَادِى يَقُولُوا الَّتِى هِيَ أَحْسَنُ»،
والكلمة الطيبة تكون مع الناس جميعًا
على اختلاف ألوانهم وأجناسهم ومعتقداتهم.
إنَّ السماحة وسط بين نقيضين؛ التشدد،
والتسيب، وكلاهما تطرف بعيد عن منهج
الإسلام الوسطى الذى شمل ضروبًا
من التسامح والتيسير التى تقضى
على كل صور التطرف، والغلو.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضــان كريـــم
الدكتــور علـى



 توقيع : الدكتور على حسن

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس