معذرةً فيروزُ
الصدى مثقوبٌ
لا تنادي
فحيحُ الريحِ والضبابِ
ابتلعَ المدى
تعثرَتْ خطواتُنا
بينَ الوحلِ والثلجِ
أضعْنا شادي
ويدي بيضاءُ
تبحثُ عن دفءِ يدِهِ
لتنامَ في راحتِها
تحلمُ بعناقٍ
كنهرٍ يحتضنُ ساقيةً
وحنّا السكرانُ
بينَ أشواكِ الرّبيعِ
أضاعَ ابنةَ الجيرانِ
تركَها تستحمُّ بدموعِ الغربةِ
تصبغُ بياضَ جدائلِها
بدمِ شقائقِ النعمانِ
تحتَ شبّاكِ أحزانِها
كتبَ أغانيَ الليلِ
(وراجعْ يُكملْ السكرةْ )
جسّاسٌ طعنَ ظهرَ النّهار ِ
فعاثَت في مراعي الحمى
قطعانُ الذئابِ
وضباعُ البوادي
تلتهمُ طيورَ الحبارى
تنصبُ فِخاخاً
لتصطادَ الصباحَ

…… . ★★★★……

يا دنيا…… .
خالٍ من ضحكاتِ الحقولِ العنبرُ
التنورُ بردانٌ
ويبسَ على ثغرِ البراءةِ
الرغيفُ الأسمرُ
تجعّدَ غنجُ الصبايا
وأصيبَتْ ضحكاتِها بالزهايمر
حتى نسيَتْ حكايا شهردزادَ
وتسريحةَ شعرِها الأشقرِ
تركَتِ الفجرَ يغفو
بأحضانِ الّليلِ
لا يوقظُهُ صياحُ الديكِ
دروبُ الوفاءِ حزينةٌ
بألفِ كذبةٍ.. .. وكذبةٍ تتعثرُ
جارُنا سهرانُ
يفتّشُ عن قصيدةٍ
وحلمٍ جميلٍ كعيونٍ المرجِ الأخضرِ
يكتبُ مواويلاً
بلونِ سفرِ موجةِ بحرٍ
تدفنُ أحزانَها في رمالِ الشطآنِ
ويزفرُ غصّةً
تتحشرجُ بها حنجرةُ الناياتِ
دلّةُ القهوةِ تسخنُ فيها الشكوى
والفنجانُ مشتاقٌ
تضحكُ فيهِ قطعةُ السّكرِ
جفَّتْ أغصانُ التوتِ
ولونُ العمرِ صارَ أصفرَ
يا عبلةُ ماتَ عنترة
وليلى نسيَتِ المجنونَ
وتركتِ القمرَ
فوق السّطوح
وحيداً يسهرُ