المهرج
يحكى أن مريضا جاء إلى طبيب الأمراض النفسية ،
وقال له : - دكتور ، أنا مريض ، وقد فقدت الحياة طعمها بالنسبة لي ،
فحين أتذكر الجائعين أفقد شهيتي ،
وحين أتذكر العراة أبرد . إنني أتهم نفسي بارتكاب كل الجرائم .
إن يدي هاتين تذكران برودة قبضة المدية ،
وكل رصاصة تنطلق من البندقية تخترق قلبي . .
كل جرائم المجتمع أثقلت كاهلي بعبئها . .
لم أعد أضحك .
فما كان من الطبيب إلا أن أخذ المريض من كتفيه ،
وقربه من النافذة . .
أزاح الستارة ، وأشار إلى الإعلان المعلق في الشارع ،
والذي يمثل أحد مهرّجي السيرك . -
هل ترى هذا المهرج يا عزيزي ؟
نصيحتي إليك أن تذهب إلى حفلاته مساء ،
ولسوف تتخلص من كل سأمك وكربك ،
وتبدأ بالضحك ، وتشعر بطعم الحياة من جديد .
فيجيب المريض ، وقد أطرق رأسه : - لكنني يا دكتور ،
أنا المهرج نفسه .
راق لي

عسى يمينك ما تمسها النار غيداء
جزيل شكري وتقديري إدارتنا الكريمة
*^وما توفيقي إلا بالله
|