عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-30-2023
Şøķåŕą متواجد حالياً
Egypt     Female
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
 
 عضويتي » 8
 اشراقتي ♡ » May 2017
 كُـنتَ هُـنا » منذ 10 دقيقة (03:16 PM)
آبدآعاتي » 12,338,200
 تقييمآتي » 2506739
 حاليآ في » ☆بعالم الحب يا حب ❤️ ☆
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلعمر  » ❤
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء 😄
تم شكري »  1,515
شكرت » 1,537
مَزآجِي  »  1
 
Q81 توجيهات وتحقيقات في الأحاديث النبوية (16)



توجيهات وتحقيقات في الأحاديث النبوية (16)
الحديث السادس عشر



عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((لا عدوى ولا طِيَرة، ولا هامة ولا صَفَر، وفِرَّ من المجذُوم كما تفرُّ من الأسد))[1].



وفي رواية: ((لا عدوى، ولا هامَة، ولا نَوْء، ولا صَفَر))[2].



وفي أخرى: ((لا عدوى، ولا طِيَرة، ولا غُولَ)) [3].



وفي أخرى: ((لا عدوى، ولا طِيَرة، ويُعجبُني الفألُ الصالحُ: الكلمةُ الحسنةُ))[4].



وفي أخرى قال رسُولُ الله صلى الله عليه وسلَّم: ((لا عدوى، ولا صَفَر، ولا هامة))، فقال أعرابيٌّ: يا رسول الله، فما بالُ الإبل تكُونُ في الرَّمل كأنَّها الظِّباءُ، فيجيءُ البعيرُ الأجربُ فيَدخُلُ فيها فيُجربُها كلها؟ قال: ((فمن أعدى الأوَّل؟))[5].



توجيهات وتحقيقات الحديث:

((لا عدوى)): "لا" نافية للجنس، و"عدوى" اسمها، والخبر محذوف تقديرُه موجودة عند من ينكرها، أو مؤثِّرة بذاتها عند من يثبتها، وهذا هو الحقُّ، وإنَّما يريد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينفي ما كان في الجاهلية من سخافات في العدوى، وما ذكر معها؛ لأنهم كانوا يُبالغون في الفزَع من العدوى، ويَجهلون أنَّها بقدَر الله تبارك وتعالى، فتنهار نفوسُهم عند حدوث الأمراض المعدِية، مما يُساعد على سرعة انتشارها؛ إذ تضعف به مقاومتهم لها، ولا يعرفون كيف يعملون على منع انتشارِها معه، فأراد النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يَحملهم على الاعتدال في أمرِها؛ حتى لا يُدركهم اليأسُ، ويعملوا على منع انتشارها، فكأنَّه صلوات الله وسلامه عليه قال: لا فزع من العدوى؛ لأنَّها بقدَر الله، فمن شاء أصابته، ومن شاء نجا منها، فيجب الاطمئنان فيها، ولا يصح الفزَع منها إلى ذلك الحدِّ.



((وفرَّ من المجذُوم)) وصلَه بما قبله، مع أنَّه إنشاء وما قبله خبر؛ لأنَّ قوله صلى الله عليه وسلم ((لا عدوى...)) خبر لفظًا، إنشاء معنًى؛ لأنَّ المراد منه النهي عن اعتقادات الجاهلية في هذه الأمور.



فالوَصْل بين الجملتين للتوسُّط بين كمال الاتصال وكمالِ الانقطاع؛ لاتِّفاقهما في الإنشائية مع وجود الجامع بينهما، وهو الاتفاق في المسنَد إليه.



وقد يُقال: فهل يجوز للخاصة - أهل الرسوخ في الإيمان أو التوكُّل على الله - مخالطة المجذومين، مع الأمر بالفرار منهم؟!



والجواب:

إنَّ تكاليف الشَّرع عامَّة، للخاصة وغير الخاصة، فلا محاباة لأحدٍ على أحدٍ في هذه التكاليف، وقد فرَّ سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الطَّاعون، وهو من أولئك الخاصَّة.



فلا يجوز مخالطة المجذومين ونحوهم إلاَّ لمن يعالجهم من الأطبَّاء والممرضين؛ لأنَّهم يحتاطون للعدوى، وليسوا كغيرهم في مخالطتهم.



أَتْبع النبي صلى الله عليه وسلم قوله: ((لا عدوى)) بقوله: ((وفرَّ من المجذُوم كما تفرُّ من الأسد))؛ ليفيد أنَّ نفي تأثير العدوى بذاتها لا يَمنع من توقِّيها؛ لأنَّها سبب في الظاهر لانتقال الأمراض المعدية، وهذا يكفي في أمر الشارع بالتوقِّي منها؛ لأنَّ التكاليف الشرعية تجري على الأسباب الظاهرة، أمَّا تأثيرها بذاتها وعدمه فمرجعهما إلى العقيدة.



قوله صلوات الله وسلامه عليه: ((فمن أعدى الأوَّل؟)) لا ينفي العدوى، بل هو كقوله: ((لا عدوى)) لا يُرادُ منه إلاَّ نفي تأثير العدوى بذاتها.



وقد يُقال: لماذا نفى التشاؤمَ مع أنه كان يتفاءل ويحبُّ الفألَ الحسَن ولا تأثير له كالتشاؤم؟!



والجواب: ليس التشاؤم كالتفاؤل؛ لأنَّ المتشائم تتنغَّص حياتُه بالتشاؤم، أمَّا المتفائل فإنَّه يسعد في حياته، ولا يضيق بها كما يضيق المتشائم، وإنَّما كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يحب الفألَ الحسَن؛ لأنَّه حسَن الأثر في النفس، لا لأنَّه يعتقد تأثيره كما يعتقد المتشائم فيما يتشاءم به.



وقد ذُكرَت الطِّيرةُ عند النَّبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((أحسنُها الفألُ، ولا ترُدُّ مُسلمًا، فإذا رأى أحدُكم ما يَكره، فليقُل: اللهمَّ لا يأتي بالحسناتِ إلاَّ أنت، ولا يدفعُ السَّيِّئات إلاَّ أنت، ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بك))[6].



((فما بالُ الإبل تكونُ في الرَّمل كأنَّها الظِّباءُ)): ((ما)) اسم استفهام خبر مقدَّم، ((بالُ الإبل)) مبتدأ مؤخَّر، ((تكُونُ)) فِعل مضارع تام، وفاعله ضمير الإبل، ((في الرَّمل)) متعلِّق به، ((كأنَّها الظِّباءُ)) حال؛ أي: مشبهة لها، ويجوز أن يكون خبرًا؛ لتكون على كونها ناقصة.



 توقيع : Şøķåŕą

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
مواضيع : Şøķåŕą


رد مع اقتباس