صبر النبي في الدعوة
لمّا أمر الله -سبحانه- النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بإنذار عشيرته، صعد إلى جبل الصّفا ينادي القوم ويجمعهم، حتى اجتمعوا عنده، وأرسلوا رسلهم لمعرفة الخبر، فجاء أبو لهب عمّ النبيّ.[١١] قال لهم النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (أرَأَيْتَكُمْ لو أخْبَرْتُكُمْ أنَّ خَيْلًا بالوَادِي تُرِيدُ أنْ تُغِيرَ علَيْكُم؛ أكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟)[١٢] فأجابوه بالتأكيد، فلم يعهدوا عليه الكذب في قوله، فأخبرهم بأنّه نذير ورسول من الله إليهم، فشتمه أبو لهب وقال: (تَبًّا لكَ سَائِرَ اليَومِ، ألِهذا جَمَعْتَنَا؟!)[١٣] وهاج النّاس وتفرّفوا
صبر النبي على فقد خديجة تُوفّيت خديجة -رضيَ الله عنها- الزوجة العاقلة، الحكيمة، الناصرة لزوجها، والمخفّفة عن زوجها همّه وحزنه، فلمّا توفّيت في بداية طريق الدعوة حزن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- على فراقها حزناً شديداً.[١٤] وسُمّي العام الذي ماتت فيه بعام الحزن، وكان -صلّى الله عليه وسلّم- من أصبر ما يكون على هذا الابتلاء، فقد تكالبت عليه الأعداء واجتمعت عليه قريش لقتله، لكن الله -سبحانه وتعالى- نجّاه منها ومن كل كرب.[١٤]
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|