عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم منذ 6 يوم
الدكتور على حسن غير متواجد حالياً
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
 
 عضويتي » 1349
 اشراقتي ♡ » Oct 2019
 كُـنتَ هُـنا » منذ 13 ساعات (01:53 AM)
آبدآعاتي » 2,783,287
 تقييمآتي » 709920
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  male
 حالتي الآن »
آلعمر  » 54سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » متزوج 😉
تم شكري »  1,010
شكرت » 39
مَزآجِي  »  1
 
Q117 ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الجزء الاول )




من لطف الله ورحمته
أن جعل مع العسر يُسرَيْنِ،
ولم يجعل مع اليسر عُسريْنِ؛
﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾
[الشرح: 5، 6]،
قال ابن عباس:

يقول الله - تعالى -:
"خلقتُ عسرًا واحدًا بين يسرين،
فلن يغلبَ عسرٌ يسرينِ".
والمراد من اليُسرينِ: يُسر الدنيا،

وهو ما تيسر من استفتاح البلاد،
ويُسر الآخرة وهو ثواب الجنة؛
لقوله - تعالى -:

﴿ قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ﴾
[التوبة: 52]،
وهما حُسن الظَّفَر وحسن الثواب،

فالمراد من قوله:
"لن يغلِبَ عسرٌ يُسرينِ"
هذا؛

وذلك لأن عمر الدنيا بالنسبة
إلى يسر الدنيا،
ويسر الآخرة كالمغمور القليل.
والتنكير في اليُسر يعني التفخيم،

كأنه قيل:
إن مع اليسر يسرًا،
إن مع العسر يسرًا عظيمًا،
وأي يسر.
ومما يليق بهذا الباب من كتاب الله

- عز وجل - قولُه- تعالى-:
﴿ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ﴾
[الطلاق: 7]،
وقوله- تعالى-:
﴿ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ
مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ﴾
[الشورى: 28]،
وقوله- تعالى-:
﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا
أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ
مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴾
[يوسف: 110].


وقد اقتضت سنَّةُ الله وحكمته

أن اليسرَ يأتي مع التقوى؛
قال الله - تعالى -:
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾
[الطلاق: 2]
وقال - سبحانه -:
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾
[الطلاق: 4]
جاء في تفسير الطبري:

﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾
[الطلاق: 2]
قال:

نزلت في رجل من أشجعَ جاء
إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -
وهو مجهود، فسأله فقال له النبيُّ

- صلى الله عليه وسلم -:
((اتَّقِ اللهَ واصبرْ))،
قال: قد فعلت، فأتى قومه،

فقالوا: ماذا قال لك؟
قال: قال:
((اتَّقِ اللهَ واصبر))
فقلت: قد فعلت حتى قال ذلك ثلاثًا،

فرجع فإذا هو بابنه
كان أسيرًا في بني فلان من العرب
فجاء معه بأعْنُز، فرجع

إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -
فقال: إن ابني كان أسيرًا في بني فلان،
وإنه جاء بأعنز، فطابت لنا؟

قال: ((نعم))،
والعكس هو الصحيح،
فمع الظلم والإثم يأتي التضييق والعسر،
وتأمل قوله - تعالى -:
﴿ فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا
عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ
عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا ﴾
[النساء: 160].

وقوله - تعالى -:

﴿ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى *
وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى *
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾
[الليل: 8 - 10]،
قال الزمخشري:

فسنخذله ونمنعه الألطافَ
حتى تكونَ الطاعةُ أعسرَ
شيء عليه وأشدَّ كقوله:
﴿ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا
كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ﴾
[الأنعام: 125]،
عن أنس: "النصرُ مع الصبر،

والفرج مع الكرب:
وإن مع العسر يسرًا".
نلتقى فى الجزء الثانـى
إن شاء الله
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علـى




 توقيع : الدكتور على حسن

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ الدكتور على حسن على المشاركة المفيدة:
 (منذ 6 يوم),  (منذ 5 يوم),  (منذ 6 يوم)