منذ 2 أسابيع
|
|
|
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
|
|
|
|
عضويتي
»
2479
|
اشراقتي ♡
»
Mar 2024
|
كُـنتَ هُـنا
»
منذ 7 ساعات (11:38 AM)
|
موآضيعي
»
|
آبدآعاتي
»
492,430
|
تقييمآتي
»
30504
|
حاليآ في
»
|
دولتي الحبيبه
»
|
جنسي
»
|
حالتي الآن
»
|
آلعمر
»
35سنة
|
الحآلة آلآجتمآعية
»
» ♔
|
تم
شكري
»
1,722
|
شكرت
»
694
|
مَزآجِي
»
|
мч ммѕ ~
|
|
|
|
لماذا اشترى الفاروق لسان الحطيئة.. قصة شاعر لا يكف عن الهجاء!

في واحدةٍ من أشهر القصص التي جمعت بين القوة والعدل، وبين الشعر والسياسة، يقف الخليفة العادل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في مواجهة الشاعر الحطيئة؛ صاحب اللسان اللاذع والهجاء المقذع، الذي لم يسلم منه أحدٌ، حتى والديه ونفسه!
ومما قاله في هجاء والدته:
تنحي فاجلسي مني بعيدا
أراح الله مـنـك العـالمـيـنـا
أغربـالا إذا استـودعـت سـرا
وكانـونا علـى المتحـدثينا؟
حيـاتك ما علمت حيـاة سوء
وموتك قـد يسـر الصـالحينا
وبعد ما حار في أمره، ولم يعرف من بقي من الناس ليهجوه. وفي هذه الحالة الكئيبة، نزل ليأتي بشيء من الماء لنفسه، فرأى صورته على صفحة ماء البئر فاستقبح هيئته، وعندئذ جاءه الوحي الشعري:
أبت شفتـاي اليـوم إلا تكلما
بسوء فما أدري لمن أنا قائله
أرى لي وجها قبح الله خلقه
فقُبِّح من وجـهٍ وقُبِّح حامله
بدأت الحكاية عندما شكا الزبرقان بن بدر، إلى الخليفة عمر، من بيت شعرٍ قاله فيه الحطيئة:
دع المكـارمَ لا تـرحـل لبغيـتـهـا
واقعد فإنك أنت الطاعمُ الكاسي
استدعى عمر بن الخطاب، الحطيئة ليستوضح الأمر، فسمع البيت، لكنه لم يجد فيه هجاءً صريحاً، فقال: "أين الهجاء في هذا؟ أراه عتاباً لا سباً!"، لكن الزبرقان ردَّ عليه قائلاً: "يا أمير المؤمنين، أكل مروءتي أنني آكل وألبس؟ أين شرفي وأين فضلي إذا كان هذا هو كل ما يُقال عني؟".
إزاء هذا الموقف، لجأ الفاروق إلى أهل الشعر ليحكموا على البيت، فاستدعى حسان بن ثابت، شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي قال: "يا أمير المؤمنين، هذا ليس هجاءً فحسب، بل هو أشد من الهجاء!"، ثم جاء لبيد بن ربيعة ليؤكّد الحكم نفسه، مما دفع الخليفة عمر إلى اتخاذ قرارٍ حازمٍ بوضع الحطيئة في السجن.
لكن الحطيئة لم يكن ليرضخ بسهولة، بل لجأ إلى سلاحه الوحيد والأكثر فتكاً: الشعر. ومن أعماق السجن، نظم أبياتاً مفعمة بالتوسل والاستعطاف، أرسلها إلى الفاروق، جاء فيها:
مـاذا تـقـول لأفـراخٍ بـذي مـرخٍ
زغب الحـواصـل لا مـاءٌ ولا شجـرُ
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمةٍ
فاغفِـرْ عليـك سلامُ اللهِ يا عمرُ
لم يستطع عمر بن الخطاب أن يقاوم هذا النداء الإنساني، فبكى حتى بلّت دموعه لحيته، لكنه لم يكن ليسمح للحطيئة بالخروج بلا قيدٍ أو شرطٍ، إذ كان يعلم أن لسانه لا يعرف التوقف عن الهجاء. وهنا جاء الحل العبقري الذي لم يسبقه إليه أحدٌ، إذ قال: "أشيروا عليّ في هذا الرجل، إنه يهجو الناس بلا رادعٍ، ولا أرى إلا أن أقطع لسانه!"، لكن القوم توسطوا له، فقرّر عمر شراء لسان الحطيئة بثلاثة آلاف درهم، على أن يكف عن التعرُّض للناس بالهجاء.
ورغم هذا العهد الذي ندم عليه الحطيئة فيما بعد، إلا أنه لم يستطع التخلي عن عادته، ولم يترك الحياة إلا بعد أن أوصى بأن يُوضع على ظهر حمار بالمقلوب حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة، وكأن لسانه لم يعرف يوماً معنى الاستسلام!
قصة الحطيئة مع الفاروق ليست مجرد مواجهة بين شاعر وخليفة، بل درس في العدل والحكمة، وفي قدرة الكلمة على بناء السمعة أو هدمها، وكيف أن لساناً واحداً استطاع أن يرعب الرجال ويهدّد الكرامة، حتى اضطر خليفة المسلمين إلى "شرائه" ليوقف سيفه المسموم عن الناس.
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ تهاني على المشاركة المفيدة:
|
|
|