في غرفة مظلمـة لا يوجد بها سوى
شمعة ضوئها خافت ..
كان قد حل منتصف الليل و هي لا تزال تجلس امام نافذتها تنظر الى الثلج الابيض الناعم
و هو يتساقط على الارض فيكسوها بياضاً ..
وبجانبها كوب من القهوة الساخنـة ،،
وفي يديها تحمل صورة لـه ..

تمتمت و هي تنظر الى الصورة بملامح شبه ميتـه :
ليتكَ اخذتني معك عندما رحلت
عن هذا العالم الموحش ،
كيف سأسير في درب الحياة هذا
وانت لست معي فيه ..؟!

اغمضت عيناها وتنهدت فترددت في رأسها كلماتـه :
ان مت يوماً لا يعني انني رحلت و تركتكِ ،
انا فقط انتقلت من العيش معكِ في المنزل الى العيش
في القلب داخلكِ ..

شعرت ان تلك الكلمات لامست اوتار قلبها الحساسـه فوضعت يدها على جهة قلبها وحنت رأسها وبدأت تبكي بهدوء ..

ثم تذكرت تلك الجملة التي كان يقولها كلما رأها تبكي :
كوني قويـه فأنا لا احب رؤيتك بهذه الحالـة
ولا احب رؤيـة دموعكِ تلك ..!

رفعت رأسها و مسحت دمعها و همست :
سأكون قويـه كما اردتني ان اكون دائماً يا ابي ..

حضنت الصورة واغمضت عيناها مجدداً و ابتسمت تلك الابتسامة البريئـة و كأنها تراه ولكن في مخيلتهـا ..